الفنانة سلمى أبو ضيف في حوار حصري حول دورها في مسلسل أعلى نسبة مشاهدة
حققت الفنانة سلمى أبو ضيف نجاحًا كبيرًا ونالت إشادة واسعة في شهر رمضان هذا العام من خلال دورها في مسلسل «أعلى نسبة مشاهدة»
لم تتألق سلمى أبو ضيف بمواهبها الفنية في الحلقات الأولى من مسلسل أعلى نسبة مشاهدة فحسب، بل أيضًا في أحدث أعمالها، فكان ذلك دليلاً على تعدد قدراتها ومهاراتها. وهي لا تكف عن خوض التجارب الفنية الجديدة في الفترة الأخيرة، سواء من خلال دورها في مسلسل «بين السطور» إلى جانب النجمة صبا مبارك أو في فيلم «ليه تعيشها لوحدك؟» مع النجم شريف منير.
الفنانة سلمى أبو ضيف تتحدث عن شيماء
إلا أن تميز سلمى بأدائها في مسلسل «أعلى نسبة مشاهدة»، نال ثناء المشاهدين والنقاد على السواء. وبلا شك، جسدت دور شيماء، وهي شخصية متأصلة في ثقافة منطقة الحطابة النابضة بالحيوية في القاهرة بالكثير من البراعة. تكشف: «بدأنا التحضير لشخصية شيماء قبل أسابيع من التصوير»، وتضيف: «اصطحبنا المخرج إلى نفس المنطقة التي تعيش فيها شيماء، وسنحت لي فرصة لقاء فتاة من الحي. وقد ساعدتني على فهم لغة الجسد واللهجة التي يتحدث بها سكان المنطقة، وهو ما أثرى أدائي». وبلغ تفانيها في تقمص هذه الشخصية إلى حد البحث عنها في وسائل غير تقليدية، فتعمقت في عالم التيك توك لتنغمس تمامًا داخل عالم شيماء. وأثناء التصوير، ظلت سلمى تركز على أدائها لتحقق نجاح للشخصية. تعترف: «بصراحة، أثناء التصوير لم يكن لدي أي توقعات على الإطلاق. كنت لا أزال منغمسة ومتأثرة بالشخصية، فلم أستطع التفكير في تأثير هذا العمل». وبينما كانت الأحداث تتصاعد داخل المسلسل والنقاشات الملتهبة تثار بين المشاهدين، تأثرت سلمى بشدة بردود أفعال الجمهور. وعن ذلك تقول: «انتابني إحساس وإيمان جديد بأن الفن رسالة حقًا وأن بإمكانه التأثير على المجتمع»، وتتابع: «الجدل الذي أثاره هذا المسلسل التلفزيوني حول شخصية شيماء ومصيرها أثر فيّ كثيرًا وغير شيئًا ما بداخلي كإنسانة». وبتقديمها لدور شيماء، لم تجسد سلمى إحدى الشخصيات على أرض الواقع فحسب، بل فتحت عينيها أيضًا على رؤى وتجارب جديدة. تكشف: «شيماء نفسها جعلتني أرى عالمًا لم أره ولم أعرفه من قبل وعرفتني على حياة أخرى».
تتحدث سلمى عن مشوارها الفني بامتنان شديد، وتعترف بالدروس الثمينة التي تعلمتها من كوكبة من كبار الفنانين وزملائها في هذا المجال. تقول: «سأكون غير منصفة إذا ذكرت اسمًا واحدًا منها، فأنا محظوظة للغاية لأني عملت مع ممثلين موهوبين من كبار النجوم، وعلمني كثير منهم الأداء الفني، وأخلاقيات المهنة، وأرشدوني إلى الطريق الصحيح». وبتواضع، تدين بالفضل لمجموعة من الداعمين خارج وسط الممثلين تشمل الكتّاب والمخرجين والمنتجين ومختلف أفراد الطاقم الآخرين الذين ساندوها معنويًا طوال مشوارها الفني.
ولأنها تحت الأضواء، لا مفر من أن تكون محط أنظار الجمهور واهتمامهم، مما يدفعنا للتساؤل كيف تتعامل مع صخب ردود الأفعال السلبية. وتجيب بكلمات مفعمة بالمرونة والإيمان: «المثابرة وتحديد أهدافك، وقبل كل شيء، الإيمان بالله والثقة بنفسك».
شقت سلمى طريقها في عالم السينما والتلفزيون بسرعة البرق بأدوارها المتميزة. وعندما سُئلت عن كيفية اختيارها لأدوارها، أوضحت العلاقة المتبادلة بين السيناريو، ورؤية المخرج، وصدى الشخصية، وجودة الإنتاج. وتكشف: «أكثر ما يجذبني هو السيناريو. وكلما بدأت أتخيل نفسي في تلك الأدوار، سواء تعاطفت معها أم لا، أجلس مع المخرج وأبدأ في معرفة رؤيته عنها». وفي رأيها، هذا الأمر لا يتعلق بالالتزام بمجموعة من المعايير المحددة سلفًا؛ بل بالانطلاق في رحلة للاكتشاف والاستكشاف.
ويتجاوز شغف سلمى دائرة الأضواء، حيث تتعمق داخل عوالم اكتشاف الذات والاستكشاف الثقافي. تقول ببلاغة: «السفر ثم السفر ثم السفر. فأنا أؤمن بأن السفر يفتح عيني على رؤى مختلفة للحياة ويجعلني أتصل بنفسي وأتأمل في مختلف السلوكيات البشرية». وحبها للتجول حول العالم لا يثري فهمها له فحسب، وإنما يصقل أيضًا نموها وإبداعها. وإلى جانب مغامراتها، تجد سلمى سعادتها في عالم الموضة والتردد على المتاحف، والذي يتناغم بسلاسة مع رحلتها في التعبير عن الذات والاستكشاف الفني. وتقول: «إنه ملاذي الآخر، ويجعلني أصقل نموي وإبداعي». وعلاوة على ذلك، تستمتع بالإثارة التي تجلبها تجربة كل جديد، سواء كان إتقان لغة جديدة أم الرقص، باعتبارها وسائل للتطور الذاتي وإثراء الذات.
وبالنظر إلى المستقبل، ترفض سلمى حصر نفسها داخل قالب واحد لأنها تدرك الإمكانات غير المحدودة في ميادين الفن وريادة الأعمال. وبعقليتها الحالمة، تتصور المستقبل الزاخر بالإمكانات غير النهائية، وتؤكد: «لا أحب تقييد نفسي. وأؤمن بأن الفنان يجب أن ينفتح دائمًا على تجربة كل جديد في مختلف مناحي الحياة». ويؤكد استعدادها لخوض مغامرات جديدة على نهجها المنطلق في الحياة، واغتنامها لكل فرصة بحماس لا يفتر وتصميم لا يتزعزع.
ولأنها منارة للإلهام للممثلات الطامحات ورائدات الأعمال على السواء، لدى سلمى رؤى قيمة مستمدة من مشوارها. وحين تتحدث عن تجاربها، تفصح عن حكمة خالدة، وتسدي نصائحها قائلةً: «لا تتوقفي أبدًا عن التعلم. فكل ما تتعلمينه في حياتك ستحتاجين إليه في حياتك يومًا ما». وتأكيدها على الوعي الذاتي والتفكر في النفس يلقى صدى عميقًا ويشجع الأخريات على أن يكن مرآة لأنفسن وألا يفقدن أبدًا الثقة بقدراتهن. وقبل كل شيء، تدافع سلمى عن أهمية الاستثمار في الذات، قائلةً: «استثمري دائمًا في نفسك لأن هذا أفضل استثمار يمكنك القيام به في حياتك ولنفسك». ويعد مشوارها دليلاً على قوة التفاني الدؤوب، والصمود، والإيمان الراسخ بالذات في تغيير المرء.
داخل نسيج حياة سلمى الساحر، يتشابك النجاح مع العناية بالنفس، بل ويشكلان حجر الأساس في مشوارها اللامع. وبعيدًا عن بريق عالم الشهرة والأضواء، تجد سعادتها في ممارسة الطقوس البسيطة – مثل فنجان قهوة اسبريسو قوية تبدأ به الصباح والاستعانة بنغمات الموسيقى الهادئة للاسترخاء. ورغم صخب الشهرة، لا تزال تتمتع بشخصية متزنة، وتعتز باللحظات التي تمضيها في التفكر في النفس وإثراء الروح. وبينما تشق منعطفات عالم الترفيه ودروبه، يجسد مشوارها جوهر التوازن والصمود. فالنجاح في عالمها لا يُقاس بكم النجاحات فحسب، بل بعلاقتها العميقة بنفسها ومَن حولها – والتي تعد دليلاً على قدرة المصداقية واكتشاف الذات على التغيير.
نشر الموضوع للمرة الأولى في عدد شهر مايو 2024
الصور Amer Mohamad
مساعد إضاءة Yasir ali
تنسيق الأزياء Jennifer Kolomoni
مساعدة تنسيق الأزياء Athenais Diallo
المكياج Emily Clayton
الشعر Osama Kazak
الأظافر Jerra/SOAK Salon
المنتجة Ankita Chandra
مساعدة الإنتاج Youmna Elkalash