ركين سعد ممثلة تعشق تحدّي الذات وخوض مغامرة اكتشاف شخصيات جديدة
نوف، زينة، مريم وشخصيات كثيرة أحبها الجمهور، تقف وراءها ركين سعد التي لا تكف عن مفاجأة متابعيها. ممثلة تعشق تحدّي الذات وخوض مغامرة اكتشاف شخصيات جديدة
بجهد عملت ركين لتقديم شخصية زينة في مسلسل «سفاح الجيزة»، تقمصت ثلاثة أوجه لشخصية واحدة مركبة وشديدة التعقيد وأعطت الكثير لإنجاح الدور. توقعت نجاح العمل كونه مكتمل العناصر، لكنّ نجاحه فاق كل توقعاتها وشكل صدمة لها كما تقول: «تفاعل الناس مع شخصية زينة بشكل كبير وكنت أدرك أن نجاح الشخصية يتطلب تقديمها بصدق لأن العمل مبنيّ على أحداث حقيقية أحدثت ضجة في الشارع المصري». وفي الواقع استطاعت ركين أن تلعب شخصية زينة الثلاثية الأبعاد، كما هي في ذهن السفاح وكما هي في الواقع بعيداً عنه وكما كانت في الماضي، وأظهرتها حقيقية يمكن تصديقها والتفاعل معها في كل أوجهها.
نجاح مسلسل «سفاح الجيزة» أسعد ركين التي رأت فيه عملاً متكاملاً وجهوداً مشتركة بين المخرج هادي الباجوري والممثلين جميعهم وعلى رأسهم أحمد فهمي الذي لعب دور السفاح. وعن اختيارها للدور تقول ركين «لا شك أن المخرج هادي الباجوري رأى فيّ التوق للعب شخصيات مختلفة متعددة الأبعاد. وبالنسبة لي تقديم أدوار عميقة يمثل متعة خالصة رغم صعوبة التحدي .رحلتي الشخصية تتوازى عادة مع رحلة الشخصية التي أقدمها وكأنني حين أدخل تجربة وأضع نفسي مكان شخصية أخرى أغتني كإنسانة وأعيش أحداث قد لا أعيشها في الواقع وأتفاعل مع أشخاص قد لا ألتقيهم في الحقيقة وهذا ما يجعلني أفهم الناس أكثر».
في جعبة ركين سعد العديد من الأعمال الجديدة بعضها تم عرضه مؤخراً والبعض الآخر قيد التحضير. «مسلسل ريفو في جزئه الثاني عرض على إحدى المنصات ولاقى النجاح الكبير ذاته الذي لقيه الجزء الأول. عن شخصية مريم في العمل تقول ركين: «تطورت الشخصية وصارت في الجزء الثاني وكأنها وجدت نفسها، تجاوزت حزنها على والدها لتنصرف إلى تحقيق حلمها بكتابة فيلم وإنهائه كما تطورت علاقتها بأخيها. الجمهور أحب هذا العمل لأنه يحاكي الجيل الصغير كما الجيل الذي عاش التسعينيات ويعيد إليه بأجوائه وأغانيه ذكريات حلوة». تحب ركين شخصية مريم وترى فيها أوجه شبه كثيرة مع شخصيتها الحقيقية وبعض ما عاشته.
رغم الفارق الكبير بين العملين والشخصيتين اللتين تؤديهما ركين في «سفاح الجيزة» و «ريفو» فإن التصوير تم في وقت واحد أو متقارب جداً ما جعلها تجربة مميزة جداً ترويها ركين قائلة: «لا أعرف كيف استطعت التوفيق بين الشخصيتين، وكان مهماً جداً لي أن أترك نفسي على سجيتها وأترك مشاعري للحظة وأرمي نفسي في التجربة لأرى ماذا تعطي دون أن أعيش حالة من القلق يمكن أن تقيدني. قبل أن أدخل المشهد كنت أقول لنفسي سوف أكتشف ماذا أستطيع أن أفعل فإذا نجحت أكون قد كسبت التحدي وإلا فإن المخرج جاهز لتصحيح مسار الأمور وبالإمكان دوماً اعتماد مقاربة مختلفة. في الحياة لا نعرف كيف ستكون ردة فعلنا مسبقاً تجاه أمر ما لكننا نحس بشيء ونتفاعل على أساسه وعند لعبي لأي دور أعتمد مبدأ ردة الفعل والمشاعر لا التخطيط وأترك الأمور تأخذ مجراها».
