لايف ستايل

ثلاث نساء يتحدثن عن رحلات العافية نحو الأمل والتغيير


من الملاكمة إلى الاختراق الحيوي وحتى طب الأعشاب… ثلاث نساء يتحدثن عن رحلات العافية نحو الأمل والتغيير

تكتشف كات لبراس العزيمة الحقيقية وتجد سلواها في حلبة الملاكمة في الوقت الذي اتجهت فيه زينة الدانا إلى الاختراق الحيوي الذي يستخدم العِلْم والتجارب الذاتية في حين تصف منال كسواني طقوس طب الأعشاب بأنها “تجربة تغيِّر الحياة”. إليكم ثلاث نساء يتحدثن عن رحلات العافية نحو الأمل والتغيير

اكتساب القوة في حلبات الملاكمة

رحلات العافية

دفع اكتشافٌ صادم لمرض أحد أفراد عائلة كات لبراس، الأسترالية المقيمة في دبي، إلى أن تعيد النظر في علاقتها بعقلها وجسمها أثناء محاولاتها التغلّب على حزنها. تقول: «شقيقتي تصارع مرض سرطان الثدي في مراحله الأخيرة. وبعدما علمتُ أن المرض لا شفاء منه، أحسستُ بالعجز والغضب، وكأنني لا أستطيع التحكّم كثيرًا في مصيري. آلمتني هذه المشاعر لعدة سنوات، فأخذتُ أستعين بتمارين اللياقة البدنية –رفع الأثقال وتنس البادل– كمتنفس لي. وأردتُ دومًا أن أكون من أولئك العاشقين للتمارين الرياضية، والتي يمارسونها لأنهم يستمتعون بها. وصرتُ منهم بعد اكتشاف مرض شقيقتي. ولم أعد أنظر إلى اللياقة البدنية كضرورة بل بدأتُ أراها شيئًا أريد عمله».

وبعدما اكتشفتْ لبراس رياضة الملاكمة، التي تقول إنها تعتمد على قوة العقل بقدر ما تعتمد على قوة الجسم، اشتركتْ في نزال أصحاب الياقات البيضاء، وهي مسابقة خيرية للهواة يديرها نادي «سبارتانز» للملاكمة. وشاركتْ بكل ما أوتيت من قوة في معسكر تدريبي شاق دام ١٢ أسبوعًا لتستعد للنزال في الحلبات، منها ٨ إلى ١٠ جلسات تمارين أسبوعية مقسّمة بين تدريبات فنية جماعية وفردية ورفع أثقال وجري.

تقول كات، التي تعمل أيضًا مديرة إدارية لوكالة التسويق Co Lab على مواقع التواصل الاجتماعي: «لا تشبه هذه الرياضة أي شيء آخر جربته على الإطلاق. إنها تتطلّب جهدًا بدنيًا مضنيًا، من ناحية القوة والقدرة اللاهوائية… وقد علّمني التركيزُ والقوةُ العقلية اللذان تتطلبهما [هذه الرياضة] أمورًا جديدة عن نفسي». وفي غمرة دعمها لشقيقتها الحبيبة المصابة بمرض عضال، وجدت كات سلواها في التمرينات. «مرت عليّ أيام كنتُ حين أعرف أخبارًا سيئة عن شقيقتي أذهب وألكم كيس الملاكمة وأصرخ أمامه. وكنتُ أغادر صالة الجيم أفضل حالاً ذهنيًا؛ لقد كان ذلك أشبه بالعلاج».

وزادت مهامها حين بدأت الاشتراك في دورات The Achievher Studio، وهو مركز للياقة البدنية والعافية في دبي عرّفها على التدريبات البدنية والحركات الواعية. «يعمل الممارسون على تنظيم الجهاز العصبي والاتصال بين الدماغ والجسم. ولم يسبق لي أبدًا الاشتراك في هذا النوع من التمارين، لكنني وجدته مفيدًا للغاية لقوتي العقلية بينما أمارس أيضًا تمارين إضافية. كنتُ في بعض الأيام أغادره باكيةً. لم أكن أحتاج سوى للبكاء والذي أمدني بذلك التنفيس العاطفي».

وقد حصدتْ ثمار جهودها واستعداداتها في يونيو، حين أُعلِنَ عن فوزها في نزال بعد ثلاث جولات كانت مدة كل منها دقيقتين. كما فازت بجائزة «أفضل مقاتلة في الحدث» تقديرًا لتفانيها، وجمعت التبرعات لصالح منظمة «الخليج للخير» غير الربحية التي تنظّم تحديّات يمكن للمشاركين فيها جمع الأموال لتحسين حياة الأطفال. وتقول عن هذا الفوز: «كان أمرًا يفوق الخيال. ومع أنني نويتُ الفوز وبذلتُ قصارى جهدي في التدريبات وفي هذا اليوم نفسه، أحسستُ حين أعلنوا النتيجة بالفخر في تلك اللحظة أكثر من أي شيء آخر قمتُ به. وبعيدًا عن الإنجازات البدنية والعقلية، إنه يرمز لي ولشقيقتي بأني أقوى من الصعاب التي تواجهني».

تحسين الذات بالاختراق الحيوي

رحلات العافية

لأنها المؤسِّسَة والرئيسة التنفيذية لوكالة العلاقات العامة Z7 Communications، تسعى زينة الدانا دائمًا إلى الموازنة بين احتياجاتها الصحية ومتطلبات مجال ريادة الأعمال. وعن ذلك تقول: «تعلمتُ استخدام مختلف الأدوات للتغلّب على مواقف الحياة الصعبة، وقد أدركتُ أن كل ما أمر به، سواء كان إيجابيًا أم صعبًا، ليس سوى مرحلة. وهذه الفلسفة العقلية هي جانب من وصفتي للمرونة والصلابة».

ورغم حرص رائدة الأعمال اللبنانية منذ أمد على الحفاظ على صحتها البدنية والعقلية لتعزيز طاقتها وتقليل التوتر، كان الاختراق الحيوي ما لفت انتباهها على وجه الخصوص. وهذا النشاط يستخدم العِلْم والتكنولوجيا والتجارب الذاتية بأجهزة قابلة للارتداء وتعديل النظام الغذائي وغيرها من التقنيات المتقدمة للمساعدة في إطالة العمر. كما أنه يقدم فوائد للنساء ممن يخضن مرحلة التقدّم في العُمْر والتغيّرات الهرمونية. تقول زينة: «كانت المبادئ الأساسية للاختراق الحيوي –من نوم جيد وتغذية متوازنة ونشاط بدني- ركائز العافية قبل زمن طويل من انتشار هذا المصطلح».

ومع زيادة شهرة هذه الحركة، ارتأى لها أن الوصول إلى الأدوات اللازمة للارتقاء بعافيتها بات أيسر وأسهل. على سبيل المثال، تلبّي قمة «المخترق الحيوي» التي حضرتها في أمستردام احتياجات المهتمين بالتقدّم في العُمْر بقوة. تقول: «هدفي الرئيسي هو الوصول لطرق ذكية للعناية بصحتي وعافيتي ولياقتي البدنية كي يكون لدي طاقة لأستمتع بحياتي الشخصية بقدر استمتاعي بعملي».

وتعتمد زينة «وصفة مرونة» خاصة بها تتضمن استخدام جهاز مراقبة مستوى الجلوكوز، وخاتم «أورا» لتتبع نمط النوم، ومرتبة iMRS Prime، وجلسات ساونا بالأشعة تحت الحمراء، وأقنعة للوجه بتقنية العلاج بالضوء. كما تعمد إلى تقليل تعرّضها للمجالات الكهرومغناطيسية عن طريق تقليل استخدام الحواسيب المحمولة والهواتف في الساعات المتأخرة من الليل، وكذلك تعطي الأولوية للنوم عن طريق تجنّب تناول المنبهات مثل القهوة ومهيجات الحساسية المحتملة مثل الغلوتين، ومنتجات الألبان، والسكر المكرر، والأغذية المصنّعة.

وعن جلساتها الأسبوعية الخمس المقسّمة بين رفع الأثقال واليوغا، تقول: «إن برنامج تماريني هو جزء من جدول مواعيدي، وأنا أحترم وقت ممارسة تمارين اللياقة البدنية كما أحترم اجتماعات عملي». وفيما يتعلق بالذهن، فقد اكتسبت زينة قوة وصلابة تستند إلى قدرتها على معرفة الأوقات التي تعاني فيها. تقول: «إذا لاحظتُ أفكارًا وأنماطًا سلبية، أتراجعُ خطوة إلى الخلف. وأقضي بعض الوقت في الطبيعة، وأذهب للنزهة أو السباحة، وأذكّر نفسي بالأُطُر الذهنية التي تساعدني على إعادة صياغة أفكاري».

الشفاء عن طريق اكتشاف الذات الشمولي

خلال أوقات شديدة الاضطراب، كان على منال كسواني مواجهة مشكلاتها النفسية والعاطفية بطريقة عملية. وتقول مديرة العلاقات العامة المقيمة في دبي: «في بداية عام 2023، انفصلتُ عن زوجي بعد زواج دام ١٥ عامًا بينما كنتُ حديثة عهد بالأمومة حيث لم يمرّ على ولادتي سوى تسعة أشهر فقط. وإذا لم يكن فقدان هويتي كأم جديدة مربكًا بما فيه الكفاية، فقد دفعني الانفصال إلى حافة الهاوية». وتردف: «شعرتُ بالضياع والخوف وكأن حياتي قد انتهت». ولكن في ظل وجود طفل رضيع، فضلاً على عملها شديد الانشغال بدوام كامل في مجال التجميل، كان عليها تغيير نظرتها للأمور والبدء في رحلة الشفاء. تقول: «ثمة صلة مباشرة بين الأعراض التي تظهر على الجسم والعواطف يقرّ بها حتى العِلْم الحديث. فالتوتر هو مجرد كتلة من المشاعر –تتراوح بين الغضب، والإحباط، والحزن- تظهر في شكل انقباض الصدر، وألم في الكتف والفخذ، والصداع النصفي. وعندما نترك هذه المشاعر دون السيطرة عليها، فإنها قد تتفاقم وتتحوّل إلى أمراض مزمنة».

وظهرت تبعات معاناتها النفسية على جسمها في صورة أعراض مرهقة وغير مبررة. تقول: «شعرتُ بدوار في رأسي لعدة أشهر خلال العام الماضي». وبعد أن جاءت نتائج تحاليلها طبيعية، عرض عليها طبيبها تناول أدويتها المضادة للاكتئاب. تقول: «ليس لدي أدنى مشكلة على الإطلاق في تناول الأدوية، ولكن في هذه اللحظة تحديدًا قررتُ أن أستمع إلى جسمي وما يحتاج إلى إطلاقه. واتضح أنني كنتُ أكبح حزني، وفي اللحظة التي تركتُ فيها نفسي لأبكي وأحترم ألمي، زال دوار الرأس».

ثم، باشرتْ استكشاف العلاجات الشمولية. تقول: «على مدى العام الماضي، شاركتُ في طقوس طب الأعشاب، مستخدمةً النباتات المقدسة الأصلية في منطقة الأمازون، والتي كانت تجربة غيّرت حياتي». وتحذر قائلة: «إنها ليست للجميع، ولكن عندما يتم تنفيذها بالقصد الصحيح، تصبح النباتات بمثابة مُعلِّم يذكّرنا بمَن نحن في جوهرنا».

ومن وحي هذه المحاولات، أطلقت منال بودكاست خاصًا بها بعنوان Truth with Minal، لدعم النساء اللواتي يَمْرُرْنَ بظروف مماثلة. تقول: «من خلال [الاستماع إلى] قصتي، قد تجد النساء الأخريات ضوءًا يهتدين به في تكوين علاقات أقوى، وخاصة علاقاتهن بأنفسهن». وبعد أن أخذت بنصيحتها الخاصة، أكدت الأم العزباء أن حالها أصبح أفضل كثيرًا الآن. تقول: «أنا في وضع يتسم بالتعاطف العميق مع نفسي وتقبّلها، وأعيشُ وأحبُ عن عمد أقوى من ذي قبل».

 



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى