رامي يوسف يتحدث عن رحلته الإبداعية وفخره بثقافته ومسيرته الفنية
استطاع المبدع والمنتج والمخرج والممثل الكوميدي المصري الأمريكي الحائز على الجوائز رامي يوسف، البالغ من العمر 32 عامًا، تحقيق نجاحاً كبيراً في عالم صناعة الترفيه. ومن مشاركته في المسلسل الكوميدي «رامي» الحائز على جائزة Peabody إلى ظهوره الناجح لأول مرة في الفيلم الروائي الطويل الحائز على الجوائز Poor Things وحتى أحدث أعماله، وهو انطلاق جولته الخاصة في أنحاء البلاد لعرضه الكوميدي بعنوان More Feelings الذي سيصدر غداً السبت الموافق 23 مارس، لا شك أن رامي أصبح نجمًا ساطعًا. وبمناسبة عودته إلى المسرح، يتحدث النجم متعدد المواهب إلى ڤوغ العربية عن رحلته.
تعود رحلة رامي، الذي يتميز بجذوره الضاربة في هويته المصرية الأمريكية، في عالم الترفيه إلى افتتانه المبكر بالكاميرات، وبالأخص كاميرات الفيديو. ويذكر أن والده كان يسجل بعدسته اللحظات الأسرية. يقول: «عندما كان والدي يعود إلى المنزل بعد يوم عمل طويل، كان أول ما يفعله هو إخراج كاميرا الفيديو لتصويرنا. كان يحب تصوير تلك اللحظات». وأثار احتكاكه المبكر بدنيا التصوير اهتمامه بسرد القصص، ما دفعه في النهاية إلى استكشاف تحرير الفيديو، ثم جاء التمثيل بعد ذلك كخطوة طبيعية.
يلعب تراث رامي، الذي يبدي ارتباطه الوثيق بأرض الفراعنة، دورًا محوريًا في تشكيل هويته وعبقريته الإبداعية. يقول: «أنا أحب مصر، أحب المكان الذي تنتمي إليه أسرتي». ويسلط الضوء بشكل خاص على خفة الظل الفريدة المتأصلة في الثقافة المصرية، وهي ميزة يعتز باتصافه بها. يقول ضاحكًا: «أعتقد أن حس الدعابة الطبيعي الذي يتمتع به كل مصري يشكل هويتي». ويزور رامي المتمسك بجذوره «أم الدنيا» مرتين كل عام. وتنغمس ذكريات طفولته في الأفلام المصرية، كما عبر عن هوسه بمشاهدة أفلام يوسف شاهين قائلاً: «سرده للقصص، وما فعله مع الممثلين، وأيضًا أسلوبه في تحريك الكاميرا، وروايته للقصة، كل ذلك غيّر طريقة مشاهدتي للأفلام، كان ذلك ملهمًا للغاية».
ويتجلى التزام رامي بالسرد القصصي الأصيل في مشروعاته، ولا سيما مسلسل «رامي» الحائز على جائزة Peabody وتعرضه شبكة «هولو». ويستقي رامي إلهامه من واقع تجاربه الخاصة كمصري أمريكي مسلم من الجيل الأول، فأراد تجسيد شخصية تتنقل بين الفكاهة والموضوعات الجدية، مازجًا بين الكوميديا والدراما بسلاسة منقطعة النظير، ليعكس بذلك خلفيته الثقافية. ومتطرقًا إلى أهمية الأصالة الثقافية، يقول رامي: «من أولوياتي دائمًا تقديم شخصيات حقيقية، أردت أن أرى شخصًا يعيش تجربة روحية أو يحاول المرور بتجربة كهذه في بيئة غير مهيأة لذلك»، ويضيف: «أحاول إخراج الكوميديا من قلب الدراما. وبالنسبة لي، هذه نزعة مصرية للغاية». وهذا النهج الفريد لا يُظهر موهبة رامي الكوميدية وحسب، بل ويسلط الضوء أيضًا على التجربة الإنسانية العالمية المتمثلة في إيجاد الفكاهة حتى وسط أصعب المواقف.
وتعليقًا على فوز مسلسل «رامي» بجائزة «غولدن غلوب»، يقول رامي يوسف: «كانت هذه لحظة جميلة لم أكن أتوقعها على الإطلاق، وكان من الرائع أن أنهض وأعبر عن ذلك». وبالنسبة لرامي، سيكون هذا الإنجاز هو المفضل لديه دائمًا «لأنه بدا وكأنه يؤذن ببداية الرحلة التي سأخوضها». لقد مهد نجاح مسلسل «رامي» الطريق أمام رامي يوسف وأمام المسلسل للوصول إلى الجمهور حول العالم. «أنا ممتن له، حتى وإن لم أفز بجائزة أخرى ثانيةً، فلا داعي منها لأن كل ما أحتاج إليه من الجائزة هو مجرد فتح بعض الأبواب أمام الناس لمشاهدة العمل الحقيقي».
منذ تلك اللحظة، سيظل العالم دائمًا يذكر عبارات رامي العفوية عن الامتنان، بما في ذلك عبارة «الله أكبر»، وهي لحظة شهيرة سلطت الضوء على احتضانه لهويته الإسلامية. «أول ما خطر في ذهني أنه لم يكن لدي كلمة جاهزة لألقيها، فقلت أول ما خطر على قلبي».
شارك رامي مؤخرًا في الفيلم الحائز على الجوائز والذي تم ترشيحه لجائزة الأوسكار Poor Things. يقول: «من دواعي سروري مشاركتي مع طاقم عمل الفيلم، وكان الفوز بجائزة «غولدن غلوب» لأفضل فيلم شيئًا رائعًا، والآن، تم ترشيح الفيلم لـ 11 جائزة «أوسكار». وكانت إيما ستون رائعة في الفيلم، إنها من أفضل وأطرف الممثلات اللواتي عملت معهن على الإطلاق، كما كان ويليم دافو ومارك روفالو أسطوريين، والمخرج يورجوس لانثيموس مخرج عبقري. أنا محظوظ جدًا بالعمل معهم جميعًا». وبعفوية، ذكر
أن الممثلة التي يرغب في العمل معها هي ميريل ستريب.
وتتجاوز مسيرة رامي الفنية عالم التمثيل والإخراج. فبوصفه المؤلف المشارك والمنتج التنفيذي لمسلسل Mo على نتفليكس، المستوحى من قصة حياة محمد عامر كلاجئ فلسطيني، يواصل دعم السرديات المتنوعة. ويوضح: «كان جميلاً لأن العمل في ذلك المسلسل أثارني للغاية لأنه كان مختلفًا تمامًا. وتعد قصة Mo على النقيض من قصة شخصية مسلسل «رامي»، فشخصية «رامي» تتمتع بميزة جنسيتها الأمريكية وهو في صراع مع نفسه. أما شخصية Mo فلا يشكك في نفسه، بل يكافح للبقاء في أمريكا. إنه تحول كامل في العالم ونحن ننظر إلى نظام الهجرة ثم ننظر على الأخص إلى معنى أن تكون فلسطينيًا ولا تكون قادرًا على فهم وطنك
وأين تنتمي. وهذا مصدر مختلف للألم ومختلف للكوميديا».
أما على شاشة التلفزيون، فقد أخرج رامي مؤخرًا حلقة حظيت بإشادة كبيرة بعنوان Honeydew من مسلسل The Bear على قناة FX والمرشح لجوائز «إيمي»، ويدور حول شيف المعجنات ماركوس (ليونيل بويس) الذي يسافر إلى كوبنهاغن في رحلة استكشاف شخصية ومهنية بينما يتدرب في أحد أشهر المطاعم الفاخرة في العالم. ورامي هو الفنان الأول والوحيد الذي يعمل مخرجًا في المسلسل إلى جانب كريستوفر ستورر وجوانا كالو اللذين شاركا في الإشراف على الكتابة والإنتاج. يقول: «فيThe Bear ، كان من الجميل أن أنضم إلى مسلسل ليس لي وأجرب أمرًا مختلفًا. أحسست بأنه رسالة حب إلى كوبنهاغن لأنني سافرت إليها وأمضيت فيها أكثر قليلاً من شهر بين كل شيء ووقعت في حب هذه المدينة وأهلها المخلصين».
ومن بين جميع الإنجازات التي حققها، يجد رامي صعوبة في اختيار أفضلها لديه. «أعتقد أنني أحب صنع كل ما يحتاجه المشروع مني. في فيلم Poor Things كان انضمامي إليه ومجرد التمثيل فيه مثاليًا. وكان انضمامي إلى The Bear ومجرد إخراجه مثاليًا. وبعده في مسلسل «رامي»، كان أمرًا طبيعيًا للغاية أن أشارك فيه ومن ثم أخرجه وأكتبه أيضًا، وفي رأيي، إنه الموازنة. وأنا أستمتع بعمل كل ذلك». وقد أسس يوسف أيضًا شركة الإنتاج Cairo Cowboy التي تسعى إلى تطوير محتوى سينمائي وتلفزيوني أصلي يركز على السرديات المهمة ويكون مثل حاضنة للمواهب المسلمة الصاعدة.
وبعيدًا عن الأضواء، يجد رامي سعادته في اللحظات البسيطة والعميقة التي يمضيها مع أحبائه. يقول:«أحاول قضاء بعض الوقت مع عائلتي وزيارتهم والسفر معهم. وفي عروضي الكوميدية المنفردة، أسافر كثيرًا بمفردي. ولكن كلما وجدت وقت فراغ، أحاول السفر مع عائلتي ورؤية أماكن جديدة معهم وقضاء الوقت معًا. من الممتع أن أقوم بذلك بين عملي في مهام كثيرة. كما اتجهت إلى التصوير الفوتوغرافي. وأهوى التقاط الصور من أجل المتعة».
وبينما يواصل التقدم في مسيرته الفنية، أعرب عن رغبته في اقتحام صناعة السينما. ويكشف: «أريد صنع الأفلام. أعتقد أنه أمر آمل أن أفعله قريبًا. صنعت الكثير من الأعمال التلفزيونية. وأتطلع لصنع فيلم». ويتسق هذا الطموح مع التزامه باستكشاف مختلف جوانب السرد القصصي والمساهمة في الساحة المتنامية للروايات السينمائية.
وعن إمكانية إنتاج مسلسل عربي، يعترف رامي بأنه أمر يريد أن يستكشفه وأن يصنع أعمالاً في الشرق الأوسط. وبعد أن شاهد الساحة الترفيهية في المنطقة، وجد في الشرق الأوسط تاريخًا سينمائيًا عظيمًا ومستقبلاً سينمائيًا رائعًا يتحمس لرؤيته والمشاركة فيه بأي طريقة ممكنة. «بدأت بالفعل التحدث مع بعض الكتّاب في المنطقة، في مصر، وأنا مهتم بالكتّاب في السعودية ودبي، في كثير من هذه الأماكن التي تملك الكثير من المواهب الإبداعية. وأعتقد أن العالم يريد أن يسمع منا ومستعد لذلك بطرق مبتكرة وأشعر بالحماس الشديد لذلك». ويختتم حديثه قائلاً: «أعتقد أن صنع شيء هو دائمًا أفضل طريقة لمعرفة كيف يعمل عقلك وما أسلوبك المفضل».
الموضوع ظهر للمرة الأولى على صفحات عدد مارس 2024 من المجلة
اكتشاف المزيد من اناقة أنثى
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.