عدد أكتوبر 2023 المفعم بالحنين والمليء بالتطلع إلى المستقبل
لعلكم تتذكرون أنني ذكرتُ في كلمة رئيس التحرير الشهر الماضي، على خلفية إضراب الممثلين في هوليوود، التزامي بمواصلة الارتقاء بـ”منظومة الأزياء والترفيه في المنطقة لدينا، من أجل تقليل الاعتماد على الأسماء العالمية وتحقيق التأثير نفسه من خلال مواهبنا المحلية”. وإذا أردتم الحديث عن الأثر، فقلَّة من النساء في العالم العربي يتمتّعن بمثل هذه القوة الثائرة التي تتمتّع بها نجمة غلاف عددنا لشهر أكتوبر؛ إذ تعدّ الليدي مادونا، التي تحتفل هذا الشهر بمرور 50 عامًا على انطلاق مسيرتها، نجمة عالميّ الترفيه والموضة البارعة في التنوّع وتغيير مظهرها بامتياز، وأيقونة الأناقة بأسلوبها الخاص. ولكن لا تنخدعوا بكل هذا البريق والألوان والريش، إذ تكمن خلف هذا المظهر البرّاق لليدي مادونا ثقافةٌ أصيلة وتاريخٌ حافل في عالم الموضة؛ فهي لم تتعاون فقط مع عدد كبير من مصممي الأزياء الراقية اللبنانيين الشباب آنذاك وتفتح لهم الأبواب، مثل إيلي صعب وفؤاد سركيس، بل وتكشف أناقتُها أيضًا كثيرًا عن التاريخ الاجتماعي لبلدها بعد الحرب.
وفي هذا العدد، نحتفي بالليدي مادونا في فصلين. وفي الصور التي التُقِطَت لها في بيروت احتفاءً بأناقتها الباذخة، تتألّق النجمةُ بإبداعات علامات لبنانية معاصرة مثل “نيكولا جبران” و”جان لويس ساباجي”، بينما تخرج من شمس ذهبية أو تجلس على هلال. وفي جلسة التصوير الثانية، التي أُنتِجَت في بيروت أيضًا، أخذنا ننقِّب في أرشيف الليدي مادونا ونقتحم معها، بالمعنى الحرفي للكلمة، مستودعًا من الصناديق لإعادة عدد من أشهر إطلالاتها إلى دائرة الأضواء. ويا لها من متعة للناظرين لدى رؤيتهم هذه القطع، مثل الفستان الدلماسي من فؤاد سركيس أو الفستان الفوشيا المزيّن بالريش مع الكاب المزيّن بالريش من روني عيد، على صفحات ڤوغ العربية!
وبينما ينطوي موضوع غلاف هذا الشهر على شعور بالحنين للماضي، فإن العدد في حقيقة الأمر يحمل نظرة مستقبلية جدًا. وقد يبدو قولي هذا مبتذلاً، ولكنني أؤمن حقًا بأنه من أجل المضي قُدُمًا، علينا أن نعرف من أين أتينا. ومن المقالات المفضّلة لدي موضوع اُخْتِير بعناية نستعرض فيه سيرة موجزة لعدد من شباب مصممي الأزياء العرب الواعدين للغاية. ودائمًا ما أقفُ مذهولاً أمام المستوى المدهش للمواهب المزدهرة في المنطقة، لذا كان اختيار هذه القائمة ممتعًا ومثيرًا وملهمًا. وثمة موضوع آخر وقعتُ في حبه –واختياري للفظة حب هنا ليس من قبيل الصدفة– فهو عبارة عن ملف دعونا فيه أزواجًا من خلفيات مختلفة لإخبارنا كيف ساعدتهم اختلافاتهم الثقافية في بناء أُسَر أكثر ترابطًا. ومن بين هؤلاء الأزواج الفارسان الشيخ راشد بن أحمد آل مكتوم وزوجته ناتالي لانكستر، والعارضة شانيل أيان وزوجها كريس بيلوت، وسيدة الأعمال العراقية الأمريكية منى قطّان وزوجها حسن الأمين. ولأني رومانسي صِرف، فإن هذا الموضوع يحسِّن حالتي المزاجية، ويذكّرني أنه بالشغف والحب –سواء في الموضة أو في الحياة بشكل عام- يصبح كل شيء ممكنًا.
اكتشاف المزيد من اناقة أنثى
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.