لايف ستايل

الأزياء الراقية والساحرات وأشجار الزيتون.. فعالية ألتا مودا


 

كانت فعالية «ألتا مودا»، التي أقامتها «دولتشي آند غابانا» في بوليا على مدى خمسة أيام، تظاهرة رائعة للموضة احتفت بجوهر إيطاليا الحقيقي.

رجل يمشي مع عنزة، وامرأة ودجاجة، وسلال ممتلئة بالخبز الطازج… لو لم تتألق العارضات بعدد من أروع الأزياء وأدقها تفصيلاً في العالم، لما قلنا على الأرجح إننا نشاهد عرضًا للأزياء. ومع ذلك، تعد عروض «ألتا مودا»، التي أعقبت أسبوع الأزياء الراقية مباشرةً، من أكثر فعاليات الموضة إثارةً لهذا الموسم، ولا يحضرها سوى كبار عملاء «دولتشي آند غابانا» وطائفة مختارة من الصحفيين. وفي كل ليلة، يُتاح للضيوف مشاهدة المجوهرات الراقية والأزياء الراقية لكلٍ من الرجال والنساء في أول ظهور لها.

وقد أخذتْ هذه النسخةُ من الفعالية الضيوف إلى منطقة بوليا لحضور العرض الذي وصفه المصممان بـ«أضخم عرض قدمناه طوال حياتنا والأكثر أصالةً»، وذلك قبيل بدء العرض الأول بلحظات. وأضافا: «نشعر ببعض التوتر لأننا لا نعلم كيف ستسير الأمور». ويحب ستيفانو غابانا التأكيد على أن الأصالة هي كلمة السر في هذه المجموعة. يوضح: «استوحينا الإلهام من جذور القرية، وأردنا الاحتفال بشيء واقعي. لدينا أناس عاديون اختلطوا بالعارضات. وهم ليسوا ممثلين، بل أفرادًا حقيقيين بأزيائهم الخاصة». وقد سبق التواصل مع أهل بوليا قبل عام كامل تحديدًا، والذين شاركوا على منصة العرض وخلف كواليسه، بل وقاموا بطهي مأكولات إيطالية لذيذة تناولها نحو 500 ضيف على مدى خمسة أيام. «لقد وافق الجميع، ولم يرفض أحد الفكرة».

وإلى جانب الاستعانة بأهلها، كانت بوليا أيضًا مصدر إلهام هذه المجموعة بعمارتها وحِرَفها. وكانت أبرز هذه المراجع: القبعات الدرامية الضخمة والمخروطية الشكل التي تحاكي الأسطح الشهيرة لمنازل بلدة ألبيروبيلو. وقد جلس نجوم مثل كيم كارداشيان، ودام هيلين ميرين، وأنجيلا باسيت، وأنيتا، وكريستيان بيل يشاهدون العرض في الصف الأمامي. وعروض «ألتا مودا» لا تركِّز فقط على المنتجات النهائية، بل تلعب طرق صنعها بالأسلوب الإيطالي الأصيل دورًا رئيسيًا في هذا الإطار. ويوضح المصممان: «لا تُعنى هذه المجموعة كثيرًا بالترتر والغليتر، وإنما بصنع المنتجات يدويًا بحب. والأمر يشبه تمامًا عندما كانت أمهاتنا تطهو لنا في المنزل. وهذا ما نحبه، فهو يعكس الأسلوب الإيطالي الأصيل الذي يولي للعائلة أهمية بالغة». وعلى منصة العرض، تبلور هذا المفهوم في 87 إطلالة مزيّنة بالكروشيه والدانتيل وتقنيات التطريز الجديدة التي طورتها العلامة. كما طُبقت تقنيات نسج جديدة تحتفي بفن صناعة السلال في بوليا في تصاميم الكورسيه المتقنة والفساتين القصيرة. وكان من بين الإطلالات اللافتة الأخرى بدلات مفصّلة مستوحاة من الأزياء الرجالية، وفساتين درامية من التول مزيّنة بزخارف زهرية، وفساتين مجسِّمة بنمط الأرملة الأنيق تمثّل الرمز المميِّز للعلامة. وعن ذلك يقول المصممان: «لا تتمحور هذه المجموعة حول الحنين إلى الماضي، بل تحتفي بجذورنا، مثل بطاقة هوية للموضة».

من القطط إلى الساحرات

خلال افتتاح احتفالية «ألتا مودا»، في الليلة التي سبقت أول عرض للأزياء – كشفت «دولتشي آند غابانا» النقاب عن مجموعة مجوهراتها الراقية «ألتا جويليريا» لعام 2023. وكانت «بيتوليكيا لا فورتيتزا» الساحرة، وهي قلعة شُيِّدَت في القرن الخامس عشر وجُدِّدَت مؤخرًا وتقع وسط بساتين الزيتون الشاسعة الممتدة على طول الطريق إلى الساحل، الموقعَ المثالي لتقديم هذه المجموعة الفخمة من المجوهرات تحت شعار ’الذهب الأخضر – زيت الزيتون‘.

وبوحي من شجرة الزيتون، أماط الثنائي الأسطوري في عالم الموضة اللثام عن سلسلة من قطع المجوهرات التي تجسِّد جمال الطبيعة البكر. لذا تُرِك كل حجر في هذه المجموعة دون معالجة أو تسخين بأساليب قطع مخصصة تحتفي بجاذبيته الطبيعية. وببراعة وحنكة، تجسّد المجموعة رمزية الزيتون التي تشير للرخاء والحيوية، من منمنمات الزيتون المرسومة يدويًا إلى الأغصان والأوراق الذهبية التي زيّنت القلائد برقة. كما زيّنت أحجار التورمالين بلونها الأخضر الزيتوني والأحجار الشبيهة بالزيتون هذه القطع الفاخرة، والتي بلغت ذروة البهاء في القلائد التي تستحضر جمال الطبيعة الرائع. ويعكس كل حجر من الأحجار، التي تُرِكَت عن عمد بأشكالها غير المنتظمة، نقص الكمال في شجرة الزيتون، فزاد سحرها الفطري جمالاً على جمال.

وهذا العام، احتلّت أساليب القطع المخصصة مركز الصدارة، لضمان أن يكون كل حجر مشكّلاً بدقة تتناسب مع تصميمه الفريد. وبالقطع شبه المنحرف، انطوى نسيج الألماسات على منحنيات وأشكال متقنة، فزادت القلائد والأطقم جمالاً. وتعشق هذه المجموعة زمردها المزيّن بأحجار التساڤوريت المرصوفة والمقدَّمة بطائفة مذهلة من الألوان والكثافات.

وإلى جانب النِسَب المثيرة والألوان المذهلة، كان عدد من أروع التصاميم -التي شملت قلائد قصيرة وطويلة لافتة – مزيّنًا بالقطط. فوفقًا للتقاليد المحلية، تتحوّل الساحرات في إيطاليا أثناء الليل إلى قطط، وبدورها ألهمت إبداع هذه التصاميم المرحة الفاتنة. ورغم أننا لم نلمح أي ساحرات بين الضيوف، يمكننا أن نؤكد أمرًا واحدًا: أننا شعرنا بلا شك بأننا وقعنا في سحر هذه المجموعة الرائعة.

ظهر الموضوع للمرة الأولى على صفحات عدد سبتمبر 2023 من فوغ العربية 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى