بسمة فلمبان تحدثنا عن دورها كقيمة فنية وعن مهرجان رش “فن الجداريات” في السعودية
الفنانة السعودية بسمة فلمبان القيمة الفنية في مهرجان رش “فن الجداريات” الذي يجمع فناني العالم بالرياض في السعودية
ستحتضن مدينة الرياض النسخة الثانية من مهرجان “رش” فن الجداريات الذي سيجمع في نخبة من الفنانين والمبدعين من جميع أنحاء العالم خلال الفترة من 15 نوفمبر إلى 6 ديسمبر بتنظيم هيئة الفنون البصرية لتنظيم حيث سيتم تقديم أعمال فنية جدارية تجّسد المشهد الثقافي والاجتماعي، وتعبر عن مختلف أنواع الفنون التي تمارس بالمساحات العامة كأحد الفنون التشكيلية التي تتصف بدقة التعبير العفوي بعيداً عن قيود الفن التقليدي. تتولى مصممة الجرافيك والفنانة السعودية بسمة فلمبان دور القيمة الفنية للمهرجان لما تتمتع به من خبرة كقيمة معارض وباحثة في حركات الفن المعاصر التي تنبع من تأسيسها لمبادرة فن الشارع السعودي عام 2011 والتي تدعم من خلالها مجتمع الهيب هوب المحلي في جدة، عبر انتاج معارض وبرامج وعروض حية لأعمالهم لتساهم في بناء جسر بين المجال والمؤسسات الفنيّة والمجتمع عامّةً. عن مهرجان رش “فن الجداريات” ودورها ورؤيتها تحدثنا بسمة.
ما هو الموضوع أو الرسالة الرئيسية وراء المهرجان، ولماذا تم اختيار هذا الموضوع؟
نظرًا لأنه المهرجان الافتتاحي وبداية لتقليد سنوي، فقد أردنا بالفعل تسليط الضوء على تاريخ فن الشارع، بالإضافة إلى كيفية تطوره عبر الزمن وتأثيره على ممارسات الفنانين. كل ذلك سيتم في الواقع ضمن إطار البرامج التي تتناول المجتمع والبيئة المحيطة بالترام مما يخلق نظامًا بيئيًا متجانسًا للغاية، يتضمن أنشطة وورش عمل حول رياضة التزلج على اللوح والرقص وأطعمة الشوارع والموسيقى.
هل يمكنك إعطاءنا فكرة حول الفنانين المشاركين وخلفياتهم؟ وما هي المعايير التي تم اتباعها في عملية اختيارهم؟
يعرض المهرجان أعمال 30 فناناً ينتمون إلى خلفيات متنوعة، تمتد من المملكة العربية السعودية والأردن وتونس إلى الهند وسريلانكا وإسبانيا. يعد هذا التنوع حجر الزاوية في نهجنا التنظيمي، لأنه يسمح لنا بعرض تطور فن الشارع بشكل فعال وتأثيره العميق على المشهد الفني الأوسع. يعتبر فن الشارع أحد أكثر أشكال الفن التي يمكن الوصول إليها، وغالبًا ما يكون بمثابة بوابة للتعبيرات الفنية الأخرى. وينعكس هذا في الممارسات المتنوعة للفنانين المشاركين لدينا، الذين تطوروا ليصبحوا مصورين ورسامين ونحاتين، لكنهم ما زالوا يحتفظون برابط مشترك عميق في أصولهم الفنية التي تنتمي للشارع.
حدثينا عن برنامج المهرجان. ما هي بعض الأحداث أو المعارض أو الأنشطة الرئيسية التي ستقام خلاله؟
لدى تنظيم البرنامج العام، أردنا التأكد من أنه مصمم خصيصًا ليناسب جميع فئات الزوار ابتداءً من الأطفال والعائلات إلى الفنانين المتمرسين، لذلك أود أن أقول إنه قد تم تنظيمه بشكل متقن للغاية. إنني أتطلع جداً لرؤية ما سينبثق من أنواع النقاش من الجلسات والمحادثات التي نجريها والتي تهدف إلى فتح المجال لتناول الأفكار المشتركة لدى فناني الشارع حول الصناعة وممارساتهم الخاصة، بالإضافة إلى أن عدد قليل من ورش العمل التي نأمل من خلالها أن نمنح فناني الشارع بعضًا من منهجية مدرسة الفنون في مسيرة التطوير مع التركيز على فن الشارع.
هل يمكنك توضيح دورك ومساهماتك في هذا الحدث؟
باعتباري قيماً فنياً مشاركًا إلى جانب والكاتب والفنان البريطاني سيدار لويسون عملت معه على تحديد معايير الفنانين المختارين، ومن ثم فسحنا المجال لما دار معهم من المحادثات لتقودنا إلى موضوع المهرجان. الآن بصفتي قيماً محليًا، أود أن أقول إن دوري يشبه تقريبًا حارس البوابة، فأنا أطرح ما يمكن مواجهته من تحديات باستمرار أمام المنظمين للتأكد من أن الطريقة التي نتعامل بها مع المواهب المحلية عادلة وشاملة، لأنني أعتقد اعتقادًا راسخًا أن هذا استثمار من جانبنا حيث تعمل الحكومة على دفع عجلة مسيرة الفنانين السعوديين المهنية ليكون لهم مكانتهم بين المواهب الإقليمية والدولية، لذا فإن جزءًا كبيرًا من هذا الدور بالنسبة لي هو التأكد من حصول الفنان السعودي على أقصى استفادة من هذه الفرصة. بالإضافة إلى التحدي المستمر لفكرة ما هو يمكن أن يكون عليه “المهرجان الفني” في المجال الدولي مقارنة بكيفية تفكيرنا في هذه الفرص كصناعة فنية في السعودية.
ما هي رؤيتك الخاصة للمهرجان وكيف تتماشى مع الأهداف الثقافية والفنية الأوسع للمنطقة؟
نحن نعلم أن الأنظار تتجه نحو الفن السعودي بشكل عام، وبالنسبة لي أريد حقًا أن أسلط الضوء على لون مختلف له من خلال هذا المهرجان، وأظهر ما ينطوي عليه من التنوع في الممارسات والخلفيات. وأعتقد أن هذا ينعكس في الاتجاه الذي سلكناه وهو تسليط الضوء على الجدول الزمني التاريخي لتطور فن الشارع على المستوى الدولي والإقليمي والمحلي. قد يكون هذا في وقت مبكر من هذا الحدث السنوي الكبير المتناسق، لكن الفنانين ليسوا أقل خبرة وإخلاصاً لما يقومون به ليتمكنوا من ذلك.
كيف ترين تأثير هذا المهرجان على المشهد الفني المحلي والمجتمع الفني الأوسع في المملكة؟
أعتقد أن الأمر كله يتعلق بتنظيم مثل هذه التجارب الخاصة التي ستؤدي إلى أمر أكثر تطوراً مع مرور السنين، والمزيد من التجمعات والمساعي التي تخلق مساحات للممارسة والمشاركة والتعلم من نفس تلك المجموعات والفنانين المشاركين. يتطلع الفنانون في السعودية دائمًا إلى أن يكونوا قادرين على اللقاء مع بعضهم في مناسبات متعددة وأن يكون لديهم أرضية مشتركة للعمل والتعرف على بعضهم البعض، ولهذا السبب أرى قيمة كبيرة في تأثير المهرجان في المشهد المحلي السعودي. الهدف النهائي هو أن يستمتع الأطفال بوقتهم ويمارسوا أنواعًا مختلفة من الهوايات ، وأن يتاح للطلاب الفرص القابلة للتطبيق كمهن تستحق الوقت للاستثمار فيها، وأن يكون الفنانون جزءًا من شيء مستمر يضمن لهم أن يكونوا جزءًا منه.