النجمة العالمية الشهيرة أنيتا تتحدث عن مساعيها للاحتفاء بموسيقى الفانك البرازيلية ودعم المرأة في سعيها لنيل حريتها
بعد فوزها بأكثر من 300 جائزة، أصبحت المغنية والممثلة أنيتا ظاهرة عالمية. وفي حوارها مع ڤوغ العربية، تتحدث عن أسباب كونها في مهمة دائمة للاحتفاء بموسيقى الفانك البرازيلية، والبوتقات الموسيقية، وسعي المرأة الدؤوب لنيل حريتها
وسط الأضواء ووميض الكاميرات وحشود المعجبين الذين يتعالى صوت هتافهم – تبهر أنيتا الجمهور بحفلات تتجاوز حدود اللغات. وخلال أكثر من عقد من الزمان، تحولت المغنية وكاتبة الأغاني والممثلة البرازيلية لاريسا دي ماسيدو ماشادو، الشهيرة باسم أنيتا، إلى نجمة عالمية تجتذب الجوائز وموهبة فريدة قلما تتكرر في كل جيل، والتي دفعت الناس من كل حدب وصوب إلى الاستماع لأغانيها والإصغاء لكل كلمة تتفوّه بها.
ومنذ عام 2014، ظلت أنيتا محتفظة بجائزة أفضل عمل برازيلي في جوائز “إم تي ڤي” للموسيقى الأوروبية لخمس سنوات متتالية. وعززت أغنيتها المنفردة الأولى “إنڤولڤير” عام 2022 مكانتها كقوة عالمية حقيقية، ومهّدت لها السبيل لتحقيق رقمين قياسيين في موسوعة “غينيس”: أنجح أغنية منفردة أولى لفنانة برازيلية على قوائم “سبوتيفاي” العالمية في التاريخ، وأول فنانة برازيلية منفردة تفوز بجائزة أفضل أغنية لاتينية من “إم تي ڤي” للأغاني المصوّرة. تقول النجمة العالمية: “لم أتخيّل هذا قط، فلم أقل ’آه، سأكون أول فائزة بجائزة الأغاني المصوّرة وأول فائزة بجائزة الموسيقى الأوروبية. كلا، بعدما حدث ذلك، أدركت أنني أول [برازيلية تحققه]”.
ورغم أن النجمة المتألقة حققت على ما يبدو كل ما قد يصبو إليه أي فنان في عالم الغناء، فإن أكثر النجاحات التي تفخر بها أنيتا بعيدة تمامًا عن الجوائز. تقول برضا وهدوء: “فتحت بابًا أو ربما قضيت على الإجحاف وغيّرت الطريقة التي كان يُدار بها هذا المجال في البرازيل”. ومما لا شك فيه أن أنيتا، التي أسرت ملايين المعجبين في بلدها والعالم، عززت منزلتها كأشهر نجمة بوب برازيلية، وبرهنت في الوقت نفسه على أنها ليست أقل من سفيرة عالمية لموسيقى بلدها. واليوم، تسابق الفنانةُ الزمنَ لإعداد ألبومها الجديد الذي طال انتظاره، والمقرر إطلاقه في النصف الأول من عام 2024. تقول: “إنه ألبوم فانك ثقافي بالكامل باللغتين الإنجليزية والإسبانية. ومزيج من موسيقاي في البرازيل، وموسيقاي الفانك البرازيلية -ولكن بأسلوب عالمي- وهو يضم لغات أخرى وإنتاجات متنوعة، وأعتقد أنه سيكون مختلفًا تمامًا عن ما اعتاد الناس سماعه خارج البرازيل”.
ولأنها بارعة في أداء مهام متعددة في نفس الوقت، تعكف الفنانة الحائزة على عدة جوائز أيضًا على بدء مسيرتها بالتوازي في عالم التمثيل عقب اشتراكها للمرة الأولى في الموسم السابع من المسلسل الإسباني “إيليت” (النخبة) من إنتاج نتفليكس. لقد فتحت شخصية جيسيكا، الفتاة الصريحة ومعلّمة فنون الدفاع عن النفس التي جسّدتها على الشاشة الصغيرة، أبواب عالم جديد تمامًا. تقول أنيتا بينما تعلو وجهها ابتسامة دافئة: “وقّعتُ عقد فيلم، فالناس يطلبون مني التمثيل الآن، وهو حلمي الثاني. وبعدما حققتُ كثيرًا من الإنجازات التي حلمتُ بها في الموسيقى، أعتقد أن هدفي سيكون التمثيل. وكان مسلسل “إيليت” تجربة رائعة، والآن أعمل على مشروعي المقبل”.
ولأنها ترعرعت في أحياء مدينة ريو دي جانيرو الفقيرة، فقد دأبت على الاستماع لموسيقى الفانك البرازيلية، المثيرة للجدل والمتأثرة بالهيب هوب. وبعدما درّبت صوتها في الكنيسة، أخذت لاريسا، في السادسة عشرة من عمرها، تغني في الأحياء الفقيرة. وكانت صاحبة الصوت العميق والحركات الراقصة السريعة، والتي سرعان ما أصبحت موهبة عالمية، تضع نصب عينيها بالفعل أهدافًا كبرى. “كان حلمي دومًا أن أجعل البرازيل تشتهر مرة أخرى. منذ زمن بعيد، كانت البرازيل في دائرة الأضواء بسبب موسيقى بوسا نوڤا وأشياء أخرى كثيرة؛ وحازت على شهرة واسعة بسبب كارمن ميراندا. ولكن لم تحقق البلاد شيئًا من ناحية الموسيقى منذ زمن طويل. لذا، بدأتُ للتو دراسة ورؤية إمكانات إعادة هذا [الاهتمام العالمي] بها مرة أخرى”.
وبأكثر من 64 مليون متابع على “إنستغرام”، وأكثر من 17 مليون مشترك على “يوتيوب”، و21.8 مليون استماع شهريًا على “سبوتيفاي”، حطمت النجمة بلا شك كثيرًا من الصور النمطية، وقدمت الموسيقى البرازيلية لجمهور عالمي، وحررت أيضًا موسيقى الفانك من وصمة العار ومن ارتباطها الماضي بالجريمة. وفي الوقت نفسه، تحولت أنيتا، بشخصيتها الجريئة الطلقة على المسارح، إلى مدافعة عن تمكين المرأة. تقول: “أعتقدُ أن الترفيه هو أسرع السبل للوصول إلى جمهور واسع ونقل رسائل قوية”. وتستطرد النجمة اللامعة المفوهة قائلةً: “أحب إرساء الحرية. وأعتقد أن أي عمل يكون أصعب بالنسبة للنساء، فلسنا أحرارًا في عمل ما نريد مثل الرجال. وفي رأيي، لكي تنجح المرأة عليها أن تعمل ضعف الرجل 20 مرة، كما يُتوقَّع منها تحقيق أضعاف ما ينجزه الرجل بملايين المرات”.
وبرشاقة وقوة، تنطلق أنيتا في مغامراتها العالمية وتمارس حريتها دون أن تخشى أبدًا الإفصاح عن آرائها وإثارة الجدل. إنها أشبه بكتاب مفتوح – وهو ما يتضح في مسلسليها الوثائقيين الصريحين على نتفليكس، وهما: “ڤاي أنيتا” (2018) و”أنيتا: صُنِعَت في هونوريو” (2020) وغلاف ألبومها المعبِّر “ڤيرجينز أوف مِي” (2022) الذي يعرض 6 صور لها تجسّد عمليات التجميل التي أجرتها. “لم أكن دائمًا ما أبدو عليه؛ فبعدما جربتُ التعرض للأذى [من حبيبي في مرحلة المراهقة]، أردتُ أن أخلق هذه الشخصية التي لا تخشى شيئًا. ولأننا لا نكف عن لوم أنفسنا حين تقع مثل هذه الأمور، رغم أنه لا يجدر بنا ذلك، بنيتُ هذه الشخصية التي لا تخاف من أي شيء. يجب أن نكون أحرارًا في قول ما نفكر فيه. ولا أحب الشعور بأن أحدًا يريد إسكاتي. أفضّل أن أخطئ وأقول نعم، إني أيضًا أرتكب أخطاءً، فأنا لا أعلم كل شيء”.
وبشجاعتها وعزيمتها وأحلامها التي تمهّد لها الطريق – نادرًا ما تحظى بيوم راحة، وتظل تصول وتجول في أرجاء العالم. ورغم أنها لم تذهب سوى إلى وجهات قليلة في العالم العربي، تعرفت النجمةُ جيدًا على ثقافتها وطعامها وموسيقاها. “سافرتُ إلى دبي، وزرتُ برج خليفة، أطول مبنى في العالم! وبالتأكيد شعرت أذني بالضغط. كانت تجربة جنونية. ولم تسنح لي فرصة زيارة جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي. أردتُ زيارته ولكن لم يتسع الوقت [في تلك الرحلة]”. وتواصل أنيتا حديثها بحماس قائلةً: “عندما زرتها كنا في شهر رمضان. وكان الجميع يتناولون الطعام معًا عند الساعة 6 مساءً، فيما بدا وكأنه احتفال روحاني. لقد كانت تجربة رائعة. فأنا أحب الأديان، وأستمتع بالتعرف عليها – بطقوسها واحتفالاتها وشعائرها وأعيادها. لذا، كان من الرائع تأملها”.
ولأنها من عاشقات الطعام الخبيرات، تعترف بأنها متيمة بمطبخ الشرق الأوسط. “تناولتُ الكفتة والحمص والشاورما. وكانت الشاورما تحديدًا مع اللحوم والسلطات – هذا الخليط من مختلف المكونات وطريقة تحضيرها؛ رائعة. وأعجبتني للغاية”. وتضيف أنيتا ضاحكةً: “أريد الذهاب إلى قطر بالطبع، وزيارة العلا في السعودية. إنه أجمل مكان رأيته في حياتي. سأذهب إليها يومًا ما. لقد وضعنا أنا وأحد أعز أصدقائي قائمة أهداف، على رأسها العُلا”.
وبينما تخطط أنيتا للقيام بعدة رحلات إلى المنطقة، يمتد فضولها وإعجابها بالعالم العربي إلى أبعد من قائمتها الحالية ليصل إلى مطربيه. تقول: “أعرفُ الكثير من المطربين العرب، ولكن هناك مطرب واحد تحديدًا نشأت على الاستماع إليه، وهو عمرو دياب. أحب أغانيه، وأعرف الكثير منها منذ طفولتي”. وفي الآونة الأخيرة، اعتلت النجمة أيضًا قمة عدد كبير من قوائم أكثر النجمات أناقةً بسبب التصاميم العربية. وعن ذلك تقول: “تعاونتُ مع “مونو” و”إيلي مزراحي”، ثم بالطبع “إيلي صعب” و”زهير مراد”، الذي يصمم لي الأزياء دائمًا. وقد صمم لي مجموعة رائعة لأرتديها؛ وتعجبني أعماله”. وتوضح النجمة: “إيلي عصري للغاية. وأفكاره جديدة دائمًا وغير متوقعة. ومن ناحية أخرى، أحب تفاصيل زهير مراد. وعندما أرتديها، أشعر وكأنها قطعة مجوهرات. كما أعتقد أن أزياء “عز الدين عليّة” كلاسيكية”.
وبعيدًا عن وجوه أنيتا المتعددة -بأزيائها وموسيقاها الجديدة وطموحاتها في دنيا التمثيل وحتى رحلاتها الجوية المتتالية– حين تسألها عن المستقبل، تغشاها السكينة والثقة. تقول: “أشعر بالسعادة، وأعتقد أن أهم شيء في الحياة هو ألّا تكوني أسيرة لإنجازاتكِ. أنا أعيش حياتي، وفخورة بما حققته وغيّرته. وأحيانًا كثيرة، عندما أسير في الشوارع هذه الأيام، يتعرّف الناسُ عليْ ويقبلون نحوي – حينها أشعر برضا حقيقي”.
تصوير Ivan Erick
تنسيق الأزياء Julia Müller
مدير قسم الأزياء Amine Jreissati
الإخراج الفني Leticia Haag
المكياج Daniel Hernandez
مساعدو التصوير Marcio Marcolino وGabriela Oliveira وDiego de Lima
مساعدة تنسيق الأزياء Lita Assis
مساعد المكياج Emanuel Gregório
المنتج Sam Allison
المنتجة التنفيذية Patricia Veneziano
إنتاج ManagerS وMarc Edenburg وRafaella Molon