لايف ستايل

المصمم جاد صودا يتحدّث عن رحلته في الحفاظ على إرث والده


المصمم جاد صودا يتحدّث عن رحلته في الحفاظ على إرث والده، في لقاء خاص مع “ڤوغ العربية”، كشف فيه أيضًا عن مجموعته الجديدة.

في ربيع العام 2015، رحل المصمّم اللبنانيّ باسيل صودا، تاركًا وراءه إرثًا في عالم الموضة طبع من خلاله هويّة استثنائيّة جعلت تصاميمه تصل إلى العالميّة. ورغم رحيله، بقي اسمه خالدًا، والفضل بذلك ليس فقط لإبداعاته التي تجمع بين الأناقة والأنوثة والفخامة، إنّما أيضًا لابنه جاد الذي أبى إلّا وأن يطوّر ما بدأه والده، ليبدأ مع ذلك رحلة رسم من خلالها فصلًا جديدًا في حياته وفي الدار على حدّ سواء. وعلى هامش إطلاق مجموعته الراقية لربيع وصيف 2025، حاورته “ڤوغ العربية” للتعرّف أكثر على تصاميمه المستوحاة من الفراشات، وعلى مسيرته في تطوير شغفه في عالم تصميم الأزياء، الذي أكّد بأنّه أثّر على شخصيّته منذ صغره. وعن ذلك يقول: “في الوقت الذي كان فيه أصدقائي يمارسون فيه أنشطة الطفولة الاعتياديّة، كنت أتواجد غالبًا في ورشة العمل مع والدي محاطًا بالأقمشة، وكنت أملك نموذجًا لعارضة أزياء صغيرة، لأقوم بخياطة تصاميمي الخاصّة”.

باسيل صودا

وعن قراره بالسير على خطى والده ومتابعة ما بدأه قبل رحيله، يؤكّد أنّ ذلك ليس مجرّد تكريم له، إنّما أيضًا شهادة على رحلته الخاصّة التي كان له شرفًا كبيرًا بأن يشهد من خلالها على تفاني باسيل صودا وجهوده الدؤوبة التي بذلها لتأسيس شركته. ويشرح قائلًا: “إنّني أواصل تطوير الإرث الذي تركه، مع رغبة عميقة في تحقيق أحلامه وأحلامي، ومع إحساس كبير بالمسؤوليّة، لأنّ رؤيته لم تكن تخصّه فحسب، بل كذلك فريقه المؤلَّف من 40 فردًا كلّ منهم هو جزء لا يتجزّأ من شركة “باسيل صودا” منذ تأسيسها، وتفانيهم وولائهم يغذّي تصاميمي لتخليد اسمه في عالم الموضة”.

باسيل صودا

وعن مجموعته الراقية لربيع وصيف 2025، يشير إلى أنّها تمزج بين تصاميم باسيل صودا وروحه ولمسة جاد الفنيّة، مؤكّدًا أنّه يحرص في شكل دائم على البحث في الأرشيف للدمج بين هويّة العلامة والأزياء الجديدة. لقد صوّرت المجموعة الفراشات التي اختارها جاد لتكون مصدر إلهامه، لأنّها تعكس رحلته الشخصيّة في الدار وتطوّرها، ويفسّر ذلك: “تمامًا كما تولد الفراشة من بيضة تتحوّل إلى يرقة ثمّ إلى شرنقة قبل أن تصبح في النهاية مخلوقًا جميلًا نابضًا بالحياة، فإن هذه المجموعة ترمز إلى عودة باسيل صودا المنعشة والشبابية وإلى نهجنا في تنشيط العلامة التجارية”.

قبل وفاة باسيل صودا، كان جاد ما زال في مراحل تطوير مهاراته في عالم تصميم الأزياء، مع توقّع كبير بأنّه سينضمّ لاحقًا إلى الدار، ولكن رحيله غيّر كلّ شيء، ووضع الشاب في موقف لم يكن مستعدًا له، لأنّه كان ما زال في طور تأسيس حياته المهنيّة والشخصيّة. وهنا، وجد جاد نفسه أمام تحدٍّ كبير وهو الحفاظ على إرث والده وترسيخ هويّته الخاصة في عالم الموضة. “لم يكن ذلك سهلًا، كان عليّ أن أثبت نفسي في كلّ خطوة أخطيها خلال طريقي نحو تحقيق ذلك. ولكن بفضل العمل الجاد وإصراري، أثبت مكانتي كمدير إبداعيّ لدار “باسيل صودا”، لأكرّم ذكرى والدي وأضع بصمتي الخاصّة على العلامة”. ولكن هذا ليس التحدي الوحيد الذي واجهه، بل إنّ مواكبة التطوّر السريع الذي يشهده عالم صناعة الأزياء هو أمر يضع المصمّم دائمًا أمام مواقف يجب التعامل معها بحذر، للنجاح بتقديم تصاميم جديدة وفريدة للعملاء تتجاوز توقّعاتهم. وعمّا إذا كان يفكّر بإطلاق علامة تتجذّر من دار باسيل صودا، أكّد جاد أنّه وفريق الدار الآن في صدد تنفيذ الكثير من الأفكار الجديدة في صالات عرض بيروت والقاهرة، مشيرًا إلى أنّهم سيشاركون المزيد من التفاصيل في الأوقات المناسبة.

وقد سلّط جاد الضوء خلال اللقاء على أمر مهم تعلّمه من والده: “لقد علّمني والدي درسًا قيّمًا، وهو أنّه بدلًا من التفكير خارج الصندوق، على هذا الصندوق ألّا يكون موجودًا من الأساس! فالعمليّة الإبداعيّة يجب أن تكون سلسلة ومن غير حدود تقيّدها، مع فتح المجال دائمًا أمام الابتكار وخوض التجارب الجديدة”.



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى