لايف ستايل

غادة السباعي: تصاميمي تحمل لمسات أنثوية بسيطة مستوحاة من الثقافة العربية


المصممة القطرية غادة السبيعي المديرة الإبداعية لعلامة 1309 تصوير Abdullah rashid

تقدّم علامة 1309 أزياء جاهزة، تحمل لمسات أنثوية بسيطة تجمع الصيحات الموسمية مع رؤية فنية خاصة ومستوحاة من الثقافة العربية

تأسست الدار على يد مديرتها الإبداعية غادة السبيعي عام 2015 ويتمحور مفهومها حول التركيز على الجمال البوهيمي المعاصر. تتميز التصاميم المتقنة والألوان الجريئة والرسومات الفنية المطبوعة مع التفاصيل المدروسة. وتستقي إلهامها من مفردات الفن والطبيعة والثقافة العالمية، لتقّدم تصاميم مذهلة تجمع بين الانسيابية والأناقة واللمسة العصرية، وتقدّم خيارات جذّابة تلبّي مختلف السيدات على تنوع شخصياتهن وأذواقهن. تشجع علامة 1309، انطلاقاً من التزامها بالمسؤولية الاجتماعية والبيئية، على اتباع عادات شراء واعية ونهج مستدام فيما يتعّلق بالأعمال الخاصة بقطاع الموضة. كما تحافظ على عقلية منفتحة للنقاش الدائم حول ممارسات الاستدامة وآليات تطويرها. شكلت الموضة لغادة السبيعي، مؤسسة علامة الأزياء القطرية 1309 الرائدة جزءًا لا يتجزأ من حياتها منذ نعومة أظافرها. وتذكر: «أحب منذ صغري رؤية والدتي وهي تتهيأ للخروج. وكانت تشتري الكثير من مجلات الموضة، وخاصة ڤوغ. وتحاول قص الأقمشة وخياطتها – وكنت أراها تتلاعب بها»، مشيرةً إلى أن هذا هو تحديدًا سبب سعة علمها بالأقمشة والتصميم.

ولا عجب من أن تختار اسم علامتها تيمنًا بوالدتها، فهي لم تربها وتصقل فهمها للأزياء فحسب، بل تجسد أيضًا كل ما تعنيه «1309» وعن ذلك تقول: «تحتفي العلامة بها كامرأة وأم؛ فقد كانت دائمة الاحتفاء بأنوثتها ولم تخش قط من الظهور والتميز»، مضيفةً: «لقد أصقل حقًا رؤيتي لكل هذا منذ صغري إحساسي بالموضة وشكّل رؤيتي لما يبدو جيدًا وناجحًا».

المصممة القطرية غادة السبيعي المديرة الإبداعية لعلامة 1309 تصوير Abdullah rashid

ومن هذا المنطلق، بزغت العلامة للاحتفاء بكل ما ينتمي للأنوثة. وبالاعتماد على الجماليات البوهيمية، «تتمثل فكرة ’Studio 1309‘ في إتاحة مساحة آمنة تلتقي فيها النساء لتمكين بعضهن بعض والارتقاء مهنيًا وعاطفيًا». وتختار كل شيء، من الأقمشة والألوان إلى أشكال التصاميم المحبوبة، لتُكمل جمال مختلف أنواع الجسم وأشكاله، فرسالتها الرئيسية تكمن في صنع تصاميم تجعل المرأة تشعر بالحيوية. وتوضح غادة: «أود أن تشعر النساء بالراحة وبالمحبة لأنفسهن حين يرتدين قطعة من أزيائي». ويشكل الابتكار جزءًا أصيلًا من رؤية غادة لعلامتها. ففي كل مجموعة، تجتهد المصممة في استحداث طرق جديدة لتكييف تصاميم مميزة، بينما تلتمس الإلهام من العالم حولها. وسواء في محل عملها المتناغم النابض بالحياة أو الطبيعة أو الروحانيات والسفر، تستعين غادة ببيئتها المحيطة لصياغة رؤيتها المميزة حقًا.

وتراث وطنها هو منارتها التي تستنير بنورها وتكمل دائمًا جمال إلهامها المتنوع. ورغم الثورة التي أحدثتها في نظرة الناس للموضة في قطر، تحرص غادة على أن تظل جذور علامتها ضاربة في الثقافة المحلية. وتوضح: «نحافظ على ثقافتنا المحلية بإدخال تقنيات تقليدية واستخدام الأنماط المستوحاة من التاريخ – ولكننا نقدمها بأسلوب عصري. وقد أطلقنا في أحدث تشكيلاتنا، تصميمًا باسم ’Imara‘، مستلهمًا من القبائل البدوية القطرية. ونرى أنه من المهم الحفاظ على هذه الأنماط».

تصوير Abdullah rashid

وأثمر هذا التركيز على التراث العربي إلى تعاونات لا تنسى مع فنانين موهوبين من جميع أنحاء العالم العربي على مدار مسيرتها المهنية الطويلة. تقول: «معًا، نسطر رسالةً جديدة وننسج خيوط قصة رائعة. أتذكر عندما تعاونت مع نفسيكا سكورتي. لقد غصنا في أعماق أنفسنا، وأخذنا نفكر في مبادئنا وقيمنا، آخذين في الاعتبار أين نلتقي وكيف نمثل النساء. لقد كانت رحلة ملهمة حقًا»، وأضافت: «سيجمعنا تعاون مثير للغاية قريبًا – انتظرونا». وعلاوة على قائمتها الطويلة من المبادرات والإنجازات مثل حصولها على جائزة المصممة الشابة في حفل توزيع جوائز المرأة العربية عام 2013، عملت على توفير منظومة أزياء بيئية للمصممين وغيرهم من المبدعين. وتصف غادة «ستوديو القص» بأنه «مكان يسهل الوصول إليه، ويقدم لهم [تقصد المصممين] جميع الخدمات التي يحتاجون إليها لبدء عملهم، بما في ذلك الإرشاد والإنتاج وتطوير العلامة التجارية». ولا يدعم الاستوديو، الذي يعد الأوّل من نوعه في قطر، المصممين الشباب من جميع أنحاء المنطقة وحسب، بل ويسهم في تمكينهم والتعاون معهم أيضًا. «لقد تعاونا مع المصممين الذين يعرضون قطعهم الآن في برنتان الدوحة. كما جمعنا تعاون مثير للغاية مع فنان بارع؛ حيث أبدعنا كابًا جميلاً مصنوعًا من القماش المرقع استغرق العمل فيه 800 ساعة ما بين التطريز اليدوي والآلي. أصبح الكاب الآن تحفة فنية جديرة بالعرض بالمتاحف وهو يعرض في الدوحة. إنه حقًا مذهل».

وتلقى رؤية غادة دعمًا من جانب سعادة الشيخة المياسة، شقيقة سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير قطر وأحد الداعمين البارزين لصناعة الأزياء المزدهرة في قطر. تقول: «لطالما قامت سموها برعاية المواهب الشابة، فبفضلها أصبح لدينا بيئة مزدهرة يمكن للمصممين والعلامات فيها تحقيق النمو. إن إيمان الشيخة المياسة وثقتها في «ستوديو القص» وفي رؤيتي يمنحني الدافع للارتقاء به إلى المستوى الأعلى».

تصوير Abdullah rashid

قامت غادة بإنشاء مجتمع 1309 لتتيح مساحًة آمنة لرعاية المجتمع النسائي في قطر وتنميته، وتوفير مكان مثالي تلتقي فيه السيدات للوقوف إلى جانب بعضهّن البعض على كافة المستويات المهنية والشخصية.
ويعد مجتمع 1309 منصة تشجع كل سيدة على التعبير عن نفسها بحرية وطلب الدعم والاستمتاع بمجتمع مناصر لها ومتشابه معها في التفكير. وقد أدركت أهمية إنشاء مجتمع في قطر يمّكن المرأة من العناية بصحتها النفسية، وهذا ما يضمنه مجتمع 1309 الذي يعقد لقاءات منتظمة لإجراء حوارات نسائية ومحادثات ملهمة مع دروس للتأمل.

ويعتري المصممة حماسة كبيرة تجاه المستقبل، ولا سيما مستقبل صناعة الأزياء في قطر والتي تعد واحدة من أسرع الصناعات نموًا في الدولة. «يقتحم السوق مصممون جدد، وأيضًا علامات تجارية جديدة طوال الوقت. وكان من المشجع حقًا أن نشهد النمو المذهل الذي تحقق خلال السنوات الأخيرة. لقد تغيرت المنظومة البيئية بأكملها في قطر منذ
أن بدأت مسيرتي وشرعت أصنع تصاميمي الخاصة. الآن، لدينا صناعة نشطة ومزدهرة تحظى بالإعجاب والتقدير في جميع أنحاء العالم ».

 

ظهر الموضوع للمرة الأولى على صفحات المجلة عدد سبتمبر 2023 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى