كل ما تريدين معرفته عن تقنية مايكروجرافتينج
علاج تساقط شعر مبتكر لإعادة نمو الشعر يساعد النساء في الشرق الأوسط على استعادة تاج جمالهن دون التعرض لضغط عمليات زراعة الشعر الجراحية
هل ينتابكِ القلق إزاء تساقط شعركِ بشكل ملحوظ؟ حسنًا، لستِ وحدكِ التي تعانين من هذه المشكلة، إذ يعاني أكثر من 50% من النساء من ترقق الشعر وتساقطه المفرط لأسباب ترتبط بالاستعداد الوراثي في المقام الأول. ويُعرَف هذا النوع من تساقط الشعر أيضًا باسم “الصلع الوراثي”، ويكون مزعجًا بصفة خاصة في الحالات المتقدمة، حيث يصعب معالجته لعوامل وراثية وهرمونية. وتقول الدكتورة هالة طه، المتخصصة في علاج تساقط الشعر والجمال في عيادة أورونيكس دبي: “الصلع الوراثي عند النساء هو مرض مزمن ومتطور يستلزم مراقبة مستمرة لمعالجة أسبابه الرئيسية وإبطاء تقدمه”، وتردف: “غالبًا ما يكون علاجه صعبًا لهذه الأسباب، علاوة على طبيعة الحالة”. والخلل الهرموني المقاوم بطبيعته للعديد من العلاجات التقليدية والذي يسفر عن زيادة الديهدروتستوسترون وانخفاض هرمون الإستروجين، مثل انقطاع الطمث، يمكن أن يؤدي إلى انكماش بصيلات الشعر، فيقضي على نمو الشعر من جذوره. “وهذه العملية تجعل من الصعب مقاومة آثارها [السلبية] من خلال العلاجات الموضعية أو الفموية التقليدية فقط”، بحسب قول الطبيبة التي تضيف: “ونتيجة لذلك، يعدّ الوصول لحلول ناجعة وطويلة المدى، مثل زراعة الشعر بتقنية “مايكروجرافتينج”، من العلاجات الثورية”.
وبعيدًا عن شكله، تؤكد الدكتورة أن الصلع الوراثي هذا قد يكون له مردود مدمّر على الثقة بالنفس وتقدير الذات. وتشير إلى أن “يمتد تأثيره لما هو أبعد من الجانب البدني، ليؤثر على الصحة النفسية والنظرة للذات”. ورغم اكتظاظ الأسواق بالأمصال والكريمات ومستحضرات الشامبو والعلاجات التي تُؤخَذ عن طريق الفم وتزعم تقديمها لحلول لتساقط الشعر، لا يزال من الصعب العثور على علاج ناجع لهذه الحالة. ولكن بعد تجربة زراعة الشعر الذاتية بتقنية “مايكروجرافتينج”، وهي من أساليب زراعة الشعر المثالية لاستهداف تساقط الشعر الوراثي، تؤكد ڤوغ العربية أن هذا الإجراء الطبي يقدم نتائج حقيقية.
العلاج
تعمل زراعة الشعر بـ”تقنية مايكروجرافتينج الذاتية” (AMT) على تسخير أنسجة جلد المريضة من أجل تحفيز بصيلات الشعر وحث دورة إعادة النمو الطبيعية. وهذه المزايا المزدوجة تعمل أيضًا على إبطاء تساقط الشعر، بهدف بدء نمط نمو جديد للشعر وتحقيق نجاح طويل المدى. ومن جانبها، تتبنّى عيادة التجميل أورونيكس، التي تتخذ من منطقة الخليج التجاري بدبي مقرًا لها، نهجًا متطورًا لتجديد البصيلات بعلاج العميلات باستخدام أحدث الإجراءات الطبية ومن بينها “تقنية مايكروجرافتينج الذاتية” (بأسعار تبدأ من 3150 درهمًا إماراتيًا). تقول الدكتورة هالة: “سعينا للاستفادة من إمكانات “تقنية مايكروجرافتينج الذاتية” والمتماثلة في العلاج من خلال زراعة الشعر بتقنية “مايكروجرافتينج” لدينا”، وتردف: “هذا العلاج المبتكر مصمم للتصدي لعدد من المشكلات، وإعطاء الأمل للباحثات عن حلول فعالة وآمنة ومستدامة من أجل استعادة شعرهن”.
والفارق الرئيسي بين “تقنية مايكروجرافتينج الذاتية” وعلاجات تساقط الشعر الأخرى، كما أفادت التجارب الأولى من استخدامها، أن النتائج تظهر في غضون أسابيع وتزداد زخمًا بمرور الوقت.
الإجراءات
وبعد استشارة أهلية [المريضة] للعلاج، حيث يقوم الطبيب بالتقاط صور للرأس، تُؤخَذ عيّنة من الخلايا الجذعية للمريضة. ويتم اختيار عيّنات الجلد من مساحة سنتيمتر مربع واحد، حيث تكون بصيلات الشعر في أقوى حالاتها، مع الحرص على تقليل تعرّض فروة الرأس للتمزيق لأقل درجة ممكنة. وتُصنَّف العيّنات وتُقسَّم إلى مجموعات من الخلايا الجذعية، والخلايا السلفية، وعوامل النمو. وبعد خلطه بمحلول ملحي، يُعاد إدخال المزيج في فروة الرأس عند مواضع دخول رئيسية حَذِرة وصغيرة، مع استهداف المناطق الأكثر تضررًا بتساقط الشعر وترققه. ويقوم الطبيب بدوره بحقن محلول AMT في الأجزاء المتضررة خلال جلسة لا تستغرق أكثر من ساعة. وتُجرى هذه العملية الخالية من الألم تحت تأثير التخدير الموضعي، كما تتطلّب فترة بسيطة من التوقف عن العمل. وبعد ذلك، تعود المريضة مرة كل ستة أشهر لمدة 15 دقيقة لتلقي المزيد من الحقن. ويُنصَح بتجنب تعريض مناطق العلاج للبلل لمدة يومين لمنع نمو البكتيريا.
النتائج
ستلاحظ المريضة انخفاض معدل تساقط الشعر وترققه خلال أول شهر إلى شهرين من تلقي العلاج. تقول الدكتورة هالة: “تحدث زيادة ملحوظة في كثافة الشعر خلال ثلاثة إلى ستة أشهر، وفي غضون خمسة إلى ستة أشهر، يبدأ ظهور الشعر الصغير (بيبي هير) الجديد”. وتستأنف: “وتستمر هذه النتائج في التحسّن على مدار عام إلى عام ونصف العام، بينما يُلاحَظ حدوث التأثير الأكبر بعد انقضاء حوالي ستة أشهر”. وفي حين أن العلاج قد أثبت فعاليته في تحفيز بصيلات الشعر الموجودة بالفعل، فإنه لا ينبت شعرًا جديدًا تمامًا، كما هو الحال في عملية زراعة الشعر. ويمكن أن يستمر نمو الشعر المُعاد تحفيزه على مدار عام إلى عام ونصف العام، مع ضرورة تكرار العلاج بعد هذه الفترة على حسب عدة عوامل من بينها شدة الحالة، ودرجة الاختلال الهرموني، وتأثير نمط الحياة.
وعلاوة على النتائج الفعلية الاستثنائية، لـتقنية “تقنية مايكروجرافتينج الذاتية” تأثيرات إيجابية غير متوقعة من بينها شعور المريضات المتضررات بالإيجابية. تقول الدكتورة هالة: “يؤدي تعويض تأثير تساقط الشعر إلى تعزيز تقدير الذات لدى العميلة بشكل كبير، وذلك بعد أن تستعيد شعرًا أكثر كثافة وصحة، ما يزيد من ثقتها بنفسها ويعزز نظرتها الإيجابية لذاتها، وهو ما يسهم في النهاية إلى شعور أكبر بالرفاه”. كما تؤكد الدكتورة أن “تلك الثقة، بلا شك، تشكل عاملاً جوهريًا في تحقيق النجاح”.