لايف ستايل

5 أطباء وصحفيين يقومون بأدوار بالغة الأهمية في الأزمة الإنسانية في غزة


وسط ظروف غير إنسانية، يقوم الأطباء والصحفيون في غزة بأدوار بالغة الأهمية في إحدى أكبر الأزمات الإنسانية في التاريخ. وفي هذا العدد [عدد نوفمبر]، نحتفي بالتزامهم البطولي.

بريشة ماريا ويست

نظرًا لأنها من روّاد صحافة الموضة، ظلت ڤوغ طوال تاريخها تعبِّر عن عصرها، سواء كان مشرقًا ومفعمًا بالأمل أم مظلمًا. وعلى هذا النحو، وفي نهاية الحرب العالمية الأولى، ظهرت صورة توضيحية لممرضة من الصليب الأحمر على غلاف ڤوغ مصحوبةً بكلمة “المبارَكة”. وبعدها، إبان الحرب العالمية الثانية، نشرت ڤوغ البريطانية صورًا التقطتها المصورة الحربية والعارضة السابقة لي ميلر. وقد قدمتْ تغطيةُ لي ميلر لتحرير أوروبا رؤيةً فريدة للآثار الدائمة للحرب، وواصلت توثيق آثارها في النمسا والمجر ورومانيا. ولا يزال إرثها حيًّا حتى اليوم، إذ تصدرت الممثلةُ كيت وينسلت، الحائزة على جائزة الأوسكار، غلاف ڤوغ الشهر الماضي لتسليط الضوء على فيلمها المقبل “لي”. ومؤخرًا، ولإبراز الحرب الروسية الأوكرانية، صُوِّرَت السيدة الأولى لأوكرانيا، أولينا زيلينسكا، بعدسة المصورة الشهيرة آني ليبوڤيتز في كييڤ لتتصدّر غلاف عدد أكتوبر 2022 من مجلة ڤوغ. وقالت: “كانت هذه الأشهر الأفظع في حياتي وحياة كل أوكراني”.

والآن، وبعد مرور عام واحد فقط، آن الأوان لــڤوغ العربية أن تسلّط الضوءَ على المدنيين الأبرياء والعاملين في الخطوط الأمامية للحرب –من الأطباء والصحفيين– الذين يعملون جميعًا ليلاً ونهارًا لإنقاذ الأرواح. لقد فقد آلاف الفلسطينيين، ومن بينهم عدد كبير من الأطفال، أرواحهم مع بلوغ المعركة في قطاع غزة المُحتَل ذروة العنف. ومع نفاد الماء والإمدادات الطبية والكهرباء والوقود في غزة، تحتفي ڤوغ العربية ببسالة الرجال والنساء العاملين في الخطوط الأمامية لمواجهة هذا الدمار الإنساني. وهم عدد من الأطباء والصحفيين والمصورين الذين يخاطرون بحياتهم ليلاً ونهارًا لدفن الموتى، وشفاء الجرحى، وكشف الفظائع التي تحدث في غزة للعالم.

معتز عزايزة، مصور فوتوغرافي

بريشة ماريا ويست

“مرحبًا، اسمي معتز، وأنا من غزة. ليس لدي ما أقوله لكم، لذلك أخاطر بحياتي لأريكم كل ما أجده وكل ما أراه. وكل لحظة أسجلها هي من أجلكم، لكي يتحرك العالم”، هكذا تحدث المصور معتز عزايزة في مقطع فيديو مع وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (أونروا) على حسابه على إنستغرام لمتابعيه الذين يتجاوز عددهم 9 ملايين متابع.

معتز عزايزة يشارك لقطات الدمار مع متابعيه على إنستغرام الذين يتجاوز عددهم تسعة ملايين متابع

وأبرزت لقطاته من أعلى الأحياء دمارها الشامل، بينما ظهر في مقاطع فيديو أكثر إثارةً للمشاعر يحمل طفلاً ميتًا بين ذراعيه. وأثناء الصراع، صوّرَ نفسَه أيضًا وسط أطفال فلسطينيين يلوّحون بإشارة السلام، معلقًا، “نحن نعلمكم الحياة أيها الناس”.

عزايزة مع الأطفال في غزة

وكانت صور عزايزة قبل الصراع تسلّط الضوء على جوانب الجمال العديدة للحياة اليومية في فلسطين. رحلات إلى السوق؛ وصورة جدة تلفّ شعرها بوشاح بطبعة الزهور؛ وأطفال يتسلقون شجرة، بينما يقف حمار بالقرب منهم. واليوم، يواصل عزايزة حثّ العالم على المساعدة في جلب الإمدادات الطبية، وتوزيع كل ما هو متاح من ماء وطعام. “كل ثانية يزيد شعوري بأنني لن أنجو. أنا سعيد لأنكم هنا، ولكن رجاءً لا تتوقفوا عند مشاهدة محتواي فقط. رجاءً، تبرعوا الآن. شكرًا لكم وادعوا لغزة”.

بليستيا العقاد، صحفية

بريشة: ماريا ويست

قالت الصحفية الفلسطينية المقيمة في غزة، بلستيا العقاد: “أنا الآن في مستشفى ناصر؛ هناك ثمانية رضّع مبتسرين في غرفة العناية المركّزة ونحو عشرة آخرين في الغرفة المخصصة للرضّع. ووفقًا لوزارة الصحة، من المفترض أن يعمل المستشفى خلال الـ48 ساعة المقبلة”، وواصلت حديثها موضحة أن الحضّانات تعتمد على الكهرباء والوقود.

الصحفية بلستيا العقاد البالغة من العمر 22 عامًا

وقبل الصراع، كانت الصحفية الفلسطينية البالغة من العمر 22 عامًا، والتي أشرفت على تدريبات النادي الإعلامي باللغة الإنجليزية في بيت الصحافة، توثّق رحلاتها السعيدة والمبهجة – مستكشفةً الكنائس في قبرص والكتب في السركال أڤينيو بدبي.

بلستيا العقاد خلال حوار مع برنامج “بريكفاست شو” بقناة “جي بي نيوز” يوم 10 أكتوبر

“شيء محزن أن نصل لمرحلة من المفترض أن نشعر فيها بالامتنان لشاحنات المساعدات الإنسانية العشرين التي بالكاد ستقدم أي شيء للناس نظرًا للنقص الكبير في كل شيء حرفيًا… لقد مضى أسبوعان وحتى الآن لم نسمع أي أخبار عن وقف إطلاق النار… كم ضحية أخرى ستقع وكم قذيفة أخرى ستُلقَى إلى أن يستيقظ العالم؟”، هكذا تتساءل بلستيا. وحتى وقت كتابة هذا الموضوع، قُتِلَ ما لا يقل عن 23 صحفيًا في الحرب بين إسرائيل وحماس، بحسب قناة الجزيرة. وفي منشوره الأخير، كتب رشدي السراج، الصحفي السابق لدى وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” على مواقع التواصل الاجتماعي يوم 13 أكتوبر: “لن نرحل… وسنخرج من غزة… إلى السماء، وإلى السماء فقط”.

يمنى القنصل، صحفية

يمنى القنصل، صحفية

تقول الصحفية يمنى القنصل، مراسلة الجزيرة في قطاع غزة: “منذ بداية هذه الحرب، توافدت آلاف العائلات هنا إلى مستشفى الشفاء، على اعتبار أنه أكبر مستشفى في مدينة غزة يمكنهم الاحتماء فيه… إنهم عائلات عديدة، منهم مَن فقدوا منازلهم، ومنهم مَن تعرضت منازلهم للقصف، ومنهم مَن طُلِبَ منهم إخلاء منازلهم”.

الصحفية يمنى القنصل خلال نقل تقريرها للجزيرة

يمنى أم لأربعة أطفال صغار، وهي موجودة في الميدان كل يوم لتسلّط الضوء على الدمار الذي يحاصر غزة. وفي حوار أجرته مع الطبيب الجراح الوردة، قال الطبيب: “للأسف، يصعب علينا التعامل مع هذا العدد من الحالات جميعًا في وقت واحد. نواجه تحديًا في علاج هذه الحالات، حيث نعاني من نقص في الكهرباء والأسرّة للمرضى. وبالأمس، لم يكن الماء متوفرًا في مستشفى الشفاء. وهؤلاء الناس لا يحصلون على المساعدة اللائقة ولا العلاج الطبي المناسب الذي يحتاجونه في مثل هذه الظروف ومع مثل هذه الإصابات. يبدو الوضع مختلفًا تمامًا هنا من حيث الوضع الإنساني، ومن حيث إنقاذ الآلاف… معظمهم من الأطفال”.

يمنى تحتفل بعيد ميلادها في أجواء سعيدة

الدكتور غسان أبو ستة، جراح

بريشة: ماريا ويست

“أنا الدكتور غسان أبو ستة، جراح تجميل وترميم. أنا متطوع بريطاني فلسطيني مع منظمة أطباء بلا حدود”. وتقدم المنظمة الرعاية الإنسانية والطبية الطارئة للمتضررين من النزاعات والأوبئة والكوارث والاستبعاد من الرعاية الصحية، وهي منظمة مستقلّة ومحايدة وغير متحيّزة. وتشير إلى أن هذه القواعد ليست مرادفة للصمت، وأنها ملزمة بواجب رفع صوتها والتحدث نيابةً عن مرضاها من باب الالتزام بالتعددية والعدل والشمولية.

الجرّاح غسان أبو ستة

أصبح الدكتور أبو ستة من الشخصيات الطبية الرائدة في فلسطين بعد ظهوره في مقاطع الفيديو المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، ومثال ذلك الفيديو الذي يصف فيه ظروف العمل في المستشفى الأهلي العربي في غزة، والذي يقول فيه: “بعد نهاية إحدى العمليات، سمعنا صوت صاروخ يتليه انفجار هائل أحدث دمارًا في غرفة العمليات. وعندما توجهنا إلى غرفة الطوارئ بدينا نرى جثث القتلى والجرحى. كانت هناك أعداد هائلة من الجرحى جروحهم صعبة، بعضهم بُتِرَت أطرافهم وبعضهم أصيبوا بإصابات بالغة”.

أبو ستة يعقد مؤتمرًا صحفيًا خارج المستشفى الأهلي العربي بمدينة غزة، حيث قُتِلَ مئات الأشخاص إثر انفجار وقع يوم 17 أكتوبر

محمد الغولة، طبيب

بريشة: ماريا ويست

في تصريحه لـ”ذا نيويورك تايمز” في أعقاب الانفجار الذي وقع في المستشفى الأهلى العربي بمدينة غزة يوم 17 أكتوبر: قال الدكتور محمد الغولة: “لم نر شيئًا كهذا في حياتنا. إنها أول مرة أرى فيها جثثًا وأشلاء جثث وأطفالاً ونساءً. لقد كان له أثر بالغ علينا”. وجدير بالذكر أن المستشفيات في غزة تمثل ملجأً للفلسطينيين، بل ويعتبرونها ملاذهم الآمن.

نشر لأول مرة على صفحات عدد نوفمبر 2023 من ڤوغ العربية.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى