جمال المرأة في الإسلام
الجمال نعمة من الله – جل وعلا – ومنَّة؛ يهُبُّ نسيمه على أعماق الإنسان فيَهزُّها هزًّا، وتحلُّ البهجة والسرور، والمُتعة والحُبور.
والله – جل وعلا – جميل يُحب الجَمال؛ فهو الذي خلَق كل جمال في الوجود، وكل جمال هو مِن آثار صنعِه – جل وعلا – فله – سبحانه وتعالى – جمال الذات، وجمال الأسماء، وجمال الأوصاف، وجمال الأفعال؛ فأسماؤه كلها حُسنى، وصفاته كلها كمال، وأفعاله كلها جمال وحِكمة.
ويُحيط الجمال بالإنسان حيثما حلَّ أو ارتحل، فمَن تطلَّب الجمال أبصره باديًا ظاهرًا لكل عيان في الكون عامة، وفي الإنسان وخلقِه خاصة.
صفة جمال المرأة:
• جمعت المرأة بين جنبَيها أنواعًا مِن الجمال المتفرِّق في الكون؛ فعندها مِن اللطف والرقَّة والعُذوبة والبهاء، ما لا يُقارَن به عليل النسيم، ولا تغريد البلابل، ولا إبهار الزهور.
• تزداد المرأة جمالاً على جمالٍ بروحها الصافية، ونفسِها الطيبة، وقلبِها المُطمئنِّ.
• ومِن أجمل ما تتجمَّل به الخلُق الكريم، والعَفاف الطاهر، والحياء الفِطريُّ.
• وتَرتقي إلى ذُرا الجمال بطاعتها وتقواها، ودعائها ونجواها، وعبادتها لربِّ العالَمين.
استمتاع المرأة بالجمال:
شُرع الاستمتاع بالجمال في الأمور المُختلِفة بالقدر الذي يُناسِب كل أمر، ومن ذلك:
• شُرعت الطهارة بلا إسراف في الماء، وحثَّ على تنظيف البدن بتقليم الأظافر ونتْف الإبط وحلق العانة بلا نمصٍ ولا وشمٍ ولا تفليج.
• تتزيَّن المرأة لمَحارِمها لا الغرباء بلا كشف لعورة، ولزوجها في غير إحرام بحج أو عمرة.
• لا بأس بالمسكن الواسع والمركب السابغ، بلا إخلال بحق الجوار وحق الطريق.
• طُبع المرء على حبِّ الملبس الحسن والنعل الحسن، بلا تبرُّج بزينة، أو إثارة لريبة.
جمال ينفَع وآخَر يَضرُّ:
• المرأة المؤمِنة تتطلَّب الجمال بفطرة نقيَّة، ونفسٍ سويَّة، تَشكُر الله على نِعَمه، وتستخدم النِّعَم فيما يُرضيه – جل وعلا – فليسَت ممَّن اتخذ إلهه هواه، ولا ممن باع دينه بعرَضٍ مِن الدنيا قليل، ولا ممَّن يتقحَّم نار جهنم بشهوة ساعة تَعقُبها حسرة وندامة أبدَ الدهر.
• المرأة المؤمنة لا تتسخَّط على خلقِ الله لها، ولا تتطلَّب تغيير خَلقِ الله – جل وعلا – وقد حذَّرنا الله – جل وعلا – مِن الشيطان وكيدِه ودعوته إلى تغيير خَلقِ الله؛ فقال – تعالى -: ﴿ إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا * لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا * وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا ﴾ [النساء: 117 – 119].
• الجمال مثل المال، مثل الجاه؛ إن طُلب بالحلال واستُخدم في الحلال، كان مباركًا، وإلا كان نِقمةً أي نِقمة.
• المؤمنة تفرَح بجمالها، وتَرضى به، وتُحسِن استخدامه، بلا غرور نفس، ولا دنَسِ فعل.
• جمال المرأة ليس سِلعةً تُباع وتُشترى، وتُعرض على الرائح والغادي، وتُصرَف لكل مَن هبَّ ودبَّ؛ بل هو جمال تعلوه العِفة، وبهاء يَكسوه الجلال.