شمّة حمدان فنانة إماراتية أثارت ضجة كبيرة في مشهد صناعة الموسيقى
شمّة حمدان فنانة إماراتية أثارت ضجة كبيرة في مشهد صناعة الموسيقى في الشرق الأوسط، وبذلت مجهوداً جبّاراً في سبيل فنّها رغم تحفظ عائلتها على دخولها عالم الغناء
شمّة حمدان مغنية وكاتبة أغاني وملحنة إماراتية تتقن العزف على عدة آلات موسيقية، وتعد أول امرأة إماراتية تصل إلى نهائيات برنامج الواقع الناجح «آرابز جوت تالنت». من أشهر أغانيها: «معجبة» و«عاندت فيك» و«أبي أفهم». وبفضل صوتها القوي وأناقتها منقطعة النظير، أصبحت شمة واحدة من أكثر نجوم البوب المحبوبين داخل دولة الإمارات.
لم تكن الشهرة يوماً ضمن خطتها، إلا أن اشتراكها في برنامج آرابز جوت تالنت أكسبها حبّاً لم تتوقعه من الجمهور. العزف والغناء هما الحياة بالنسبة لها، تبذل في سبيلهما ومن أجلهما كلّ جهدٍ ممكن لتقدّم لجمهورها أجمل موسيقى وأرقى كلام وأحلى نغم. رغم تحفظ عائلتها على دخولها عالم الغناء، إلا انها استفادت من حبّ هذه العائلة للموسيقى وانتهجت خطاً ميّزها عن غيرها من فنانات جيلها.
نالت جوائز عدة خلال مشوارها الفني، منها جائزة أفضل مطربة في حفل توزيع جوائز «الموركس دور» عام 2014 وأفضل مطربة في مسابقة أفلام الإمارات عام 2015. كما حصلت على جائزة أفضل ممثلة في الشرق الأوسط في حفل توزيع جوائز «إم تي ڤي» للموسيقى الأوروبية عام 2017.
ولدت شمة وترعرعت في دبي، وعشقت الموسيقى منذ نعومة أظفارها. نعمت بطفولة جميلة وبريئة زاخرة بالمغامرات، وقد تحدثت عن طفولتها وكلّها حنين لأيام ولّت فقالت: «إنها أجمل فترات حياتي! أشتاق لها أحياناً وأسترجع ذكرياتي حين كنت ألعب الكاراتيه باحترافية، وأفوز بميداليات في مباريات السباحة». طفولة الفنانة الشابة كانت عبارة عن عزف وفن وموسيقى ورياضة، وهذا ما بنى شخصيتها الحالية، فهي اليوم شابة تهوى الموسيقى وتمارس الملاكمة وركوب الأمواج، وتحب السفر في أوقات الفراغ وتسعد لزيارة لندن وإيطاليا وفرنسا.
بدأت شمّة العزف على الآلات الموسيقية في سن الخامسة مثل البيانو والجيتار والدرامز. أما شغفها بالغناء، فبدأ في سن التاسعة، وقد أشبعت شمّة حبها للموسيقى والغناء منذ صغرها فغرقت بين الآلات الموسيقية وهامت بصوت راشد الماجد وعبد المجيد عبدالله وبإحساس رابح صقر. سطع نجمها في سماء الفن في عام 2012 بعد أن وصلت إلى نهائيات برنامج «آرابز جوت تالنت». ومنذ ذلك الحين، طرحت العديد من الأغاني الفردية الناجحة وتعاونت مع عدد من أشهر الفنانين في المنطقة. كما قدمت عروضًا في نسخة الشرق الأوسط من «كوك ستوديو» مع المغني البريطاني جاي شون.
صعدت الفنانة الإماراتية الشابة على سلّم النجاح، حتى بات اسمها يرد في كلّ مناسبة وكل مهرجان، ولا تكف شمّة عن شكر كلّ من ساهم في نجاح أعمالها وسعى بإخلاص لتظهر بأفضل صورة من شعراء وملحنين وموزعين. ولا تنسى شمّة أيضاً عائلتها التي دعمتها أثناء مشاركتها في برنامج «آرابز جوت تالنت» ولا سيما والدتها، فهذه الأخيرة آمنت بها وبموهبتها وتمكنت من إقناع والدها الذي عارض ورفض فكرة ظهور ابنته وغناءها أمام الناس رغم أنه ينتمي إلى عائلة موسيقية، فهو يعزف جيتار وكذاك أعمامها والبعض منهم يغني. وتذكر شمّة دعم الملكة أحلام، وتقول: «تعلمت من أحلام الطموح والشغف والتواضع وحب الفن،» وتضيف: «التقيت بها في بداياتي وكانت داعمة كبيرة لي شجعتني على الاستمرارية وحفزتني لتقديم الأفضل فنياً».
وشمّة ممتنة لدولة الإمارات العربية المتحدة ولحكامها وشيوخها وشعبها، فقد كان لهم فضل كبير فيما وصلت إليه اليوم، وقد قالت: «الفنانة الإماراتية تحظى بدعم كبير من الدولة والجهات المعنية،» وأضافت: «لي الشرف دائماً أن أكون من المشاركين في الاحتفالات الوطنية والمهرجانات التي تقام في دولة الإمارات».
لا تعتقد شمّة أنها كسرت الصورة النمطية التي ترافق المرأة العربية، لا وسيما وأن الجيل الحالي يُظهر وعياً كافياً ويدرك أن اختلاف ستايلها أو شكلها أو حتى أسلوب حياتها لا يعني أنها لا تمثل المرأة العربية، بل على العكس من ذلك، هي على ثقة أنها مثلت دولتها بأفضل شكل، بعيداً عن التصنع، وقد شرحت: «يبدو أن البعض اعتبر ظهوري على طبيعتي
كسر الصورة النمطية الملتصقة بالمرأة في منطقتنا العربية».
ولعل ما عزز فكرة كسرها لصورة المرأة العربية النمطية هو عدم سعيها وراء الشكل الخارجي، فهي وإن كانت من محبي ماركة لويس فيتون، إلا أن أزياءها في أغلب الأحيان من اختيارها ومن تصميمها، ضف إلى ذلك عدم حبّها للماكياج، فهي لضرورة الظهور في المناسبات والحفلات تعتمد ماكياجاً خفيفاً، ولم تعمد إلى إجراء عمليات تجميل رغم أنها لا ترفضها لا سيما وأن البعض قد يحتاجها لغرض طبي أو لزيادة ثقته بنفسه واعتبرت أن هذه الخطوة تندرج ضمن خانة الحريات الشخصية ورضا الشخص عن ذاته ومظهره.
وجاء اللون الفني الذي تقدّمه ليعزز من اختلاف شمّة عن غيرها من الفنانات، فما تقدّمه مختلف تماماً عن بقية الفنانات ومظهرها وستايلها يميل للغربي أكثر لا سيما وأنها تعزف على الجيتار في حفلاتها، وهو ما لم تفعله غيرها من الفنانات.
النجاح بالنسبة لشمّة توفيق من الله ونتيجة لحب الناس للفنان ولفنه، فالجمهور هو أساس الفنان ولا بدّ من إرضاءه وتقديره ليرفعه أكثر فأكثر ويساهم في تألقه بين كوكبة الفنانين الضخمة الموجودة على الساحة الفنية. واليوم مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، تحاول الفنانة الشابة أن تستفيد من هذه المنصات بعيداً عن عرض حياتها الشخصية، فتعتبرها كحبل بينها وبين الجمهور، فتطرح أخبارها وجديدها وتحمس الجمهور أكثر لكل جديد، وتطلع على الموسيقى التي يفضلها والكلام الذي يرغب بالاستماع إليه.
شعرت شمّة أنها بلغت مرحلةِ مهمة من النجاح بين عامي 2015 و2017، واختارت ألبوم «تخوفني»، وهو ألبومها الغنائي الأول، كأهم محطات حياتها الفنية فهو ألبوم ضخم يتضمن أعمال على مستوى عالي جداً، وتعاونت فيه مع أسماء كبيرة كانت تطمح للعمل معها مثل الملحن العظيم ياسر بوعلي. صحيح أنها تأخرت كثيراً قبل أن تصدر هذا الألبوم إلا أنها تبرر هذا التأخير بحرصها على تقديم عمل ضخم ومختلف عن أي أغنية سنغل سبق أن قدمتها.
يتضمن ألبوم «تخوفني» عشرة أغنيات من كلم فيها مع ياسر بوعلي وطارق بخش ومساعد الرشيدي، العالية، وشـم، أحمد الصانع، عبدالرحمن العبيدان، سطام العتيبي، أحمد علوي، عبدالله بوراس. وصوّرت الأغاني كافةً بطريقة الفيديو كليب دفعة واحدة صورتها جميعها مع المخرج بسام الترك برؤية إخراجية إبداعية في كل عمل، على مدار خمسة أيام من التصوير والجهد، وأكثر من 6 أشهر من التحضير لهذه الأعمال العشرة.
وأعربت شمة عن سعادتها بإصدار أول ألبوم غنائي رغم المخاطرة التي أخذتها بتصوير أغنياته جميعها بأسلوب غربي أبدع المخرج بسام الترك في تقديمه للجمهور بالتعاون مع المبدع سمير كرم مدير التصوير، وقالت: «الملحن ياسر بو علي هو صاحب فكرة تصوير العشر أغنيات بطريقة الفيديو كليب، والإصرار على هذا الرأي، إيماناً منه بقدراتي وبضرورة تقديم عمل راق ومختلف ومميز»، وأضافت: «أعتبر تصوير ألبوم غنائي كامل متضمن عشر كليبات هو مخاطرة بالنسبة لي خاصة وأنني لأول مرة أقف أمام الكاميرا وأقوم بالتصوير».
وتتطلع المطربة الإماراتية لسماع رأي الجمهور في الخليج والوطن العربي على الأعمال الغنائية العشرة، خاصة وأنه يحمل رؤية موسيقية للملحن ياسر بو علي أبدع في إخراجها والإشراف عليه موسيقياً وانتاجياً.
تتعامل شمّة مع النقد البناء فقط، فهي لا يمكن أن تتغاضى عن أي رأي قد يفيدها فنياً سواء في ما يتعلق بالاختيارات أو الألوان التي تقدمها، فهي على سبيل المثال تجد في نصائح الملحن العظيم ياسر بوعلي والفنان الكبير عبد المجيد عبدالله خير سراج ينير لها دربها الفنيّ. أما النقد الذي يطال مظهرها أو يسيء لها فتدعه يمر وكأنه لم يكن.
تسعى شمّة لتحافظ على حدود واضحة بينها وبين الآخرين وعلى بناء علاقات عنوانها الاحترام والالتزام حتى مع جمهورها، فهي وإن كانت لا تصدّ أحداً من المعجبين الذين يرغبون بالحديث إليها أو التقاط صورٍ معها إلا أنها تفتقد إلى الخصوصية التي سلبتها إياها الشهرة.
تصف شمة نفسها بالمرأة العنيدة والكسولة، إلا أن من يعرفها يعتبرها امرأة جريئة، وهذه الجرأة بالنسبة لها كانت نتيجة الصعوبات والمواقف التي مرّت بها في الوسط الفني، لذلك هي تشجع المرأة الجريئة التي تسعى لتحقيق أهدافها وتحفزها على المضي قدماً حتى وإن لم تجد من يدعمها وتؤكد لها أنها تستطيع مواجهة كل الصعوبات وأن تصل للمكان الذي تحلم به. وقد ترجمت دعمها هذا من خلال دفاعها عن حقوق المرأة ومشاركتها في بعض الجمعيات الخيرية مثل صندوق الأمم المتحدة لتمكين المرأة. ودعمها
هذا يشمل أيضاً النساء الراغبات في خوض غمار التجربة الفنية وقد عبّرت عن ذلك بقولها: « كانت الأصوات النسائية قليلة حين بدأت عام 2012 لذلك أفرح عند سماع صوتٍ نسائي شاب في الوطن العربي».
على المدى القصير، تخطط شمّة للغناء باللهجات المصرية واللبنانية والمغربية، ولا تفكر أبداً بالتمثيل رغم كثرة العروض، فالتمثيل برأيها لا يناسبها. أما على المدى البعيد، فهي ترمي إلى العالمية، تحلم بعمل يجمعها بأحد كبار الفنانين في الغرب كمالوما أو ريانا أو دريك فهي تحب الفن الذي يقدمونه وتشعر أنه قريب من فنها وقد قالت: «حلمي سيتحقق يوماً ما، أنا على ثقة من ذلك!»
تصوير Alexander Ermakov
تنسيق الأزياء Mohammad Hazem Rezq
تصفيف الشعر R.Kavya
المكياج Sara Yuni
مساعدة تنسيق الأزياء Wazina Nizar
المنتجة Ankita Chandra
المنتجة المساعدة Thanaaz Hisham
اكتشاف المزيد من اناقة أنثى
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.