الأماكن السياحية في الأحساء التي لا بدّ من زيارتها

تختلف الأماكن السياحية في الأحساء بين الطبيعيّة والثقافيّة والترفيهيّة، ما يجعل هذه المحافظة وجهة مثاليّة للكثير من السوّاح، من المملكة العربية السعودية ودول مختلف من العالم.

تتفرّد كلّ وجهة في المملكة العربية السعودية بمعالمها التي تجعلها نقطة جذب مثيرة للاهتمام للكثير من عشّاق استكشاف الوجهات المميّزة، ومن بينها محافظة الأحساء التي تضمّ مدنها وقراها معالم أثريّة وثقافيّة وترفيهيّة وطبيعيّة متنوّعة. تقع هذه المحافظة في المنطقة الشرقيّة من السعودية، وتغطي صحراء الربع خالي نحو ثلاثة أرباعها، وتحتوي اثنتيْن من أكبر عشر مدن في المملكة، وهما الهُفوف والمبَرَّز، إلى جانب 4 مدن و22 قرية.

يمتدّ تاريخ الأحساء لحوالي 6،000 سنة، حيث توالت شعوب الحضارات المختلفة على استيطانها بسبب خصوبة أراضيها ووفرة مياهها، ومن بينهم الكنعانيّين الذين سكنوها منذ 3،000 سنة قبل الميلاد، والذين اشتهروا بأعمال الري والزراعة، إضافة إلى الكلدانيّين الذين نزحوا من أرض بابل إليها في سنة 694 قبل الميلاد، وأسّسوا مدينة الجرهاء التي قامت على أنقاضها الهجر وبعدها الأحساء، ما يفسّر وجود الكثير من المواقع الأثريّة فيها. وتشتهر المحافظة أيضًا بأشجار النخيل التي تغطّي مساحات هائلة من أراضيها، وبواجهتها البحريّة على الخليج العربيّ. لقد انضمّت الأحساء في العام 2018 إلى قائمة التراث العالميّ الإنسانيّ باليونيسكو، واختيرَت في العام 2019 عاصمة للسياحة العربية، ودخلت موسوعة غينيس للأرقام القياسيّة في العام 2020 بوصفها أكبر واحة قائمة بذاتها في العالم. كلّ هذه المقوّمات، جعلتها من أكثر الوجهات السياحيّة شهرة في العالم، حيث تستقطب معالمها الشهيرة الزوّار من مختلف دول العالم، فتعرّفي على أجمل الأماكن فيها في ما يلي.

الأماكن السياحية في الأحساء

إن كنت تفكّرين بزيارة الأحساء، تأكّدي من أنّك ستمضين أوقاتًا رائعة جدًّا، وذلك ليس في مطاعمها وفنادقها وحسب، بل أيضًا في معالمها المختلفة التي تلبّي مختلف الأذواق، وتعدّ وجهة للزوّار من مختلف الأعمار. فسواء كنت مهتمّة باستكشاف المعالم البيئيّة أو الطبيعيّة أو الأثريّة، ستجدين الكثير من معالم الجذب التي ستعيشين من خلالها تجربة سياحيّة مميّزة، وفي ما يأتي أبرزها.

جبل القارة

يعدّ جبل القارة من أشهر الأماكن السياحية في الأحساء، ويُعرَف أيضًا باسم جبل الشبعان، ويشتهر بصخوره الرسوبيّة التي تميل إلى اللون الأحمر، والتي تقع وسط بساتين من أشجار النخيل. ويحتوي هذا الجبل حوالي 12 مغارة وكهفًا، تمتاز بدرجات حرارتها المعتدلة في الصيف، والدافئة في الشتاء، وهي تتميّز بالكثير من الروائع التي يمكن استكشافها عن كثب، إذ إنّها مهيّأة بالكامل ليدخلها الزوّار. وإن كنت من هواة المغامرات، فلن تفوّتي عليك تجربة تسلّق الجبل، حيث ستصلين إلى نقطة تشاهدين منها أروع المناظر البانوراميّة.

الصورة من انستغرام

بحيرة الأصفر

تقع بحيرة الأصفر وسط الكثبان الرمليّة في شرق الأحساء في المملكة العربية السعودية، وهي أكبر تجمّع مائي في منطقة الخليج. إنّها تشتهر بتغيّر لونها حسب الفصول، إذ تصبح فاتحة اللون وصافية أكثر في الشتاء، وأكثر قتامة خلال الصيف. وتشكّل هذه البحيرة وجهة لعشّاق ممارسة هواية التصوير الفوتوغرافيّ، وممارسة النشاطات مثل قيادة السيارات على الكثبان الرملية، والتزلّج على الرمال، والاستمتاع بالمشهد المذهل لمغيب الشمس.

واحة الأحساء

تجذب واحة الأحساء التي تقع شرق المملكة العربية السعودية في محافظة الأحساء، الزوّار بجمال بيئتها. فهي منطقة زراعيّة خصبة مليئة ببساتين النخيل والينابيع الطبيعيّة والقنوات المائيّة، فضلاً عن كونها دليلًا على وجود مستوطنات بشرية سابقة تعود إلى آلاف السنين.

الصورة من انستغرام

سوق القيصريّة التراثيّ

سوق القيصريّة التراثيّ هو أحد أقدم الأسواق في المنطقة الشرقيّة وأشهرها، وهو يربط بين المدن المغلقة بالمياه عبر ميناء العقير البحريّ وساحل الخليج العربيّ، ويضمّ بين أروقته عراقة الماضي وأصالة التراث المعماريّ. إنّه يتميّز بتصميمه التقليديّ القديم وزخارفه التاريخيّة، ويشتهر بمحلاته التجاريّة التي تُباع فيها منتجات تقليديّة تعكس عراقة المكان.

متحف وقرية الأحساء للتراث

يعدّ متحف وقرية الأحساء للتراث من أهم الوجهات التاريخيّة التي تخبر الكثير عن تاريخ المحافظة، وعن المملكة العربية السعودية، إذ يحتوي الكثير من قاعات العروض ومكتبة وتحف أثريّة، وغير ذلك الكثير ممّا يساعد الزوّار بالذهاب برحلة إلى قرون ماضية من الزمن. بُنيَ هذا المتحف في العام 1403 هجريّ، الموافق في العام 1983 ميلاديّ، وافتتح أبوابه لاستقبال الزوّار بعد أربع سنوات، وهو يتميّز بتصميمه الذي يتّخذ طراز البيت الأحسائيّ التقليديّ، فيتألّف من طابقين ممتدين على مساحة 600 متر مربع، ويحتوي 18 ركنًا لعرض الكثير من المقتنيات الأثريّة.

عين الجوهريّة

تحتوي الأحساء حوالي 30 عين ماء تتدفّق مياهها بشكل طبيعيّ، ومن أشهرها، عين الجوهريّة التي تتعرّفين من خلالها على تقنيّات إمداد قنوات لنقل المياه إلى القرية والمزارع المجاورة لها. وتعدّ هذه الوجهة مقصدًا لهواة السباحة، إذ تحتوي عددًا من الأحواض التي تمّ تجهيزها لهذه الغاية، مع إنشاء مرافق بجانبها لتكون التجربة مثاليّة، مثل المقاهي.

حديقة الطرف النموذجية للحيوانات

تجذب حديقة الطرف النموذجية للحيوانات في الأحساء المهتمّين بهذا العالم من مختلف الأعمار، ما يجعل منها وجهة مثاليّة للعائلات. ففي داخلها، تتعرّفين ومن معك على أنواع مختلفة من الحيوانات البريّة ونمط عيشها، مثل النمور والزرافات والكناغر والتماسيح والأسود، وتستمتعون بالمساحات الخضراء التي تضمّ مختلف الأشجار والنباتات، وهو مشهد يزداد روعة مع البحيرة الاصطناعيّة التي يمكن التنزّه بجانبها. إضافة إلى ذلك، ستتيح لك زيارة هذه الحديقة التعرّف على أنواع كثيرة من الطيور وتأمّل حركاتها، مثل النسور والصقور والنعامات والبجع، وكذلك أصناف الحيوانات الأليفة التي يمكن للأطفال التقرّب منها، مثل الماعز والدجاج والبط.

بيت البيعة

بيت البيعة هو أوّل بيت يُدخله الملك عبد العزيز إلى الأحساء، وكان ذلك أثناء معركة الأحساء في يوم 28 جمادى الأولى من العام 1331 هجريّ، الموافق في 4 مايو 1913 ميلاديّ. يعتَبَر هذا المنزل التاريخيّ من أهمّ المعالم في محافظة الأحساء، إذ يحمل طابعًا سياسيًّا وأثريًّا مهمًّا، وقد قامت وكالة الآثار والمتاحف السعوديّة بترميمه في العام 2005، وتحويله إلى متحف يحتوي العديد من المقتنيات والمخطوطات والمحتويات الأثريّة التي يمكن التعرّف من خلالها على الكثير من المحطّات التي مرّت بها المملكة العربية السعودية، كما الكثير من المتاحف الشهيرة في المملكة.

الصورة من انستغرام

قصر إبراهيم الأحساء

يُعتَبَر قصر إبراهيم الأحساء من أهمّ القصور التاريخيّة في المملكة العربية السعودية، وكذلك أكبرها مع مساحة قدرها 18،200 متر مربع، ويقع في حيّ الكوت، أحد أقدم الأحياء في المحافظة. إنّه أيقونة معماريّة أثريّة تجسّدها هندسته التي تجمع بين البناء الإسلاميّ والعسكريّ والتصميم المعماريّ الخاص بمنطقة الأحساء، والتي تنعكس من خلال الأقواس والقباب والزخارف الموجودة فيه. يحتوي هذا القصر سورًا عاليًا تحيط به ثمانية أبراج مستديرة الشكل من جهاته كافّة، ومجموعة من الغرف والمباني، وحمام بخار، واسطبلًا للخيل، ومسجدًا، وقبوًا، وغرفة اتصالات، يمكن التعرّف عند القيام بجولة في داخلها على الكثير من تاريخ الأحساء.

الصورة من انستغرام

منتزه الملك عبدالله البيئي

يقع منتزه الملك عبدالله البيئيّ في جنوب الهفوف، ويمتدّ على مساحة 450،000 مترًا مربّعًا ما يجعله من أكبر المنتزهات في المنطقة الشرقيّة. يجمع هذا المنتزه بين مرافق عديدة، أشهرها أطول نافورة في العالم، وقرية تراثيّة تضمّ مجموعة مباني تراثيّة قديمة تصوّر واقع الأحساء في العام 1،350 هجريّ، ومساحات مختلفة لألعاب الأطفال، ومعرضًا للصور التراثيّة، ومحطّة عربات معلّقة لنقل الركاب من أسفل الجبل إلى أعلاه بارتفاع 72 مترًا عن الأرض، إضافة إلى جسور معلّقة يصل طولها إلى أكثر من 400 متر.

اقرئي أيضًا: 5 أسباب تدعوك لزيارة العُلا في أسرع وقت ممكن