أيقونة عالم الموضة كلوديا شيفر تتصدّر عدد سبتمبر 2024 من ڤوغ العربية
تتصدّر كلوديا شيفر، إحدى أشهر عارضات الأزياء الأُوَل والأكثر طلبًا في عروض الموضة على الإطلاق، غلافَ عدد سبتمبر الضخم من ڤوغ العربية، الذي يعدّ احتفالاً كبيرًا بالموضة، والصيحات الجديدة، وأكثر الشخصيات الملهمة في العالم العربي.
كلوديا شيفر، التي يقترن اسمها بثقافة البوب في التسعينيات، قوة لا يُستهان بها؛ فبعد اكتشافها بالصدفة في ملهى ليلي في دوسلدورف في أواخر الثمانينيات، حققت الألمانية الجميلة نجاحات باهرة في مسيرتها. وبعدما بدأت مشوارها في سن 17 عامًا، سريعًا ما أصبحت العارضة الأعلى أجرًا في العالم. وعقب أيام من احتفالها ببلوغها 54 عامًا، فقد زيّنت خلال مسيرتها أغلفة أكثر من ألف مجلة، منها 63 إصدارًا لــڤوغ.
وبين ثنايا موضوع غلاف هذا الشهر، تتذكر العارضة: “لما غادرت ألمانيا وأخبرت أصدقائي وعائلتي أنني سأغادر لأعمل في بعض عروض الأزياء، ساور أغلبهم الشك والقلق”، وتضيف: “هل يمكنني القيام بهذا العمل بالنظر إلى مدى حساسيتي وبراءتي وخجلي وقتها؟ ركّزتُ حينها على الانضباط، والعمل حتى أوقات متأخرة كما كان يُطلَب مني، ولم آخذ قط وعن طيب خاطر يوم عطلة، ولم أتذمر مطلقًا. كنتُ أسعى للنجاح والعودة إلى أصدقائي وعائلتي لإثبات أنهم كانوا على خطأ”. وقد أثبتت النجمة ذلك فعلاً، إذ هيمنت على عالم الموضة حتى صارت اسمًا شهيرًا ومصدر إلهام كثير من الإطلالات التي لا تُنسى. وتظهر العارضة الشهيرة على صفحات عدد هذا الشهر متألقةً بإحدى أهم صيحات الخريف، ببدلات التوكسيدو فقط بجميع موديلاتها الممكنة، بوحي من صورها الأيقونية في عرض “إيڤ سان لوران” حين ارتدت بدلة “لو سموكينغ”.
وكالمعتاد دائمًا، نفرد عدد سبتمبر للاحتفال بالموضة عبر مجموعة مذهلة من جلسات التصوير. وعلى صفحات العدد، تستعرض يسرا محسن تصاميم خريف وشتاء 2024 الهندسية والملوّنة في الوقت نفسه؛ وفي موضوع آخر يحدث المصممون العرب تحوّلاً كبيرًا في دنيا الأناقة بالإطلالات الباذخة الخاطفة للأنظار والأبعاد المسرفة. وفي الوقت الحالي، وكما يتابع الجميع، تبزغ الجماليات الشاعرية الرقيقة بقوة تحت دائرة الأضواء (الوردية) مع موضة المرأة الراقية والقطع المستقبلية البراقة.
وفي بقعة أخرى من المنطقة، تحظى الأزياء العربية التراثية أيضًا بلحظاتها الخاصة تحت الأضواء في عدد سبتمبر 2024، ومنها القفطان الذي يُعد جزءًا لا يتجزأ من ثقافة شمال أفريقيا، ويتوهج بمختلف الأنماط أمام المناظر الحالمة للمغرب، حيث نلتقي عددًا من المصممات البارزات ممن شاركن في أسبوع القفطان لعام 2024. وفي طريقنا نحو عُمان، تنبض المناظر الطبيعية الشاسعة والسماء الزرقاء اللامتناهية بالحياة مع وصول أجرأ قطع الموسم الحافلة بالألوان البهيجة.
وفي القاهرة، نشاهد المغنية والممثلة المصرية أنوشكا تعود بقوة لتستكشف أعماق الطبعة الحيوانية، إحدى أكثر صيحات الموضة جموحًا. وبينما تتلاعب بمختلف الأنماط والقَصات، تستعيد ذكريات مسيرتها والقاعدة السرية التي تتمسك بها، حرصًا على اختيار أفضل الأدوار لنفسها. تكشف: “يجب أن أؤمن بالدور، وأحب قراءة جميع الأدوار والبحث عن رسالة العمل أو فكرته الرئيسية”، وتضيف: “أنا عمومًا أهوى الأدوار الاجتماعية والعاطفية والدرامية والأفكار الجديدة”.
وعلى صفحات عدد سبتمبر أيضًا، ينغمس القراء كذلك في عالم الأزياء الراقية. ولكننا هذا الشهر ننظر إليها من زاوية مختلفة، متسائلين عما يعنيه الجمال اليوم. وللإجابة عن هذا السؤال، دعونا ميشيل لامي لتستكشف أجرأ إطلالات الأزياء الراقية هذا الموسم –من علامة “آشي ستوديو” السعودية إلى “جان بول غوتييه” و”سكياباريللي”– بينما تُمعن التفكير في بعض أهم الأسئلة عن الحياة. وفيما تتأمل فكرة الجمال، تتذكر سفرها إلى تونس حين كانت في السابعة عشرة من عمرها، واندهاشها من نساء الأمازيغ التونسيات بتجاعيدهن ووشومهن وأعينهن الرائعة. تقول: “أعتقد أنهن كن أجمل شيء رأيته”.
ولكن إذا نظرنا عن كثب إلى منطقتنا، نجد أن هذه الأيقونة، التي تناصر صراحةً أيضًا الشعب الفلسطيني، ترى أن أغلب الأسئلة اليوم إجاباتها معقدة. وحين تفكر في التصعيد المدمر للحرب في غزة منذ أكتوبر الماضي، والوضع الذي أصبحت عليه اليوم، تستنتج: “نحن نعيش في عالم مدمر”.
وكما ظهر على منصات عروض مجموعات الشتاء، حيث غلبت الأطعمة والطبيعة على المشهد، يتمثّل أحد الموضوعات العديدة هذا الشهر في العرض الرائع والباذخ الذي جمع بين النباتات والأطعمة والأزياء، حيث التقى عددٌ من أكثر الوجوه المحبوبة في المنطقة معًا. وبينما جمع هذا اللقاء المفعم بالفخامة والترف بين شخصيات مثل شانيل أيان ونادين قانصو وديالا مكي ولجين عمران، تصدّر المشهدَ شكلٌ جديد من الاحتفالات – حيث المبالغة والترف بمعنى الكلمة. وإلى جانب الصور المذهلة، نحتفل بإطلاق أحد أهم المطاعم الجديدة هذا العام في دبي – مطعم “لا دام دي بيك” في “ون آند أونلي ون زعبيل”. وفي حوار خاص، تستعرض الشيف آن صوفي بيك جانبًا من رحلتها التي خاضتها حتى الآن. تقول: “أنا أمثّل الجيل الرابع من الطهاة، والذي بدأ عندما قامت جدتي الكبرى، صوفي بيك، بتأسيس “أوبيرج دو بين” في سان بيري في أرديش بفرنسا”. ومن واقع حصولها على 12 نجمة ميشلان، يتضح جليًا أن شغفها يكمن في مهنتها تحديدًا. تقول: “يقع الإبداع في صميم اهتمام كل أعمالي”، وتردف: “تعكس هذه الجوائز تقديرًا لعملنا مع الطهاة وفرق العمل في مطاعمي حول العالم، كما تعكس سعينا الدؤوب وراء الإبداع”.
ومن الموضوعات الرائعة الأخرى على صفحات عدد سبتمبر منزل النجمة التونسية درة زروق وزوجها المهندس المعماري المصري هاني سعد. إنه ملاذ راقٍ يغيّر نظرتنا للأمور من خلال التصميم، والذي تعتبره درة منزل الزوجية المثالي، على حد تعبيرها. تقول: “أكثر ما أحبه في هذا المنزل هو أن كل مساحة فيه صُمِّمَت بعناية بحيث تسمح بدخول الضوء الطبيعي وتدفق الهواء بحريّة، ومن ثَم خلق أجواء مبهجة”، وتضيف: “إن التصميم البسيط، جنبًا إلى جنب التفاصيل الناعمة والمريحة، يشعرني ليس بالحماس وحسب، بل أيضًا بالراحة والأمان والاطمئنان إلى حد كبير”. إنه مثال رائع على ما يطلق عليه زوجها هاني “التصميم المعماري من داخل المبنى إلى خارجه”، فقد صُمِّمَ منزلهما ليكون بمثابة ملاذ هادئ لزوجين كثيري الانشغال يتمتعان بمسيرة مهنية ناجحة ولكنها تحتاج منهما الكثير.
ومن البدايات الجديدة إلى الركائز الأساسية القديمة، ينطلق عدد سبتمبر أيضًا لزيارة “صالون لوسي”، أحد أقدم صالونات التجميل في مصر. يقع هذا الصالون، الذي تحوّل إلى مؤسسة، وسط شوارع القاهرة القديمة، وتديره السيدة لوسي بكل حب وشغف منذ عقود. وتدعونا لوسي إلى دخول عالمها الزاخر ببكرات الشعر والمانيكير ومواعيد حضور المشاهير، كما تطلعنا على الأسرار الجميلة التي تفيض بها ذكرياتها، واستضافة شخصيات شهيرة مثل نجيب محفوظ ومدام فاتن حمامة. تقول: “لم أكن ممثلة، إلا أنني ظهرت في عدة أفلام مثل ’أرض النفاق‘ و’حبيب حياتي‘ و’بنات بحري‘ و’أحلام البنات‘”. وعن عميلاتها من النجمات، تقول: “كانت مدام فاتن حمامة راقية جدًا في تعاملها، ورغم انشغالها الدائم في التصوير، لم يكن موعد العناية بأظافرها ليؤجل أبدًا”.
وبالطبع، لا يخلو أحدث عدد من ڤوغ العربية من النساء الملهمات – وفي مجالات عدة. وبعيدًا عن عالم الموضة والجمال، نتعرف على سبع سيدات في جدة أسسن منظمة “الأولى”، وهي أول منظمة غير حكومية على الإطلاق بالسعودية، وتهتم بتغيير حياة الناس، كما أعادت تعريف المعايير الاجتماعية، وهن: جيهان الدجاني، وسرية إسلام، وسعاد الحسيني، وطيبة السقاف، وليلى هداية، ونفيسة الزاهد، والملكة عفت الثنيان. “تشرفنا بدعم الملك فيصل آل سعود الهائل لنا، والذي لعب دورًا محوريًا في مؤسستنا ونجاحنا المبكر”، هكذا تؤكد سرية إسلام، المؤسِّسَة المشاركة، موضحةً كيف تواصلت هي وزميلاتها الرائدات مع زوجة الملك، الملكة عفت، بشأن زيادة المشاركة. وعلى مر السنوات، ساعدت “الأولى” في الارتقاء بالفئات المهمّشة، مع التركيز بصفة أساسية على النساء والأطفال.
واحتفاءً بالنجمات الأيقونيات، يلقي عدد سبتمبر 2024 من ڤوغ العربية الضوء أيضًا على النجمة الإيرانية غوغوش، التي تصحب حفيدتها، ميا غورباني، في رحلة تفوح بشذى الذكريات تستعيد فيها أشهر إطلالاتها. وتتألق حفيدتها بجميع هذه الإطلالات، بدءًا من تسريحات الشعر القصيرة متساوية الطول وحتى تشقير الحواجب، بينما تتحدثان عن عودة الأيقونة للظهور في حوار متعمق ومفعم بالود. وتحكي الأيقونة، التي تقيم حاليًا في لوس أنجلوس، عن ذكريات طفولتها الجميلة في إيران. تذكر: “حين بدأت مسيرتي، كنت طفلة صغيرة جدًا لا أتجاوز الثالثة من عمري”، وتضيف: “وكان والدي يؤدي الألعاب البهلوانية ويعمل ممثلاً كوميديًا على المسرح، لذا أحضرني للمشاركة معه. وبعد بضع سنوات، لاحظ أنني أستطيع تقليد المطربين المشهورين. وشيئًا فشيء، قدمني على المسرح لأغني وأقلدهم. يقول لي الناس دائمًا إنني كنتُ متفردة حين كنت أمثّل وأغني وأرقص على المسرح”. واليوم، ورغم بعدها عن وطنها، لا تزال غوغوش تحمل لأبناء بلدها معزّة خاصة. وتتحدث النجمة، التي تفخر بكونها إيرانية قلبًا وقالبًا، بصراحة عن حفل عودتها في سن الخمسين عام 2001. تقول: “لم أكن أعرف ما إذا كنت سأتمكن من القيام بذلك بعد كل هذه السنوات. كنت شخصًا آخر على مدى 21 عامًا، لم أكن أعرف ما الذي سيحدث. كنت أرتجف – وأطلعتهم على ذلك. قلتُ: ’انظروا، أنا أرتجف، لكنني استجمعت طاقتي! 18 ألف شخص! ماذا يمكنني أن أفعل من أعماق قلبي؟ وهذا كان كل شيء. لقد فعلتها‘”.