الرئيسة التنفيذية لدار “ديور” والبنت الكبرى بين أبناء برنار أرنو
في نهاية عامها الأول في منصب الرئيسة التنفيذية لدار “ديور”، تبرهن دلفين أرنو على أنها حامية للتراث بقوة – وقائدة على أهبّة الاستعداد لإثارة ضجة كبرى
في صباح الأول من فبراير من العام الماضي، بينما كانت دلفين أرنو تتعافى بصبر وتحمّل من [تبعات] حفل وداع أقيم بمناسبة رحيلها عن “لوي ڤويتون”، دخلت إلى مكتبها الجديد في باريس لتتبوأ منصب رئيسة مجلس الإدارة والرئيسة التنفيذية لـ”كريستيان ديور”. وأخذت دلفين -الكبرى بين أبناء برنار أرنو والبنت الوحيدة بينهم، والذين يُعدّ والدهم برنار أرنو في أكثر الأحيان أغنى رجل في العالم– ترتقي في صفوف شركات والدها ضمن “إل ڤي إم إتش” طوال عقدين من الزمان، مستوعبةً رويدًا رويدًا جميع جوانب صناعة الموضة. وها هي الآن في السابعة والأربعين من عمرها تحمل درة التاج بين يديها: فهذه الدار هي أول دار أزياء اشتراها والدها على الإطلاق، والمكان الذي كان يصحبها إليه في عطلات نهاية الأسبوع خلال طفولتها، ومنزل السيد ديور المحبوب للغاية (كما يسميه موظفو الشركة حتى الآن)، والذي غيَّر منذ 77 عامًا الطريقة التي تحلم بها النساء بحياتهن. ويرتبط اسم كريستيان ديور ارتباطًا وثيقًا بتاريخ فرنسا – وفي ذلك اليوم صارت دلفين أول امرأة على الإطلاق تتولى هذا المنصب.
لم يمض وقت طويل حتى اتصلت دلفين بصديقها لاري غاغوسيان في نيويورك، قائلةً له: “لاري، لقد حصلتُ على هذا المكتب الكبير. ولكني أشعر بالوحدة هنا!”.
ولأنها من أفراد عائلة أرنو، رغم ما في ذلك من مزايا من نواحٍ عديدة، فإن الأمر ينطوي على نوع خاص من العزلة. وقد تزايد اهتمام الجمهور بعائلة أرنو، المترابطة والمحافظة بشدة على خصوصيتها، منذ أن وزّع رب الأسرة مسؤوليات صنع القرارات الخاصة بمستقبل “إل ڤي إم إتش” على أبنائه الخمسة (عبر شركة قابضة يملك كلٌ منهم 20% من أسهمها). ويوضح أنطوان شقيق دلفين: “حين تنشأ في عائلة شهيرة، لا يحق لك ارتكاب أي أخطاء. ويتصيّد لك الناس أدنى الزلّات”.
التقيتُ دلفين للمرة الأولى بعد سبعة أشهر من توليها إدارة “ديور”، في بهو استوديو المديرة الإبداعية ماريا غراتسيا كيوري في باريس. وبأسلوبها المتحفظ وملامحها الرقيقة وهدوئها الذي يناسب قامتها الفارعة البالغة نحو ستة أقدام [نحو 182 سنتيمترًا]، رحّبت بي دلفين مرتدية بدلة ببنطلون كحلي من “ديور” ويداها في جيبيها. وكان ذلك عشيّة عرض مجموعة ربيع وصيف 2024، حيث صُفَّت ثلاثة مقاعد جلدية في الاستوديو أمام عيّنة من مجموعة الأصفر والوردي النيون. وكانت العارضات يسرن ذهابًا وإيابًا، بينما تجري تعديلات بسيطة وتستعرض الإكسسوارات. وقد وُضِعَت أمامنا أبراج صغيرة من الفراولة والتوت. وجلست كيوري مرتدية جينز وسترة سوداء بجوار دلفين وقدمت لها كلبًا رماديًا صغيرًا، فابتسمتا بعدما لاحظتا لونه المتناغم تمامًا مع العلامة. تقول كيوري: “إنه لون ’ديور‘ الرمادي”.
وإذا كان كريستيان ديور قد روى في عام 1947 قصة عن حياة النساء –تتناول الحرب التي خرجن منها، والمستقبل الذي يأملنه– فإن أول امرأتين تقودان شركته ترويان قصة جديدة. وبتعيين دلفين الرئيسة التنفيذية للدار وكيوري المديرة الإبداعية لها، تدخل “ديور” عصرًا صارت فيه والدتان عاملتان منشغلتان في وضع يسمح لهما بتحديد ما ترتديه النساء، وما يشعرن به، بل وما يشعر به صانعو الأزياء أيضًا. وفي رأي كيوري: “يجب أن تساعدكِ الموضة على الإحساس بالحرية”. وتعلّق ماري خوسيه كراڤيس، صديقة العائلة التي شغلت عضوية مجلس إدارة “إل ڤي إم إتش” لمدة 13 عامًا قائلةً: “لديكِ هنا امرأتان موهوبتان حقًا تسعيان لتحقيق الرسالة يوميًا. وأعتقدُ أنهما مثال رائع للنساء في كل مكان”.
وبينما تظهر الأزياء، تشعر دلفين وكيوري بالارتياح بصحبة بعضهما بسهولة. وتتأملها دلفين من دون أن تتدخل أبدًا، فقد شاهدتْ هذه المجموعة أثناء إنجازها مرتين من قبل. تقول لي: “كلما رأيتها، أتعرف عليها أفضل من ذي قبل”. وتتجسّد “الإطلالة الجديدة” لـ”ديور” لعام 1947 في التنانير السوداء البليسيه، وتنعكس في القمصان البيضاء ذات الياقات غير المتماثلة. وهناك حذاء مصارعين أسود طويل الساق بسيور مع كعب رفيع وأزرار لؤلؤية، وفستان قطني مصنوع من مختلف أنواع الدانتيل، وصورة غير واضحة تشبه الأشعة السينية لبرج إيفل على معطف أسود.
تسأل دلفين: “كم إطلالة لديكِ؟”، وتجيبها كيوري: “ثمانية وسبعون، لأن راشيل قصّت خمسًا”.
وتقف راشيل ريجيني، ابنة كيوري والمستشارة الثقافية البالغة من العمر 27 عامًا، خلفنا لتشرف على العمليات.
وتتساءل كيوري بصوت عالٍ، مشيرةً لإحدى العارضات: “أليست نحيفة بعض الشيء لهذا؟”، ثم تلتفت إلى دلفين قائلةً: “لدي هاجس، فأنا لا أريد تقديم فتيات بالغات النحافة. أريد فتيات يتمتعن بصحة جيدة”. ثم تردف بصوت خافت: “إنه أسبوع مزدحم [بالمسؤوليات] لكِ، أوه، أليس كذلك يا دلفين؟”.
وبالطبع كان ذلك. فقبل خمسة أيام، حضرت دلفين وشريك حياتها كزاڤييه نيل -الذي أنجبت منه طفلين صغيرين- حفل عشاء في قصر ڤرساي لملك المملكة المتحدة والملكة القرينة (ارتدت الملكة كاميلا إطلالة من “ديور”؛ بينما اختارت سيدة فرنسا الأولى، بريجيت ماكرون، إطلالة من “ڤويتون”). وفي هذا الحفل، ارتدت دلفين معطفًا راقيًا من الصوف المطرّز مع فستان طويل يلامس الأرض من الدانتيل والحرير المجعّد باللون الخمري. وغدًا ستتحدث للمرة الأولى أمام 600 مندوب دعتهم الدار لحضور “قمة ديور” في متحف اللوڤر، على بُعد بضعة طوابق أسفل لوحة الموناليزا. وسيُقام لهم نفس عرض أزياء مجموعة الربيع والصيف، وسيتمتعون بالأحاديث، والحفلات، ووجبات العشاء في اليومين التاليين. تقول دلفين: “إنه أمر رائع لهم، وأعتقد أنه مهم”.
وعندما خيّم الليل، سرتُ أنا ودلفين مسافة بضع بنايات تحت مظلتها الواسعة صوب متجر “ديور” الذي اجتمع فيه المندوبون في ندوة في اليوم التالي لتناول المشروبات الترحيبية. وأخذت تتعجب من تنظيم كيوري الهادئ. وتذكر أن جون غاليانو وراف سايمونز كانا يسهران طوال الليل عشيّة عرض الأزياء، وقد أصيبا بالذعر، ولا يكفّان عن إبداء الملاحظات بينما كيوري تنتهي دائمًا في الوقت المحدد.
وكان أول موقع انطلق فيه كريستيان ديور عام 1947 في 30 شارع مونتاني – أو المعروف اختصارًا باسم “ترونت مونتاني”. وقد خضع لتجديد شامل وأعيد افتتاحه بشكله الجديد في مارس 2022. وهذا ليس العلامة الوحيدة على سرعة توسّع الشركة؛ فهنا مديرو متاجر من جميع أنحاء العالم – “قلب وروح” الشركة، كما ستخبرهم دلفين. إنهم لم يجتمعوا معًا من قبل جائحة كورونا، وقد وفّرت “ديور” منذ ذلك الحين أكثر من 6600 فرصة عمل، وباعت مليون حقيبة من حقائبها الأيقونية “ليدي ديور”.
لقد حضر المندوبون إلى هنا لكي يشعروا بانتمائهم لشيء عريق وجديد على السواء – والمحافظة على الخطة المستهدفة للمبيعات. وكانوا يتحدثون فيما بينهم بأكثر من 40 لغة. وتُحيي دلفين أكبر عدد ممكن منهم، وتطوف في جولة بين أنحاء الولايات المتحدة، والمكسيك، وجنوب أوروبا، واليابان في دقائق معدودة، سائلةً عن المنتجات التي تُباع أو لا تُباع، والمشاهير الذين يعجب بهم الشباب في مختلف المجالات، وما العلامات المنافِسة؟ وبعدها تسأل دائمًا: كيف حال حقيبة “ليدي ديور”؟ فقد ارتفع سعرها عالميًا في يوليو. وهل ثمنها باهظ بالنسبة لأسواق كلٍ منهم؟
وبعد بضعة أسابيع، تناولنا أنا ودلفين الغداء في “لو ستريسا”، وهو مطعم إيطالي صغير يُدار عائليًا ويقع في شارع جانبي قريب من شارع مونتاني. إنه المطعم المفضّل لعشّاق الموضة والسينما، ويزدحم بالعارضات وكبار الشخصيات في أسبوع الموضة. تقول دلفين، بينما تحيي أحد الأشقاء المناوبين في الخدمة: “أحب هذا المكان لأنه أشبه بالمنزل”. كنّا قد قضينا توًا ساعة في أرشيف “ديور” الذي جرى نقله مؤخرًا، نتأمل الأحذية الڤينتج التي أنقذتها الدارُ من أسواق السلع المستعملة، والأدراج الممتلئة بالرسومات الأصلية لكريستيان ديور وإيڤ سان لوران. ولم تكن تلك المرة الأولى التي تخبر فيها سائقها بأننا سنتمشّى. وبأناقتها وقامتها الفارعة، ترتدي دلفين سترة بوكليه كريمية قصيرة بأزرار مزينة بشعار CD فوق بنطلون صوف أسود وتيشيرت أبيض يحمل رسالة تلمح إلى إديث بياف. وطلبت دلفين سلطة كابريس مع شوربة مينيستروني، وأخذنا نتحدث عن إحساسها الراقي بالخصوصية.
ثمة أمر محيّر عند الحديث مع دلفين أرنو: فلا يخفى أنها تتمتع بشخصية لطيفة، بيد أنها صامتة إلى حد ما. ولكني لم أشعر أثناء أحاديثي العديدة معها بأن إجاباتها المقتضبة على أسئلتي كانت علامة على التكبّر أو حتى التحفظ؛ ولعلها كانت حذرة من إجراء الحوار، إلا أنها أتاحت لي عدة فرص لتأمّل عالمها. وعلى ما يبدو أكثر أنها ليست لديها أي علاقة سردية بحياتها الخاصة: فلم يظهر أي شي كقصة. ولعله نوعًا من التواضع، والتواضع بدوره يُعدّ علامة على الأدب. إن أحد الأمور التي بدت مرارًا في أحاديثي مع الآخرين -بصرف النظر عن أخلاقيات العمل الدؤوب لدى عائلة أرنو- أنهم يتمتعون بأخلاق حميدة. ودلفين تكون في قمة حيويتها حين تمدح الآخرين، سواء كانوا من الفنانين الذين تملك أعمالاً لهم، أم موظفة المبيعات في متجر “ديور” التي تعمل فيه منذ عقود وكُسِرَت قدمها مؤخرًا. وكانت محبتها لوالدها وإعجابها به واضحين بجلاء بنفس القدر. وقد وصف أحد الذين تحدثت معهم أن ثنائي الأب والابنة يحترمان بعضهما “احترامًا بالغًا”.
وخطرت على بالي فكرة أن دلفين مثل إحدى أقارب شخصية ميزي الخيالية للكاتب هنري جيمس: الابنة الكبرى لوالدين مطلقين التي تتأقلم مبكرًا مع ما يتجاهله الكبار. ويتحدث سيدني توليدانو، مرشدها في دار “ديور”، عن مرونتها (قائلاً بغموض: “لا تظني أن الحياة كانت سهلة”). وفي صورة فوتوغرافية جمعتها بوالدها حين كانت في السادسة عشرة من عمرها، يبدوان وكأن أحدهما صدى للآخر – ويلوح على وجه دلفين، التي تكاد تبلغ طول أرنو، تعبير عذب يجعلها تبدو أقرب إلى فتاة في الثانية عشرة من عمرها. تقول كراڤيس: “أعتقد أننا جميعًا ننسى أنها كانت فتاة يافعة إلى حد ما ولم تزل في بداية صباها حين أسس والدها بالفعل “إل ڤي إم إتش”. وهو معلم جيد للغاية. لقد كبرت دلفين مع الشركة”.
وتقول دلفين مبتسمةً للسؤال الجلي: “لم أتمرد قط”. وحين سُئِلَت عن ما إذا كان لديهم هاري وندسور [أي: شخص متمرد في عائلة نبيلة] في عائلة أرنو، أجابت: “آمل ألا يكون كذلك!” – ومن المؤكد أن أصدقاءها لم يسمعوها قط تذكر أنها تريد أن تفعل أي شيء آخر. ومثل والدها، تعلم دلفين بغريزتها ما الذي سيُباع. وبعض هذا العلم، وليس كله، يأتي من الخبرة. توضح قائلةً: “إنه ليس شيئًا منطقيًا”؛ في الواقع، كان التحدي المهني الوحيد الذي ذكرته أثناء حديثها معي وقت الغداء أنه قد يكون من العسير التنبؤ، عند توظيف الناس، ما إن كانوا سيمتلكون هذه المهارة. ووالدها يتمتع بهذه الموهبة: وتخبرني بسعادة ومرح: “عندما يرى 15 حقيبة على الطاولة، يتجه فورًا إلى الحقيبة التي ستُباع”.
ويتضح بجلاء أن دلفين مستمعة جيدة بطبيعتها – وعلى حد تعبير أحد أصدقائها: “آذانها صاغية طوال الوقت”. ولعل هذه السمة البسيطة هي أعظم نقاط قوتها التي تجعلها شخصية غير عادية بين القادة الرجال في “إل ڤي إم إتش”: فهي شديدة الإخلاص وحساسة في دعمها للمبدعين، لذا أطلقت جائزة للمصممين الشباب وأثبتت جدارتها في اكتشاف المواهب. وإذا كانت “ديور” معرضة لخطر ما، فيجب أن تتجنّبه تمامًا بالحرص على النجاح في قيادة المجال الإبداعي، وفي هذا الصدد، تستعد دلفين لقيادته بلا أنانية.
ويُعرَف برنار أرنو -الصارم في أعماله، والمجتهد بلا كلل، والحازم في أبوته- بأنه “الذئب في رداء من الكشمير”. وقد أقنع مجلس إدارة “إل ڤي إم إتش”، في عام 2022، برفع سن التقاعد الإلزامي للرئيس التنفيذي ورئيس مجلس الإدارة من 75 إلى 80 عامًا. فصار لديه الآن خمس سنوات إضافية للإشراف على أبنائه الخمسة الذين لن يتمكنوا، ما لم يحصلوا على موافقة أعضاء مجلس الإدارة بالإجماع، من بيع أسهمهم في الشركة لمدة ثلاثين عامًا أخرى، وبعد ذلك، لن يتمكنوا من توريثها سوى لأحفاد أرنو المباشرين. إن صورة الأخوة المتحدين، رغم دقتها التامة، تُعدّ أيضًا استجابة لنقطة ضعف على الأرجح: فقد استحوذ أرنو على شركات كانت في الماضي ملكًا لعائلات متصارعة.
ورغم أنه صرح مرارًا بأن أحدًا من أبنائه لن يخلفه تلقائيًا في قيادة “إل ڤي إم إتش” (فهذا “ليس التزامًا أو حتميًا”، بحسب قوله لـ”نيويورك تايمز”)، فمن المحتمل أن أحدهم سيأخذ مكانه في نهاية المطاف. أما مَنْ هو، فسيعتمد ذلك نوعًا ما على مَن يريد فعلاً هذا المنصب: وبكل وضوح، شبّه أرنو الأمرَ بجماعة الكهنة. ومرة واحدة في كل شهر، يجمع الأبُ وكبيرُ العاملين أبناءه لتناول غداء عمل مدته 90 دقيقة في الطابق العلوي من المقر الرئيسي لـ”إل ڤي إم إتش” في 22 شارع مونتاني. وتوضح دلفين: “لقد أشركنا منذ كنّا صغارًا. ويتحدث معنا عن استراتيجية المجموعة، ويناقش الأسئلة التي تُطرح. لقد أراد دومًا نقل علمه. فاختيار الدور التي يشتريها المرء بعناية يتطلب جهدًا كبيرًا”.
والآن، تضم مجموعة “إل ڤي إم إتش مويت هينيسي لوي ڤويتون” أكثر من 70 علامة، وتُعدّ “[مجموعة] الأعمال الرائدة في أوروبا”، على حد تعبير دلفين. ولكنها في الواقع أكبر مجموعة فاخرة في العالم، إذ لا تقتصر على علامات الموضة فحسب، بل تشمل أيضًا الفنادق، ومزارع الكروم، ومتحفًا فنيًا عالميًا. وأهمية “ديور” داخل هذه الإمبراطورية ليست عاطفية فحسب: فهي تسيطر على 41.4% من “إل ڤي إم إتش”. وتقوم هذه الشركة الفاخرة بدور تراثي، ودور السفيرة أيضًا: فقد تعهّد أرنو بدفع 200 مليون يورو لترميم كاتدرائية نوتردام، ويرعى دورة الألعاب الأولمبية في باريس هذا العام بمبلغ 150 مليون يورو. ويرى الاقتصاديون الفرنسيون أنه أقوى من رئيس دولة.
أما ابنته، فلها إسهامات في المدارس الفرنسية أيضًا، ولكن بطريقة أكثر هدوءًا. وبسؤالها عن القضايا التي تدعمها، أجابتني: “أعملُ كثيرًا في مجال التعليم”، وأردفت: “إنه عمل أقوم به شخصيًا مع مدارس بعينها أنا أعرفها، والتي تكتشف المواهب الجيدة جدًا، مثل الطلاب المتفوقين الذين ليس لديهم المال لدفع تكاليف المنح الدراسية، وأشياء من هذا القبيل”، وهو أمر لا تتحدث عنه علانيةً.
لقد جعلتهما ثروة عائلتهما ذات النفوذ هدفًا للتعرّض للعداء في بعض أحياء بلد أُسِّس على مبدأ “المساواة”: ففي أبريل الماضي، اقتحم متظاهرون مقرات مجموعة “إل ڤي إم إتش” وأمطروها بوابل من القنابل الدخانية خلال الإضرابات طويلة الأمد [المنددة بتعديل] سن التقاعد الوطني، ما أشعر دلفين بارتباك وأسى في الوقت نفسه، علاوة على حرصها على حماية الموظفين. تقول فيما تهز رأسها: “للأسف، لم يكن لـ”إل ڤي إم إتش” أي علاقة بذلك”، وتردف: “لقد كانوا من عمّال السكك الحديدية. وكان ذلك تعديًا وعنفًا – من دون سبب. أرى أن تمكّنهم من دخول مقرات “إل ڤي إم إتش” أمر يثير الرعب إلى حد بعيد – فثمة موظفون حوصروا واستنشقوا كثيرًا من الدخان.”
ورغم أن نموذج الدراما الشكسبيرية لعائلة أرنو قد جذب انتباه العالم، فإن لفتة إعادة توزيع [الأصول] التي قام بها رب أسرتهم تكاد تكون مبتذلة بموجب القانون الفرنسي. فقانونًا، يتعيّن ترك الأصول للأبناء ولا يجوز حرمانهم من الميراث حتى في حالة الرغبة في ذلك. وفي حين أن الغموض حول مَن سيعتلي قمة هذا العرش لا يزال قائمًا، فإن اهتمام عائلة أرنو الأساسي لا يرتبط بالعائلة بقدر ارتباطه بالوطن. فمَن سيكون الأمين على هذا الجزء من التاريخ الفرنسي، ومن سيصون اقتصادها المستقبلي؟
وفي إطار منصب الرئيسة التنفيذية لعلامة “ديور”، تقوم دلفين بدور الحامية [المحافظة على] الأسطورة. وكلُ ما يتعلق بالعلامة –من المزيج اللوني الأصلي بالرمادي والأبيض، مرورًا بالكراسي ذات الظهر البيضاوي، والإشارات إلى “نيو لوك”، ووصولاً إلى النسيج المطبوع عليه خريطة الشوارع المحيطة بالمتجر- مصممٌ ليمنحكم شعورًا بامتلاك جزء من التاريخ عند اقتناء أي شيء من “ديور”. وعندما تعود كيوري بالزمن وتتأمّل وقت تعيينها في “ديور” قبل سبع سنوات، تدرك كم كانت مخطئة في اعتقادها بأنها علامة أزياء مثل غيرها من العلامات. توضح قائلة: “في باريس، “ديور” ليست مجرد علامة، بل أكثر من ذلك بكثير لأنها جزء من تاريخ باريس والفرنسيين”. وتواصل: “بالنسبة لي، كان من الصعب عليّ جدًا تفهّم ذلك في بادئ الأمر، لأنني أتيت من إيطاليا، حيث ليس لدينا مثل هذه العلاقة بالأزياء”. وقد عزز هذا التوجهَ المعرضُ الذي يجوب العالم بعنوان “كريستيان ديور: مصمم الأحلام”، وإعادة نشر السيرة الذاتية لكريستيان ديور بعنوان “ديور باي ديور” (التي قرأتها دلفين مجددًا مؤخرًا ووجدت أنها نموذج لكل ما تبع ذلك). وتشتمل توسعة مقر العلامة في 30 شارع مونتاني على “غاليري ديور”، حيث أعيد بناء غرفة تبديل الملابس التي كانت تستخدمها عارضات “ديور” الأصليات لتبدو كما لو أن نساءً من خمسينيات القرن العشرين قد خرجن للتو لتناول الغداء. حتى القطعة المعدنية نجمية الشكل التي عثر عليها السيد ديور، المعروف بإيمانه الشديد بالخرافات، على الرصيف عُرِضَت خلف الزجاج، كما لو كانت قطعة آثار رومانية.
“’ديور‘ أشهر اسم فرنسي في العالم”، هكذا تؤكد دلفين بكل ثقة.
وُلِدَ أرنو في كنف عائلة تملك شركات لأعمال البناء في روبيه بشمال فرنسا. وتزوج والداه في العام نفسه الذي كشف فيه كريستيان ديور عن عطره “نيو لوك”، وبعد ثلاث سنوات ترك جده لأمه مقاليد أمور العمل في يد والده. وكان عمر أرنو لا يزيد عن 26 عامًا عندما وُلِدَت دلفين. وكان متزوجًا آنذاك من زوجته الأولى آن ديواڤرين، التي كانت تنحدر أيضًا من شمال فرنسا. ولا تزال دلفين تحتفظ بذكريات من الطفولة عن خزانة أزياء والدتها في روبيه. تقول: “كانت إطلالتها من السبعينيات المميّزة بالتنانير الطويلة والأحذية طويلة الساق، “مثل [إطلالة] سيلين نوعًا ما”. أخبرتني ماري خوسيه أن دلفين وشقيقها الأصغر أنطوان “تربيا على مبادئ صارمة للغاية”. ومعروف عن أرنو أنه كان يساعد أبناءه في مادة الرياضيات قبل العشاء. وتضيف ألمين ريش، وهي مالكة معرض وصديقة لدلفين وباعت لها أولى لوحاتها- قائلة: “كلما زادت المزايا التي تتمتع بها، كان عليك أن تثبت [ذاتك]: هذا ما نتربى عليه في فرنسا”.
وشأنهما شأن جميع الأشقاء، كانت هي وأنطوان كثيرًا ما يتشاجران معًا، بيد أنه كان من المنتظر منها أن تكون قدوة له، كونها شقيقته الكبرى. وكانت “دلف” ابنة مجتهدة تستمتع بدراسة الرياضيات والاقتصاد على وجه الخصوص. وتجزم بأنها لا تمتلك أية نزعة إبداعية. تقول: “عندما ألعب لعبة القاموس المصوّر، لا أحد يريد أن يلعب معي!”. وكانت شغوفة أيضًا بالتنس – عندما أصبحت فتاة بالغة، لعبت مع روجر فيدرير وزوجته، لكنه كان تنس البادل… ويقول أنطوان ساخرًا: “رغم مثابرتها، عليّ أن أعترف أنها أقل موهبةً من الشقيقتين ويليامز!”. لقد نشأ أبناء أرنو على امتلاك القدرة على المنافسة، وعن ذلك تقول دلفين: “كما تعلمين، نحاول فقط بذل قصارى جهدنا”، مضيفةً: “هذا ما نفعله – بالطبع نراعي الآخرين كثيرًا، غير أننا نحاول دائمًا تقديم أفضل ما لدينا.”
قلتُ: “يبدو هذا مرهقًا”.
فردت دلفين ضاحكةً: “نعم، مرهق!”.
وتتذكر دلفين باعتزاز السنوات الثلاث الأقل تحفيزًا التي قضتها في الولايات المتحدة، حيث كانت تعيش في نيو روتشيل بنيويورك، بينما كان والدها يباشر تأسيس فرع لشركة العقارات المملوكة للعائلة بالولايات المتحدة. “كانت مدرسة فرنسية أمريكية، لذا كانت نصف الحصص بالفرنسية والنصف الآخر بالإنجليزية. وأعتقد أن المدرسة الأمريكية أخف ضغطًا، لذلك كان الأمر ممتعًا”. وعادت العائلة إلى فرنسا عندما كانت دلفين في العاشرة من عمرها، وفي ذلك الوقت كانت تتحدث اللغتين بطلاقة.
وفي ذلك الوقت تقريبًا، قام والدها بأول عملية استحواذ له: وكانت لشركة تشمل “ديور”. تقول دلفين: “كان يميل إليها بشكل خاص”. وأضافت مسرعة: “كانت لديه هذه الرؤية في وقت مبكر جدًا: أن يجعل “ديور” أكثر علامة مرغوبة في العالم – إلى جانب “ڤويتون!”. وفي ذلك الوقت، كانت الشركة التي تملك “ديور” قد أعلنت إفلاسها. وكان هناك آنذاك “خمسة متاجر لـ’ديور‘”، على حد قول دلفين. أما الآن، فأصبح هناك 245 متجرًا للعلامة. واصطحب أرنو دلفين إلى مقر العلامة في 30 شارع مونتاني على الفور. وتتذكر قائلة: “كنت في قمة الانبهار. كان شيئًا رائع جدًا أن تصل فتاة صغيرة إلى “ديور” – لترى كل تلك الفساتين والحقائب والقبعات… لقد جعلني ذلك أحلم.”
وكانت الزيارة الأولى لـ”ديور” بمثابة نقطة الانطلاق لإرساء عادة ثابتة: حيث كان أرنو يصطحب أبناءه إلى المتاجر كل يوم سبت، ما مهّد الطريق لقيامه برحلات من هذه النوعية مع دلفين الآن. تقول: “عندما أذهب معه إلى آسيا، كما فعلت لمرات عديدة هذا العام، نقضي أسبوعًا في زيارة عدد كبير من المتاجر”. وكانت هذه الجولات أشبه بظهور أحد المشاهير أمام الجمهور، فكثيرًا ما كانت الجماهير تحتشد حول أرنو ابتهاجًا به في الصين. وفي زيارتهما الأخيرة، تقول فيما ترسم ضحكة بسيطة على شفتيها: “زرنا 250 متجرًا في خمس مدن، ومشينا بمعدل 15 ألف خطوة يوميًا، ووقفنا على أقدامنا لمدة 16 ساعة يوميًا، في حرارة تصل إلى 95 درجة فهرنهايت [35 درجة مئوية]. إنه لا يتوقف أبدًا. إن رؤيتي لذلك وأنا طفلة شكّلت لدي انطباعًا – عن تفانيه في عمله”.
وانفصل والداها وهي في الخامسة عشرة من عمرها، وتزوج أرنو من عازفة البيانو الكندية هيلين مرسييه (يُذكر أن أرنو يعزف أيضًا على البيانو الكلاسيكي، وقد نشأ الأبناء على عزف البيانو أيضًا، رغم زعم دلفين، مرة أخرى، أنها لا تملك أية موهبة إبداعية). وأنجب أرنو ومرسييه ثلاثة أبناء – ألكسندر، وفريديريك، وجان. وتعلم الابنان الأخيران الأدب على يد بريجيت ماكرون التي أصبحت فيما بعد سيدة [فرنسا] الأولى، وظلت صديقة صدوقة لدلفين. وتزوجت آن ديواڤرين – التي يلقبها أحفادها بـ”مامون”- منذ ذلك الحين من باتريس دو ميستر، المدير السابق لثروة ليليان بيتانكور.
وكانت دلفين تبيع العطور لدى “ديور” وهي في السابعة عشرة من عمرها، وذلك قبل أن تلتحق بكلية لندن للاقتصاد وكلية إدارة الأعمال بمدينة ليل. واقتنت أول حقيبة لها من “لوي ڤويتون” عندما كانت في الثامنة عشرة من عمرها، وهي حقيبة “نوي”. وغم عملها في “ماكنزي” لبضع سنوات بعد التخرج، كانت مرتبطة دائمًا بشركة العائلة؛ فقد كانت “ديور” تسري في دمها”، على حد تعبير توليدانو.
وكل مَن تعاون معها على المدى الطويل استفاد من رؤيتها الواسعة، ونهجها الدقيق، وابتسامتها الشقية. إنها شغوفة بالفنانين المعاصرين -بحياتهم وأعمالهم على حد سواء- وقد ضمتهم إلى دائرتها بالتزام كبير. إنها لا تخشى المجازفة، ولكنها تتمتع بتفكير أكثر اعتدالاً وتحليلاً مقارنةً بكثيرين غيرها في عالم الموضة، ممن يعتمدون على الاندفاع أو الحدس. وخلف مظهرها الأنيق، تخفي امرأة تتقن العمل وتفهم المزاح. وذكرتني ألمين بأن عائلة أرنو تنحدر من شمال فرنسا. ونتيجة لذلك، تقول إن روح الدعابة في العائلة مستمدة من بريطانيا في الأساس.
وأول وظيفة شغلتها دلفين أرنو في مجموعة “إل ڤي إم إتش” بعد تخرجها كانت مع جون غاليانو عام 2000، وكان عمرها آنذاك 25 عامًا. وكان غاليانو يعمل في “ديور”، ولكنه كان يعمل أيضًا على علامته “جون غاليانو” في مصنع دمى قديم في الدائرة 11 – وهنا بدأت دلفين. وفي ذلك الوقت، كانوا يراجعون الهوية الغرافيكية للعلامة، وساعدت دلفين غاليانو في العثور على مصممي الغرافيك والمصنّعين والمورّدين. ويذكر غاليانو أنها تمكنت بسرعة كبيرة من أن تضع يدها على ما كان يبحث عنه، ألا وهو: “حسّ السخرية. أحيانًا، لا ينجح هذا في فرنسا. وبصراحة، جمعت الأشخاص المناسبين معًا”.
تزوجت دلفين من أليساندرو ڤالارينو غونشيا، وريث ثروة النبيذ الإيطالي، عام 2005، وصمم لها غاليانو فستان زفاف خياليًا استغرق صنعه حوالي 1300 ساعة. وعن ذلك، يقول غاليانو: “كان ذلك ممتعًا”. أقيم حفل الاستقبال –الذي ضم مئات الضيوف الذين كان من بينهم سياسيون وروّاد أعمال وممثلون ونجوم موضة؛ أو “جبل أوليمبوس من كبار الشخصيات”، كما وصفته صحيفة “لوموند”– في شاتو ديكيم التي يمتلكها والد دلفين. وظهر الزواج على غلاف مجلة “باري ماتش” التي أفردت له 22 صفحة. واستمر الزواج لخمس سنوات.
ولم تكن دلفين أرنو مسؤولة عن “ديور” عام 2011 حين فُصِلَ غاليانو من العمل على إثر توجيهه انتقادات معادية للسامية لغرباء، ولكن، حسبما تتذكر، تقول بنبرة يعلوها الحزن أكثر من الغضب: “كنتُ في الغرفة عندما جاء مساعد والدي وقال: “لقد ألقت الشرطة القبض على جون. لقد كانت صدمة. ما عبّر عنه وما قاله لم يكن مقبولاً”. وتردف: “لقد كانت لحظة عصيبة جدًا على الدار. ولكن في لحظات مثل تلك يتعلم المرء الكثير”.
كانت دلفين قد بدأت قبل عام من ذلك التاريخ مواعدة شريك حياتها الحالي، كزاڤييه نيل. يُشار إلى نيل أحيانًا باسم “ستيڤ جوبز الفرنسي”، وهو ملياردير يعمل في مجال التكنولوجيا أسس شركة الاتصالات التي توفر خدمة تزويد الإنترنت الفرنسية “فري”، وهو أيضًا مالك مشارك في صحيفة “لوموند”. وإذا كانت دلفين قد تأثرت بوالدها، فقد أصبحت الآن تشارك نظرتها للحياة مع نيل، وهو رجل أعمال لم يُولَد ثريًا، ويُعدّ بطلاً في فرنسا بفضل مبادراته واسعة النطاق لدعم المواهب الجديدة.
جمع نيل، الذي انقطع عن المدرسة وهو في التاسعة عشرة من عمره، أول مليون له وهو في سن الرابعة والعشرين من خلال اختراع خدمة الدردشة على “مينيتل”، مقدمة خدمة الإنترنت في فرنسا. ويصفه إيڤان شبيغل، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لتطبيق “سناب”، بأنه “صديق ومرشد رائع في رأيي”. وكان شبيغل عند زيارته لباريس، في أوائل العشرينيات من عمره، يقيم في منزل أرنو ونيل الملحق به حمام سباحة. وعندما يخرج للتنزه مع نيل، كان الناس يتجمهرون على نيل في الشارع “ليشكروه على صنيعه من أجل فرنسا”.
وتبلغ إليسا، ابنة دلفين وكزاڤييه، من العمر 11 عامًا بينما يبلغ ابنهما جوزيف سبعة أعوام (لدى نيل أيضًا ولدان أكبر منه من علاقة سابقة). تقول دلفين: “عندما تصبحين أمًا ترين الأمور في نصابها الصحيح”، مضيفة: “كل شيء يصبح نسبيًا”. وأخبرتني ألمين: “أنها أم شديدة الاهتمام بأبنائها”.
وفي استقبال كل زائر لمنزل دلفين أرنو وكزاڤييه نيل في الدائرة السادسة عشرة بباريس بهو بمدخل مستدير، وغرف في الطابق الأرضي تتميز بحوافها المنحنية وتنسيقات سخية بالزهور، والتي تؤدي إلى أبواب فرنسية عملاقة وحديقة، فتمنح الضيوف إحساسًا بالهدوء على الفور. ومساء يوم في الخريف الماضي، بعد أن أخذ العاملون المحترمون معطفي، خرجت دلفين من غرفة المعيشة؛ لطيفة، وذات مهابة، وهادئة. لقد كانت في المكتب طوال اليوم، ولكنها كانت حينها ترتدي بدلة سوداء انسيابية من تصميم ماريا غراتسيا ببنطلون واسع من المخمل الحريري وجاكيت مخملي بصفي أزرار من الأمام ومشدود عند الخصر، ولكن ارتدته بكل ارتياح حتى أنه يمكن أن يكون بيجامة. ومع الكعب العالي، تصبح إطلالتها متقنة للغاية.
وذلك المساء، توجّه الضيوف البالغ عددهم 11 ضيفًا، وكان من بينهم إيڤا جوسبان وجان ميشيل أوثونيل -الفنانان اللذان تعاونت معهما دلفين– والقيّمة الفنية ومصممة الأثاث والمصورة بريجيت لاكومب، إلى غرفة الطعام المستديرة الصغيرة، ذات الإضاءة الخافتة والمزدانة بشكل مذهل بقطعة مركزية خريفية مصنوعة من زنابق الكالا الأرجوانية والأوراق الخمرية. وتزدان الألواح الزجاجية بزهور زنبق الوادي المرسومة يدويًا، وهو أحد تصاميم ديور. وأحضر النُدُل الحذرون سمكًا مدخنًا، وستيك لحم طيب المذاق، وتفاحًا مخبوزًا مع آيس كريم الكراميل، وبرجًا من قطع الشوكولاته الصغيرة. توسع الحديث ليشمل: المعارض الفنية الاستثنائية في باريس، والمنازل في البلد، والسنوات الأخيرة من حياة إيڤ سان لوران، وعادات القراءة النهمة لدى لاغرفيلد، والاعتقاد بأن “ديور” لا تزال تشكل أهمية لأن كريستيان ديور نفسه كان شخصية خيّرة – على عكس كوكو شانيل.
وتبادلت دلفين وزوجها نظرات في الدلال والود، وكان هناك بعض المزاح اللطيف على الطاولة. وعنهما، يقول برادفورد: “هي أكبر مشجعيه وهو أكبر مشجعيها”. ويرى أنه في بعض العلاقات يحظى أحد الشريكين بكل الاهتمام، ولكن ليس في هذه العلاقة: “عندما يتحدث هو تبتسم هي، وعندما تتحدث هي يبتسم هو. أعتقد أن في ذلك شفاء للروح. ويتجلى ذلك فيهما تمامًا.”
ويقف كلاهما في الردهة ليودعا الضيوف، ولا تزال بعض المحادثات تطفو على السطح بينما يخرج ضيوفهما، عبر البوابات والحراس، وسط ليل باريس
محررة الموضة Tonne Goodman
تصفيف الشعر Braydon Nelson
المكياج Francelle Daly
إنتاج AL Studio
تصميم خلفيات التصوير Mary Howard studio
الخيّاطة Jen Hebner من Carol Ai Studio
اكتشاف المزيد من اناقة أنثى
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.