مؤخراً أنهت ركين تصوير فيلم سينمائي للمخرج خالد منصور في أول أعماله الروائية الطويلة يحمل اسم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو» وهو من بطولة عصام عمر ومعه أحمد بهاء ومجموعة من الممثلين الشباب. الفيلم من النوع الإنساني المؤثر مع خلفية كوميدية خفيفة. وتدور قصته حول رجل أمن يتورط مع كلبه الذي هو صديقه الوحيد في حادثة خطرة لا ذنب لهما فيها ليصبحا مطاردين، الأمر الذي يدفع بحسن للتفتيش عن مخرج لإنقاذ كلبه. وهنا يلتقي ركين البنت اللطيفة الحنونة و«الجدعة» التي تشارك معه جزءاً من رحلته لإنقاذ كلبه ويمرّان معاً بأحداث مختلفة. تقول ركين: «الفيلم يحمل عمقاً إنسانياً رغم كونه يبدو خفيفاً وفيه ألعب دور صبية عصرية تعيش وحيدة وتعيل نفسها وهي جاهزة لتقديم المساعدة». وقد شارك سيناريو الفيلم في عدد من مختبرات ومعامل التطوير والتمويل من مهرجانات ومؤسسات سينمائية عدة كما حصل على الصعيد الإنتاجي على عدد من منح الإنتاج.
التوقف لا يجد له مكاناً في قاموسها، فركين في صدد التحضير لفيلم جديد مع المخرج الأردني زيد أبو حمدان الذي سبق له إخراج فيلم «بنات عبد الرحمن» الذي حصل على جوائز عدة. الفيلم المنتظر يحمل عنوان «بومة» وهو ثاني أفلام زيد أبو حمدان وفيه تلعب ركين للمرة الأولى البطولة المطلقة لها في السينما. والفيلم أول تعاون لها مع شركة إنتاج Front Row production المعروفة الذي كان أول أعمالها فيلم «أصحاب ولا أعز» وهو أول إنتاج أصلي لمنصة نتفليكس في المنطقة العربية. تتكتم ركين عن دورها في الفيلم لكنها تلعب الشخصية الرئيسية فيه التي تحمل اسم «بومة» وهي عضوّ في عصابة نسائية. شخصية قوية تجيد استخدام السكاكين وتتولى مهمة تطهير الشوارع ونزع سيطرة العصابات عنها، وتعيش في الوقت نفسه صراعاً مع ماضيها وصدماتها النفسية كفتاة يتيمة، فيلم جريء ومليء بالإثارة يحمل توقيعاً أردنياً. وعن قدرتها على العمل على جبهتي مصر والأردن تقول ركين: «أكثر عملي في مصر، لكن حين تأتيني فرصة في عمان لأكون جزءاً من صناعة الأفلام والمسلسلات فيها، من واجبي أن أكون حاضرة وأن أكون جزءاً من هذا التطور الذي أفخر به.
لا تستريح ركين طويلاً بين الأعمال فهي تلعب شخصية جديدة «مختلفة كلياً» بحسب وصفها في مسلسل سوف يرى النور قريباً ضمن مسلسلات شهر رمضان. العمل يضم مجموعة كبيرة من النجوم، ورغم التكتم حوله يمكن القول أنه نوع مختلف عن المسلسلات التي اعتادها الجمهور. المفاجأة التي تخبئها ركين لجمهورها شخصية جديدة شيّقة في مسلسل أعلنت عنه منصة نتفليكس مؤخراً يحمل عنوان «موعد مع الماضي» من إخراج سدير مسعود ومشاركة آسر ياسين، محمود حميدة، شيرين رضا، صبا مبارك وكثيرين غيرهم من النجوم المعروفين. بفرح وحماسة تتنقل ركين سعد بين الأعمال والشخصيات، بعضها يشبهها وبعضها يختلف كلياً عنها ولكن يبقى تفاعل الجمهور معها كبيراً في أي دور تؤديه. في «أزمة منتصف العمر» ورغم أن البعض شككوا في إمكانية منحها الدور كونه لا يشبه وجهها البريء إلا أن اختيارها للعب الشخصية شكل تحدياً جديداً لها فحاولت أن تجد مبررات للشخصية حتى تستطيع تأديتها. ورغم كل ما أثاره المسلسل من جدل في أحداثه إلا أن ركين خرجت منه رابحة وأحبت العمل الذي شكل تجربة جديدة لها. «لو لم يكن هناك شيء جديد في كل دور أؤديه لكنت ربما سأشعر بالملل. لكنني أحب فكرة المغامرة والذهاب نحو آفاق لم اختبرها فالمتعة تكمن هنا. وثمة شخصيات كثيرة في العالم وقصص تنتظر من يرويها.
في زحمة الشخصيات هذه تطل «نوف» كجزء من القلب لا تغيب مطلقاً عن بال ركين وكل الجمهور الذي أحبها وأحبّ ركين من خلالها.
الموضوع ظهر للمرة الأولى على صفحات عدد مارس 2024 من المجلة