فنانات لبنانيات يشاركن بأعمالهن في معرض “رسالة حب إلى بيروت” الذي تقيمه “سوذبيز”
تعرّفوا على الفنانات اللبنانيات اللواتي تُعرَض أعمالهن في المعرض المكرّس للبنان الذي تقيمه دار “سوذبيز” تحت عنوان “رسالة حب إلى بيروت”
شهدت دبي يوم الاثنين افتتاح معرض تنظّمه دار “سوذبيز” للمزادات تحت عنوان “رسالة حب إلى بيروت”، والذي يضم أعمالاً مختارة من مزاد لندن المقبل. واحتفاءً بالمشهد الثقافي والفني الثري بلبنان، يكرّم المزاد نحو 30 فنانًا لبنانيًا، إلى جانب فنانين آخرين من العراق ومصر وسوريا وفلسطين، عن أعمالهم المستوحاة من ارتباطهم بوطنهم الأم. وتُعرَض الأعمال الفنية في دبي خلال الفترة من 26 فبراير إلى 1 مارس، ثم تُعرَض في لندن خلال الفترة من 19 إلى 22 أبريل، وذلك قبل طرحها في المزاد يوم 23 أبريل.
ومن أبرز ما يميّز هذا المزاد اختيار فنانات لبنانيات، ما يعكس إسهامات المرأة في تاريخ لبنان الإبداعي. ومن جانبها، تؤكد ألكسندرا روي، رئيسة قسم مبيعات فن الشرق الأوسط في القرن الـ20 في “سوذبيز”، قائلةً: “إذا ألقيتم نظرة على مشتملات المزاد التي جمعناها، سرعان ما سيتضح لكم مدى أهمية الدور الذي لعبته الفنانات في لبنان، وأيضًا في المشهد الفني بالمنطقة على نطاقه الأوسع. إننا لم نبذل جهدًا مقصودًا لضم مزيد من الفنانات، فقد حدث ذلك بشكل تلقائي للغاية، وهو ما يبرهن أيضًا على حقيقة وجود مساهمة نسائية قوية منذ البداية”. وتردف: “كانت بيروت في ستينيات القرن العشرين مكانًا مميزًا للغاية، حيث عزز انفتاحُها وديناميكيتُها روحَ الإبداع والتبادل [الثقافي]، ولذلك منذ البداية، لعبت الفنانات دورًا جوهريًا. وقد شكّلت المؤسسات والصالونات والأكاديميون والفنانون معًا حركة متلاحمة. وكثيرٌ من الفنانين الموجودين هنا يعرف بعضهم بعضًا، بل وعملوا معًا”.
وفيما يلي، تعرّفوا على مزيد من المعلومات عن الفنانات اللبنانيات المشاركات في معرض دار “سوذبيز” للمزادات بعنوان “رسالة حب إلى بيروت”
إيتيل عدنان
وُلِدَت إيتيل عدنان في بيروت عام 1925، وواصلت دراستها في جامعة السوربون بباريس، وجامعة هارڤارد بماساتشوستس، قبل أن تدرِّس الفلسفة في جامعة الدومينيكان بمدينة سان رافاييل في كاليفورنيا أواخر الخمسينيات. وفي هذا المكان أيضًا، بدأت إيتيل العمل على أولى لوحاتها على الإطلاق، والتي جاءت على شكل تركيبات تجريدية. واليوم، تُعدّ إيتيل من أكثر الفنانات اللواتي يحظين بشهرة عالمية في المنطقة، وسيتم تمثيلها في بينالي البندقية وتكريمها في معرض استعادي كبير بمركز “إثراء” بالسعودية هذا العام.
أوغيت كالان
وُلِدَت أوغيت كالان في بيروت عام 1932، وكانت الابنة الوحيدة لأول رئيس للبنان بعد استقلالها عن فرنسا. وبدأت رحلتها في الرسم في وقت لاحق من حياتها بعدما تزوجت وصارت أمًا. ودرست الفن رسميًا بعد التحاقها بالجامعة الأمريكية في بيروت عام 1965، إلى جانب صديقتها ومعاصرتها هلن الخال، التي تظهر أعمالها أيضًا في هذا المزاد. ولعشقها للفن، اتخذت أوغيت قرارًا مهمًا عام 1970 بالانتقال للإقامة في باريس دون عائلتها.
هلن الخال
وُلِدَت هلن الخال عام 1923، وكانت رسّامة وكاتبة وصاحبة صالة عرض فنية وناقدة لبنانية أمريكية. وقد غادرت الولايات المتحدة للإقامة في لبنان بعد رحلتها الأولى للبلاد في الأربعينيات. وتشتهر بأثرها الكبير على ساحة الفنون المزدهرة في بيروت، لا سيما في الستينيات والسبعينيات، فضلاً عن مساهمتها في جعل بيروت عاصمة الحداثة العربية التي لم تنل ما تستحقه من التقدير.
سلوى روضة شقير
وُلِدَت سلوى روضة شقير في بيروت عام 1916، وتتميّز بإنتاجها الغزير ومسيرتها الفنية التي امتدت لنحو ستة عقود. وقد ألهمتها رحلتُها إلى مصر عام 1943 وتجولُها في شوارع القاهرة ومساجدها عشقَ فن العالم الإسلامي وعمارته في وقت مبكر من مسيرتها. وتتسم أعمالها بالتجارب المستمدة من التقاليد، وتتميّز بعنصرين أساسيين من عناصر التصميم الإسلامي – هما: الخط والمنحنى. واليوم، تُعدّ سلوى أول فنانة تجريدية عصرية حقيقية في لبنان ونحّاتة ثورية رائدة في العالم العربي.
سيمون فتال
وُلَدَت سيمون فتال عام 1942، ونالت شهرة واسعة من المعارض الفنية المحلية التي شاركت فيها من الستينيات إلى أوائل السبعينيات، حين كان يتردد على بيروت المثقفون من جميع أنحاء المنطقة. وبعدما عاشت السنوات الخمس الأولى من الحرب الأهلية اللبنانية، انتقلت للإقامة في ساوساليتو بمقاطعة مارين في كاليفورنيا، وأسَّست فيها دار النشر “بوست-أبوللو برس”. وتتميّز أعمالُها بممارسات متعددة التخصصات تشمل المنحوتات التجريدية والتصويرية واللوحات والألوان المائية وأعمال الكولاج، مع طائفة واسعة من المصادر المتجذّرة في عمق التاريخ، والتي تشمل الشعر الصوفي والأساطير والأديان القديمة والحرب والصراع.