لكزس في صالوني ديل موبيلي
هذا العام، قدّم “صالوني ديل موبيلي” لزوّاره نظرة جديدة ومشوِّقة على الصيحات المستقبلية خلال أسبوع ميلانو للتصميم المحبوب للغاية. ويتخطّى ذلك الأسبوعُ حدودَ الإبداع كما يعزز من حرية التعبير، ولا عجب إذًا أن يقع عليه اختيار “لكزس” لتسليط الضوء على مفهومها العصري للفخامة عبر معرض بعنوان “تايم” أي: الزمن. ويتألف المعرض من تركيبين إنشائيين رائعين، الأول بعنوان “ما وراء الأفق“، وهو يكشف عن مساحة غامرة ومذهلة من إبداع هيديكي يوشيموتو تصدح فيها أنغام الموسيقى الأصلية لكيشيرو شيبويا؛ أما الثاني فيحمل عنوان “8 دقائق و20 ثانية“، وهو عبارة عن منحوتة خارجية تعمل بالطاقة الشمسية أبدعتها أنامل المصممة ماريان ڤان أوبيل.
ومن جانبه، يركز “هيديكي يوشيموتو” مؤسِّس استوديو “تانجنت” على أهمية الاستكشاف وإضفاء الطابع الشخصي قائلاً: “كان موضوع الأفق يدور في ذهني، لذلك أنشأتُ بيئة بسيطة تتألف من المحيط والسماء وحسب“، ويردف: “إنّ ’ما وراء الأفق‘ عبارة عن منحوتة ضوئية مصنوعة من ألواح متطابقة مستوحاة من “الواشي” – وهو نوع تقليدي من الورق الياباني الذي يُصنَع يدويًا باستخدام ألياف نباتية. وعندما تضيء الألواح، ترون جميعًا أن بنيتها الداخلية مختلفة تمامًا؛ فإضفاء الطابع الشخصي على التصاميم يدور في نهاية المطاف حول أشياء متطابقة تتطور بطرق مختلفة“. وفي الخلفية، تنساب أنغام الموسيقى العذبة للملحن كيشيرو شيبويا. يقول: “ألّفتُ مشهدًا صوتيًا يتكون من طبقتين موسيقيتين، إحداهما عشوائية بحيث لا يتكرر أي صوت على الإطلاق. وغالبًا ما تنطوي الطبيعة البشرية على العشوائية، لذلك ينتهي الأمر بمَن يشاهدون التركيب الإنشائي إلى سماع موسيقى فريدة قريبة من جوهرهم“.
وقد ابتكرت المصممة الهولندية “ماريان ڤان أوبيل” جهازًا تفاعليًا يعمل بالطاقة الشمسية باستخدام ألواح كهروضوئية عضوية تنبض بالحياة على فترات غير متوقعة. وعن ذلك تقول: “’8 دقائق و20 ثانية‘ هو الوقت الذي يستغرقه الضوء للانتقال من الشمس إلى الأرض. ويشكّل احترام البيئة مفهومًا أساسيًّا في الرؤية الجديدة للفن، تمامًا مثل الرحلة التي تؤدّي إلى إعادة تعريف الحركة. إنّ العالم سيكون مكانًا أفضل حين ندرك جميعًا ذلك“.
وبالجمع بين الاستدامة والتقاليد، يمثّل الزمن انعكاسًا للإمكانات اللانهائية التي توفرها التكنولوجيا في السنوات المقبلة، لا سيما بالقوة الثورية للمركَبات المعرّفة بالبرمجيات (SDV). وقد احتوى التركيبان الإنشائيان بالفعل سيارة “لكزس LF-ZC”، وهي سيارة صالون مبتكرة وكهربائية بالكامل تبيّن كيف يمكن للتآزر بين الأجهزة والبرمجيات أن يعيد تعريف التفاعل بين الإنسان والسيارة، وتشكيل مستقبل التصميم الذي يركز على الإنسان. ويقول هيديكي يوشيموتو، الفائز بـ“جائزة لكزس للتصميم” عام 2013 حين كان لا يزال طالبًا في الكلية الملكية للفنون في لندن: “لقد وضعتُ السيارة في المركز، مُمَثَّلةً بالمنحوتات المضيئة. وتتمحور الفكرة حول قائد يرشد أتباعه الطريق: في رحلة نحو عصر جديد“. أما “ماريان ڤان أوبيل”، التي قدمت في عملها نسخة طبق الأصل وثلاثية الأبعاد من السيارة LF-ZC، فترى أن المكوّن البشري مرتبط باحترام الطبيعة، بينما تهدف التكنولوجيا إلى التطوّر الدائم: وهذه هي العناصر الأساسية للمركَبات المُعرَّفة بالبرمجيات.
ومن ناحية أخرى، يؤكد كويتشي سوغا، المدير العام للتصميم في “لكزس“، قائلاً: “يمكن للبرمجيّات أن تعزز تجربة القيادة بأكملها، ما يخلق فخامة مخصصة. نحن نريد تيسير التناغم بين الإنسان والتكنولوجيا، والتي ينبغي ألّا تُخيف أحدًا. ومن الضروري إنتاج سيارات متطورة وعملية على حد سواء، ولكن يظل هدفنا النهائي هو بث الإثارة“. لقد اجتمعت البراعة الحرفية والتكنولوجيا العالية معًا، كما هو الحال في المعرض: حيث التوازن المتناغم، والذي يمكّن للزوار الانغماس داخله واكتشاف كيف يمكن للتصميم الذي يركّز على الإنسان أن يساعد في بناء الجيل المقبل من وسائل النقل.