أمور مثيرة للاهتمام عن الاحجار الكريمة الفاخرة التي تكوَّنت في باطن الأرض
إنّ عمر الاحجار الكريمة الفاخرة ليس ملايين السنين، إنّما يتخطّى المليارات، فهي المعادن التي تتكوَّن في باطن الأرض، وتُستخرَج منها لتشكِّل كنوزًا ثمينة تُستعمل في صناعة المجوهرات. أربعةٌ فقط هي تلك المصنَّفة كريمة، وهي الألماس والسفير والياقوت والزمرد، وتُعَد كل تلك المتبقية بمثابة أحجار شبه كريمة.
منذ العصور القديمة، أبهرت الأحجار الكريمة مختلف الشعوب، ونُسجت حولها الأساطير، وكانت تُعَد ذات خصائص استثنائية، فتمَّ ارتداؤها لجلب الحب والسعادة والحظ والرخاء، وأيضًا لإبعاد الشر والتغلُّب على الأعداء في المعارك والشفاء من مختلف الأمراض، حتى أن بعض أنواعها عُدَّ مقدَّسًا لدى عددٍ من الشعوب. أمّا اليوم، فتُستخدَم الأحجار الكريمة في صناعة المجوهرات، ولا سيما منها تلك الفاخرة، وثمة أحجار بينها يبلغ ثمن كل قيراط فيها ملايين الدولارات نظرًا إلى مواصفاتها النادرة. أبرز تلك المواصفات نتناولها في هذا المقال، مقدمين شرحًا يتيح التعرف إلى كل واحدٍ من الأحجار الكريمة الأربعة وفهم خصائصه وأبرز ميزاته.
الزمرد
الخضار الآسر، وما يعكسه من صفاء وخصوبة، هو اللون الذي يتميز به الزمرد. إنه حجر مواليد شهر مايو، والهدية الأمثل لذكرى الزواج العشرين والخامس والثلاثين. الزمرد هو أحد أنواع معدن البريل ويتكوَّن من سيليكات البيريليوم والألومنيوم، ويكتسب لونه نتيجة وجود كميات ضئيلة من الكروم والفاناديوم والحديد. يمكن التعرُّف إليه من بين كل الأحجار الخضر الأخرى بفضل لونه الأخضر الذي يأتي مع مسحةٍ زرقاء أو صفراء، والذي يكون غامقًا وشفافًا، لا فاتحًا، وأجود أنواعه هي تلك المستخرجة من كولومبيا وزامبيا. تشتهر أحجار الزمرد بوجود شوائب في داخلها يمكن رؤيتها بالعين المجردة، وتُعرف باسم “غاردن“، غير أنها شوائب جميلة لا تقلِّل من قيمتها، لا بل تجعلها أحيانًا أعلى ثمنًا من بعض الألماسات الخالية من الشوائب. أمّا إذ وُجد حجر زمرد يخلو من الشوائب، فهو يكون نادرًا جدًّا. 2.97 مليار سنة هو عمر أقدم حجر زمرد كان اكتُشف في أفريقيا الجنوبية، أمّا أولى مناجم الزمرد التي عرفها العالم فكانت في مصر، ومن أشهر الشخصيات التي عُرفت بشغفها بهذا الحجر الكريم “كليوبترا” التي كانت تتزيَّن به في إطلالاتها الملكية.
السفير من الاحجار الكريمة الفاخرة
حين تُستعمل كلمة سفير وحسب، إنما يُقصد الحجر الكريم الذي يشتهر بلونه الأزرق، إذ يأتي السفير أيضًا بألوان متعددة أبرزها البنفسجي والأرجواني والأخضر والأصفر والبرتقالي والزهري، وعندئذٍ يُذكر اللون مع كلمة سفير، ونكون أمام سفير يُعرف بالملوَّن. هذا الحجر الكريم هو نوعٌ من معدن الكورندوم، أي أكسيد الألومنيوم، ويأتي في المرتبة الثانية على صعيد الصلابة بعد الألماس، بدرجة 9/10 على مقياس “موس“. إنه حجر مواليد سبتمبر، وأيضًا ذكرى الزواج الخامسة والأربعين.
ينبع جمال السفير الأزرق من كثافة لونه التي تزيد قيمته، وأهم فئات ألوانه هي الـ“كورنفلاور” والأزرق الملكي. إنه يتضمن تدرجات ثانوية بالأرجواني والبنفسجي والأخضر، ما يضفي المزيد من التميُّز على زرقته، وقد يأتي مع ظاهرة تغيُّر اللون التي تجعله يتحول من الأزرق إلى الأرجواني مع تبدُّل الضوء. وفي عالم السفير الملوَّن، يأتي ذاك المسمّى بـ“بادبارادشا” ليكون من الأكثر ندرةً وقيمةً، وهي تسمية سنسكريتية تعني زهرة اللوتس. إنه حجر مستخرج خصوصًا من سريلانكا، ويتميز باللون الزهري المائل إلى البرتقالي. أبرز البلدان التي تشتهر بأجود أنواع السفير والسفير الملوَّن هي كشمير وسريلانكا ومدغشقر وتنزانيا وميانمار المعروفة أيضًا باسم بورما.
الألماس من الاحجار الكريمة الفاخرة
الحجر الكريم الأشهر على الإطلاق، والأكثر استعمالًا في صناعة المجوهرات، وحتمًا الأحب على قلب الغالبية العظمى من السيدات. إنه يأتي ضمن ثلاث فئات، هي الألماس العديم اللون المعروف أيضًا بالأبيض، والألماس الفانسي المتميز بألوانه النابضة، والألماس الأسود.
لتحديد مواصفات الألماس الأبيض وجودته، يتم الاستناد خصوصًا إلى المعيار العالمي الذي وضعه المعهد الأميركي لعلوم الأحجار الكريمة، والمعروف بـ“4Cs” نسبةً إلى اللون “Color” والتقطيع “Cut” والنقاء “Clarity” والوزن بالقيراط “Carat”. في ما يتعلق باللون، يبدأ التصنيف مع الحرف “D” وينتهي بالحرف “Z”، وتلك التي يُصنَّف لونها “D” تكون عديمة اللون في شكل مطلق، وبالتالي استثنائية ونادرة جدًّا، فيرتفع سعرها إلى حدٍّ كبير، ومن ثم يتدرج تصنيف اللون وتصبح الألماسة شبه عديمة اللون، إلى أن يصل إلى الـ“Z” وتكون الألماسة في هذه الحال مائلة إلى الأصفر الفاتح أو البني. أمّا النقاء، فيبدأ مع غياب الشوائب كليًّا Flawless، ومن ثم عدم وجود شوائب من الداخل Internally Flawless، وهما أمران نادران أيضًا، وتتدرج نسبة النقاء مع الشوائب الخفيفة جدًّا جدًّا “VVS1” و“VVS2”، وصولًا إلى تلك البارزة “I3” والتي تؤثِّر في شفافية الألماسة ولمعانها. على صعيد التقطيع، لا تقتصر أهميته على شكل الألماسة، بل هو الذي يعزز قدرتها على عكس الضوء والتوهج، وبالتالي يحدد قيمتها وجمالها. وبالنسبة إلى الوزن، فهو الذي يؤدي إلى تحديد سعر الألماسة إلى جانب المعايير الثلاثة السابقة، ويجعله مرتفعًا جدًّا مع كل قيراط إضافي إذا ما كانت تلك المعايير من الدرجة الأولى، وهذا ما تمّ الاستناد إليه عندما تمّ بيع أغلى خمس ألماسات في عالم المزادات.
الانتقال إلى الألماس الفانسي يجعل اللون هو المعيار الأهم. فعلى عكس الألماس الذي يجب أن يكون عديم اللون ليُعَد نادرًا واستثنائيًّا، تزداد قيمة الألماس الفانسي كلَّما كان لونه بارزًا وقويًّا. هذا النوع هو من أكثر الأحجار الكريمة ندرةً وقيمةً، وأبرزه الفانسي الأزرق والزهري والأخضر والأحمر والبرتقالي والبنفسجي، ومن ثم الأصفر والبني. هنا كثافة اللون هي التي تضفي على الحجر فرادته وجماله، والأهم على هذا الصعيد هو الفانسي الزاهي والفانسي المكثَّف.
أمّا الألماس الأسود، فهو النوع الذي لم يكن رائجًا في ما مضى، إلى أن بدأ يزداد الطلب عليه في أواخر التسعينات، فراح مصممو المجوهرات يرصعون به بعض القطع، وإنْ ليس في شكل كبير.
على صعيد تكوينه، الألماس هو الحجر الكريم الوحيد المؤلَّف من عنصر واحد فقط، وهو الكربون. كذلك إنه الأكثر صلابةً، إذ إنه الوحيد الذي تبلغ صلابته 10/10 في سُلّم درجات “موس” للأحجار. أمّا عمر كل ألماسة يتم اكتشافها، فيعود في شكل عام إلى 3.4 مليار سنة، حين تشكلت تحت سطح الأرض بفعل تطوُّر الكربون وتحوُّله تحت ضغط هائل وحرارة عالية جدًّا. الألماس هو حجر مواليد أبريل، وذكرى الزواج الستين وأيضًا الخامسة والسبعين.
الياقوت
إنه الأحمر النابض الذي لا تخطئه العين، أحمر الياقوت الذي يرمز إلى الحب والشغف. حجر مواليد يوليو والذكرى السنوية الخامسة عشرة وكذلك الأربعين، غالبًا ما يكون أغلى حجر ملوَّن في العالم، نظرًا إلى ندرته وجماله. إنه كما السفير من أحد أنواع الكورندوم، ويتمتع بالتالي بصلابة عالية، وهو يكتسب لونه الأحمر بفعل وجود الكروم الذي يزيد كثافة لونه كلَّما ازدادت كميته فيه. أهم نوع من الياقوت على الإطلاق هو الذي يكون لونه مصنَّفًا بلون “دم الحمام“، ويكون أحمر كالدم مع مسحةٍ زرقاء. يشتهر وادي موغوك في بورما بهذا النوع من الياقوت، وقد استُخرجت منه أحجار بلغ سعر كل قيراط فيها أكثر من مليون دولار. كل أحجار الياقوت الطبيعية تتضمن شوائب تسمّى “حرير“، وهي عادةً تخضع للمعالجة بالحرارة قبل عملية تقطيعها، وتبقى تلك التي لم تخضع للمعالجة من الأكثر ندرةً.
اقرأي أيضًا: افضل الساعات النسائية لهذا العام
اكتشاف المزيد من اناقة أنثى
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.