فوز الجزائرية كيليا نمور بالميدالية الذهبية في أولمبياد باريس
أضاف فوز الجزائرية كيليا نمور بالميدالية الذهبية في أولمبياد باريس، فصلًا تاريخيًّا في مشاركة الدول العربيّة في هذا الحدث على مرّ السنوات.
يوم الأحد 8 أغسطس، سجّلت لاعبة الجمباز التاريخيّة كيليا نمّور إنجازًا تاريخيًّا في مسيرتها الرياضيّة، بعدما فازت بالميداليّة الذهبيّة، لتكون بذلك أوّل جزائريّة وعربيّة تفوز بها عن رياضة الجمباز في تاريخ الأولمبياد. وقد حقّقت ذلك، بعدما أحرزت 15.700 نقطة لتتصدّر المرتبة الأولى، متفوّقة بذلك على اللاعبة الصينيّة “تشو تشيوان”، بطلة العالم للعام 2023، التي كانت قد أحرزت 15.500 نقطة. وهذه الميداليّة هي أوّل ذهبيّة للجزائر منذ أولمبياد لندن 2012، وسادس ميداليّة ذهبيّة في تاريخ الجزائر. ولكن قبل تحقيق نمّور هذا الحلم، أمضت ثمانية أشهر بعيدًا عن الملاعب وعادت للتدريبات في العام 2022، آملة أن تمثّل فرنسا في أولمبياد باريس 2024، كونها تحمل الجنسيّة الفرنسيّة إلى جانب الجزائريّة. فما الذي حدث حتّى اختارت أن تمثّل الجزائر بدلًا من ذلك، وكيف سعَت لتحقيق هذا الفوز التاريخيّ؟
القصّة الملهمة لكيليا نمور
قبل فوز الجزائرية كيليا نمور بالميدالية الذهبية في أولمبياد باريس، مرّت بفترة اضطرت فيها للكفاح لأجل ذلك. ففي العام 2021 بدأت تعاني كيليا نمور من التهاب في العظم والمفاصل، واضطرت بسبب ذلك للخضوع لجراحتيْن في الركبتين، وهي لا تزال في الـ 14 من عمرها. ولذلك، توقفت عن ممارسة هوايتها والمشاركة في المنافسات لمدّة 8 أشهر تقريبًا، وعادت لتتابع تدريباتها في مارس 2022، لتمثّل فرنسا في أولمبياد باريس 2024، لكنّها تعرّضت لخيبة أمل، إذ رفض طبيب المنتخب الفرنسيّ على ذلك، رغم موافقة طبيبها الخاص ومدرّبها في النادي على ذلك. ولذا، طلب المنتخب الفرنسيّ للجمباز أن تترك ناديها في أفوان وتتدرّب في العاصمة الفرنسيّة تحت إشرافهم، وهو طلب رفضته اللاعبة.
وبسبب ذلك، قرّرت كيليا نمور تمثيل الجزائر وهو أمر في إمكانها القيام به كونها تحمل جنسيّة هذه الدولة، ووافق الاتّحاد الدولي للجمباز على تغيير جنسيّتها، إلّا أنّ الاتّحاد الفرنسيّ لم يوافق على ذلك، وهو شرط أساسيّ في هذه الحال، وإلّا يتوجّب عليها أن تمتنع لمدّة عام كامل عن المشاركة في منافسات دوليّة تخضع لإشراف الاتحاد الدولي للجمباز قبل تمثيل البلد الجديد.
ولذا، منذ يوليو من العام 2022، لم تتمكّن من المشاركة في المنافسات التي تخضع لإشراف الاتحاد الدولي للجمباز، مثل البطولة الإفريقيّة، لكنّها شاركت مع الجزائر في البطولة العربيّة التي لم تكن خاضعة لها، وساعدتها في الفوز بذهبيّة الفرق. وعندما بلغت الـ 16 من عمره، أصبحت مؤهّلة رسميًّا للمشاركة في بطولات الكبار، وكانت غير مؤهلة للمشاركة في الأولمبياد بسبب عدم مشاركتها في بطولة إفريقيا الذي يعدّ من الأهم من بين التصفيات المؤهَّلة لهذا الحدث. ولأنّ كان العام الفاصل بين تمثيلها لفرنسا وتمثيل الجزائر سينتهي في يوليو 2023، أي بعد شهرين من بطولة إفريقيا، لم يكن ذلك ممكنًا، ولذا، تدخّل الرياضيون والمدرّبون ومحبّو الجمباز من حول العالم، فانتشرت عريضة بتوقيع الآلاف يطالبون فيها رئيس الاتّحاد الفرنسيه للجمباز بترك نمّو لتمثّل الجزائر. ونتيجة لذلك، تحدّث ستة لاعبي جمباز فرنسيّين سابقين عن الإساءة التي تعرّضوا لها من قبل الاتّحاد الفرنسيه للجمباز، وذلك في برنامج تلفزيونيّ، ففتحت وزيرة الرياضة والأولمبياد الفرنسيّة تحقيقًا، تمكّنت نمّور بفضله في المشاركة مع الجزائر في التصفيات العالميّة والأولمبيّة قبل شهرين من نهاية العام. وهكذا، فازت بالبطولة الإفريقيّة وتأهّلت لبطولة العالم، ومن بعدها لأولمبياد باريس.