لايف ستايل

كيف يبدو منزل مارتن لورانس بولارد مصمم منازل المشاهير؟


تصوير Douglas Friedman

أتقن مارتن لورانس بولارد، الذي يحتفل بمرور 30 عامًا على انطلاقه في عالم التصميم، فنَ الأناقة. وفي كتابه الجديد، الذي خطّت مقدمتَه المغنيةُ الأمريكية شير، ينطلق بالقرّاء في جولة داخل منازل عملائه من المشاهير

من المثير للدهشة أن افتتان مارتن لورانس بولارد بالتصميم بدأ في وقت مبكر من حياته. يذكر: «أخبرتني والدتي أنني كنتُ في طفولتي، في الثالثة من عمري، أرسم المنازل على السبورة، وأضع أثاث الدمى من بيت الدمى الخاص بأختي لأزيّن منظر الغرفة». ويصرح بولارد في مقدمة كتابه الجديد بعنوان «أسلوب النجوم: التصاميم الداخلية لمارتن لورانس بولارد» قائلاً: «إن استيقاظي كل صباح وقدرتي على عمل شيء أعشقه لأعظم رفاهية يمكن أن تقدمها الحياة»، ويضيف: «كانت رحلتي ما يمكن أن أسميه بحلم هوليوودي، فقد نشأ وخُلِقَ وأتيح له الازدهار في لوس أنجلوس». ويكشف المجلّد، الذي يقع في 304 صفحات ويعرض 250 صورة توضيحية ملوّنة، عن المنازل الرائعة لعملائه ومنهم على سبيل المثال لا الحصر كايلي جينر، وكلوي وكورتني كارداشيان، وتومي ودي هيلفيغر، وويني هارلو، وإلين بومبيو، وإلتون جون.

تصوير Douglas Friedman

وُلِدَ بولارد وترعرع في إنجلترا حيث كان يستمتع بالتجوّل في أسواق التُحف في لندن، بيد أنه لاقى النجاح على الجانب الآخر من المحيط الأطلنطي، إلى أن وصل إلى جنوب كاليفورنيا، حيث يقيم منذ عام 1994. ومن عام 2011 إلى عام 2013، ظهر في عدة مسلسلات تلفزيونية منها Million Dollar Decorators وHollywood Me!. ودون أي تدريب رسمي، عزّزت موهبتُه الفطرية وشغفُه بتاريخ الديكور أعمالَه طوال العقود الثلاثة الماضية في الفنادق والمطاعم، وعلى متن اليخوت والطائرات، ومن خلال المنتجات والمنازل. واليوم، يعدّ بولارد مرجعًا لعدد من أكثر العملاء تميزًّا في العالم. يقول: «أبتكرُ شخصية متفردة لعملائي، تمثّل انعكاسًا حقيقيًا لشخصياتهم والطريقة التي يرغبون في العيش بها. إنها تصاميم مخصصة تمامًا لكن إنسان».

تصوير Douglas Friedman

وأحد أفضل الأمثلة على نهجه هو منزل النجمة شير في ماليبو، الذي وصفه المصمم بأنه «ملاذ وادع زاخر بالفنون الآسيوية ذات الجودة المتحفية والمفروشات المصممة حسب الطلب». وكانت المغنية قد تعاونت في الأصل مع الراحل رون ويلسون لبثّ الحيوية مجددًا في المنزل الذي تبلغ مساحته 1486 مترًا مربعًا ويتمتّع بإطلالات على المحيط الهادي. ومنذ ستة عشر عامًا -بعد أن عرّفتها مصممةُ المجوهرات لوري رودكين على بولارد– عهدت إليه بتحديث منزلها. يقول بولارد: «أعتبرُ أننا شركاء في التصميم من نواحٍ عدة»، ويضيف: «أحضرت شير أوراقًا منزوعة من عدد لا يُحصى من المجلات إلى لوحة الرسم. ويستند تصميمُ المنزل إلى قصور مدينة البندقية، وفيلات عصر النهضة العظيمة في أوروبا، والتأثيرات المغاربية لقصر الحمراء. وقد شاركتْ معي يدًا بيد في هذه العملية، سواء في اختيار الأقمشة أم طلاء الخشب، وأحبّتْ كل لحظة فيها. وأعتقدُ أنها لو لم تكن نجمةً في عالم الغناء، لكانت مصممة ديكورات داخلية».

تصوير Douglas Friedman

ودائمًا ما ينجذب بولارد للجمال والابتكار، إلا أنه دائمًا ما يمد جذوره في التاريخ والمعرفة الكلاسيكية. وهو يؤمن إيمانًا شديدًا بأن التصاميم الداخلية المثالية هي تلك التي تجسّد روح الشخص الذي يعيش فيها. كما أنه يمزج بين العناصر ويوفّق بينها بكل أريحية – وهذا بالتحديد ما فعله من أجل شير. وتلبيةً لرغبة عميلته وصديقته التي تفضّل استخدام الألوان الهادئة في الخلفية، قام بولارد بوضع طبقات من اللون الكريمي والبيج والأبيض المائل للأصفر والعاجي لتهيئة هذه الأجواء، ثم أدخل الألوان الأكثر جرأةً في صورة إكسسوارات وأعمال فنية. يقول: «تحب شير الحرير والكتان والأقمشة المطرّزة وتصاميم البيزلي الهندية»، ويردف «النسيج مهم بالنسبة لها».

تصوير Douglas Friedman

ويزدان مدخل المنزل، الذي يمتاز بالطابع الأوروبي القديم، بآلهة هندية خشبية منحوتة وشمعدانات صممها بولارد وصُنِعَت في مراكش. يقول: «لدى شير شغف بالمقتنيات الغريبة، وبالرومانسية التي تستحضرها وما تثيره من مشاعر لديها»، ويضيف: «استخدمنا كثيرًا من العناصر المغربية في المنزل لأنها تتناغم على نحو جيّد مع النمط المعماري وتضفي لمسة التصميم التي أردناها تمامًا. ومزجنا بين القطع الصينية والإندونيسية والمصرية والعربية والأفريقية، بحيث توفر المساحةُ تجربةً متنوعة للسفر حول العالم، جنبًا إلى جنب الخلفية والإضاءة المغربيتين. ويمتاز ذلك بأجواء عالمية، مع الاحتفاظ في الوقت نفسه بطابع شخصي ومتفرد تمامً».

ويجتمع البلاط المجلوب من إسبانيا والمغرب مع الرخام المجلوب من إيطاليا وفرنسا. وتزدان غرفةُ المعيشة الرئيسية بسرير «أوبيوم» يعود للقرن الثامن عشر، وآرائك منحوتة من خشب الجوز، وسرير صيني تحوّل إلى طاولة قهوة، ولوحة «ماندالا» من التبت، علاوة على ألواح خشب مشربية منحوتة يدويًا بمدينة فاس، والتي وقع عليها الاختيار جميعًا لتزيّن مساحة الجلوس الخاصة في غرفة نوم شير الرئيسية، حيث يضم رواقُ النوم نافورةً هندية أثرية مصنوعة من الرخام المجلوب من راجاستان.

تصوير Douglas Friedman

تقول شير في مقدمة كتاب «أسلوب النجوم»: «انطلق مارتن في رحلته بحثًا عن جميع أنواع الكنوز في شتى أنحاء العالم – من أسواق السلع المستعملة في باريس مرورًا بالبازار الكبير في إسطنبول، ووصولاً إلى أسواق القاهرة». وتردف: «تكمن موهبة مارتن ليس في قدرته على وضع تصاميم بأي طراز حرفيًا وحسب، بل أيضًا، وبنفس القدر من الأهمية، في رغبته في العمل بالتعاون مع عملائه للتحقق من أن مساحاتهم تعكس أحلامهم، مع صياغة الجمال الشخصي الساحر الملائم للعيش تمامًا». يُذكَر أن بولارد، الذي يتميّز بذوقه الجمالي والانتقائي المتجدد دائمًا، مفتون بجميع الثقافات. يقول: «كان لي عظيم الشرف بالعمل في عديد من بلدان الشرق الأوسط على مدار مسيرتي المهنية، وقد ألهمتني جوانب التصميم التي ظهرت تاريخيًا في المنطقة». ويردف: «لقد رأيت تصاميم وهندسة معمارية استثنائية في عدة بلدان، من قطر إلى السعودية، ومن الإمارات إلى عُمان. وأجري حاليًا محادثات حول تنفيذ مشروع في السعودية، كما أساعد عميلاً في الدوحة، أي أن بعض المشروعات الممتعة تلوح في الأفق».

تصوير Douglas Friedman

كما يدعو «أسلوب النجوم» القرّاءَ لاكتشاف أكثر مشروعات بولارد خصوصيةً. يقول: «بيتي هو منصة تجاربي، إنه أشبه بمختبر عالِم مجنون حيث أعمدُ إلى المزج بين الأقمشة والألوان حتى أصل إلى الجرعة المثالية». وفي إطار مواصلة تقدّمه والبحث عن مصدر إلهام جديد يعزّز عمله، يمكن القول إن بانتظار بولارد بضعة أشهر كثيرة الانشغال. يقول: «سأنطلقُ في جولة حول العالم مع كتابي بينما أنهي مشروعات مع كل من سيلڤستر ستالون، وماشين غان كيلي، وغوين ستيفاني»، ويردف: «أنا أيضًا أعملُ على تصميم مقر إقامة جديد لـ«فور سيزونز»، وسلسلة مطاعم لأحد الطهاة الروّاد، وخط سجاد جديد، وإكسسوارات للحمامات، ومجموعات فنية ونسيجية».

 

الموضوع ظهر للمرة الأولى على صفحات عدد شهر نوفمبر من المجلة 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى