فنانات عربيات صاعدات يعلنَّ بزوغ عصر جديد في عالم الموسيقى في الشرق الأوسط
تسعى هؤلاء الفنانات العربيات الصاعدات، اللواتي يعلنَّ بزوغ عصر جديد، إلى تطوير مستقبل عالم الموسيقى في الشرق الأوسط. وبينما يمضين قُدُمًا في مسيرتهن الفنية، يكشفن عن أحلامهن وتحدياتهن
سلّطت “سبوتيفاي” الضوء في الصيف الماضي على المغنية الفلسطينية الأردنية زين بوضع صورتها على لوحة إعلانية في ميدان التايمز بنيويورك. ومن ناحية أخرى، أسرت الفنانة المصرية لورا ميخائيل جمهور جدة في وقت سابق من هذا العام، وأصبحت أول امرأة عربية تحصل على منحة “بوتشيلي – جميل” المرموقة عام 2021. وفي الوقت نفسه، قدمت الفنانة كوزميكات، أول منسقة أغاني “دي جي” سعودية، أول عروضها في الولايات المتحدة بمهرجان “ألترا ميامي”، أحد أشهر مهرجانات الموسيقى الإلكترونية. وهذا كله يبرهن على أن هذا العصر هو أفضل زمن على الإطلاق للموسيقيات العربيات على تنوّع مجالات تخصصهن. وقد شهد عالم الفن في الشرق الأوسط، على مدار عشرات السنوات، عددًا من أعلام الموسيقى من النساء، مثل أم كلثوم، وفيروز، ووردة، وصباح، وغيرهن. وقد تركت هؤلاء الفنانات، بعد نجاحهن في التغلّب على ضغوط المجتمع ووصمة العار المرتبطة بهذه المهنة، أثرًا سيظل باقيًا في هذه الصناعة بالمنطقة.
وفي الماضي، لم يكن دخول عالم الموسيقى مقبولاً غالبًا، نظرًا للفروق الثقافية المختلفة. وتقول المطربة المغربية منال بنشليخة، التي يتابعها على إنستغرام عدد هائل من المتابعين يبلغ قرابة أربعة ملايين متابع: “يُفرَض عليكِ كفنانة عربية تحديات يومية لأنكِ قد تشعرين بأن الناس تحكم عليكِ. وعليكِ التعامل مع السياقات الثقافية والدينية الفريدة التي تشكل نظرة مجتمعنا للنساء”. والآن، ظهر جيل جديد من الفنانات الصاعدات يشكلن عالم الموسيقى في المنطقة ويجسّدن روح العصر بصورة لم يسبق لها مثيل. على سبيل المثال، يبرهن نجاح كوزميكات على التقدّم الذي أحرزته السعودية، بينما تسلّط مغنية الراب والمطربة الإماراتية الماس الضوء على تطوّر موسيقى البوب الخليجية. تقول زين: “شهدت السنوات الأخيرة طفرة كبيرة في عدد الفنانات العربيات، وخاصة في مجال الموسيقى البديلة. وهو ما يمثل تناقضًا صارخًا مع الوضع قبل عشر سنوات حين كان عددهن قليلاً وكن يظهرن على فترات متباعدة”. وتضيف أن مواقع التواصل الاجتماعي قامت بدور محوري في تضييق الفجوة بين الفنانات وجمهورهن، ويسّرت للناس التواصل معهن ومتابعة فناناتهن المفضّلات على الإنترنت.
كما أدت منصات البثّ المباشر مثل “سبوتيفاي” ورؤيتها الرائدة في تقدير الفنانات إلى زيادة تمثيل الفنانات العربيات. وقد ساعدت مبادرة “صوتك”، التي انطلقت عام 2020، الموسيقيات بالتعليم وإقامة العلاقات والدعم التسويقي لإيصال أصواتهن وتحقيق انتشار أكبر لهن. وهنا، تتحدث ڤوغ العربية إلى تسع فنانات عربيات -من عالم البوب والموسيقى الغربية الكلاسيكية والإلكترونية- ممن غيّرن مسار صناعة الموسيقى في الشرق الأوسط.
تام تام
تقول المغنية وكاتبة الأغاني تام تام: “أثناء إطلاق أغنيتي الأولى، كنت قلقة من رد فعل الناس حين يكتشفون أنني امرأة عربية، لذا اخترت اسمًا عالميًا”. وكانت المغنية السعودية تستمتع دائمًا بالغناء في طفولتها، وحين بلغت الحادية عشرة من عمرها، تخيّلت نفسها على المسرح وأحالت هذا الخيال إلى حقيقة في النهاية. “كان والدي يدعونني دائمًا بـ”الدكتورة”، وحين أخبرته أنني أريد أن أصبح مغنية، كنت قلقة للغاية – ولا زلت أتذكر ذلك الشعور”.
وانتقلت تام تام إلى لوس أنجلوس لتحقيق حلمها في عالم الموسيقى، قبل ظهور هذا المجال في السعودية، وأخذت تكافح مخاوفها وقلقها على طول الطريق. وتوضح أنه في بداية مسيرتها الفنية كانت التحديات التي واجهتها تأتي من أعماقها – أفكار عن ما يُسمح أو لا يُسمح للمرأة بعمله. “كتبت حينها أغنيتي ’Gender Game‘، ولكنني تعلمت بسرعة أنني الوحيدة القادرة على إيقاف نفسي أو الاستمرار. واخترتُ الخيار الأخير الذي فتح عيني ووسع آفاقي. وأدركتُ أنني أتحكم في حدود ما يمكنني تحقيقه”. وتُعدّ موسيقاها مزيجًا من موسيقى البوب البديلة والـ”آر آند بي” البديلة مع تأثيرات عربية، وتعكف الفنانة حاليًا على إعداد ألبوم كامل، وتأمل في أن تقوم بجولة عالمية به.
نوف سفياني الشهيرة بـ”كوزميكات”
توضح نوف سفياني، أول امرأة تعمل منسقة أغاني دي جي بالسعودية، قائلةً: “كانت الموسيقى دائمًا تشعل حماستي – فهي تلمسني وتأخذني إلى حالة مزاجية مختلفة”. وُلِدَت نوف ونشأت في جدة، وكان لدى طبيبة الأسنان سابقًا والتي اتجهت إلى الموسيقى دائمًا ميول موسيقية. وعندما كانت طفلة، كانت تجمع أشرطة الكاسيت في كثير من الأحيان، وتذكر أنها كانت تستخدم برنامج إنتاج الموسيقى FL Studio عندما كانت بالمدرسة الثانوية. وبعد حصولها على بكالوريوس جراحة الفم والأسنان، بدأت اتصالها بساحة الموسيقى الإلكترونية المحلية عام 2016. “لقد كانت مناسبة جدًا في ذلك الوقت وألهمتني أن أحظى بتجربتي الخاصة – ألا وهي مزج موسيقى الرقص كمنسقة أغاني ’أندرغراوند‘”.
وبطبيعة الحال، كان ترك عملها كطبيبة أسنان من أجل الموسيقى قرارًا مخيفًا نظرًا لأن المشهد الموسيقي كان محدودًا في ذلك الوقت. ولكن لأنها تؤمن بالمخاطر المحسوبة، أقدمت على هذه الخطوة. “عندما كنت طبيبة أسنان، كنت أساعد أستاذًا في تقويم الأسنان ولاحظ أنني أحضر حاسوبي المحمول إلى المكتب يوميًا لأبدع المقطوعات الموسيقية فيما بين مواعيد زيارات المرضى. فقال لي: “يا ابنتي، من الأجدر بكِ أن تكوني منسقة أغاني… فهذا أفضل لكِ”. ومنذ ذلك الحين، شاركت نوف في عدد من أكثر المهرجانات الموسيقية شهرةً، مثل مهرجان ألترا ميامي، ومهرجان إكزيت، وساوند ستورم. تقول: “أستمتع بالنظر إلى وجوه الناس عندما أخبرهم بأنني من السعودية”.
نور
تقول فنانة السينثبوب نور: “إن دخولي هذا المجال كامرأة أمر مرهق للأعصاب إلى حد كبير – فهناك كل هؤلاء الرجال من حولكِ، وبعضهم يرى أن من حقه أن يملي عليكِ ما ينبغي فعله وكيفية القيام به”. نشأت المبدعة الشابة في القاهرة وتدرس حاليًا تصميم الأزياء، ونبع اهتمامها الكبير بالموسيقى منذ الصغر. وغالبًا ما كانت تشارك في عروض المواهب المدرسية جنبًا إلى جنب الحفلات الغنائية الأخرى، وكانت تعلم أنها تريد أن تصبح مغنية. بدأت نور إصدار الأغاني عام 2021، وكانت أول أغنية “سنغل” لها بعنوان Purple Heart (قلب أرجواني) ومنذ ذلك الوقت انطلقت في مشوارها الفني. وتتمتع نور بالصراحة والوضوح حيال التحديات التي تواجهها، وتضيف أنها كثيرًا ما شعرت بالوحدة في رحلتها. “كان عليْ أن أحفز نفسي طوال الوقت. كان الناس يهتفون لي ويشجعونني، ولكن لم يكن لدي ذلك الصديق أو الفرد من العائلة الذي يقول لي: “يمكنكِ القيام بذلك”، أو “أستطيع مساعدتكِ”. لقد كنت وحدي تمامًا طوال الطريق. وعندما أعود وأنظر إلى ما مضى، يعتريني فخر شديد بنفسي”. ورغم أن شعورًا بالرغبة في الاستسلام كان يطاردها في بعض الأيام، فقد ثابرت إلى أن كللت جهودها بالنجاح في نهاية المطاف. وتركز أحدث أغنياتها “السنغل” بعنوان “وانا”، التي شارك في إنتاجها المنتج المصري أحمد كبارة، على الحزن والأسى. تقول: “أردت أن أبث هذا الشعور بالطمأنينة بأنكِ تعانين الألم نفسه الذي أعانيه – وهذا يعني أن حزني مهم لأنه يهمك أيضًا”.
الماس
وُلِدَت المغنية الإماراتية الماس وترعرعت في دولة الإمارات، وبدأت مشوارها الفني في عالم الغناء بينما لم يتجاوز عمرها خمسة عشر عامًا. نشأت الماس في مدينة خورفكان، وصرحت بأن وجودها بالقرب من الشاطئ والجبال قد ألهمها خلال رحلتها الموسيقية. تقول: “درست مجالات عديدة في الجامعة، من بينها المسرح الموسيقي، لكنني تركت الدراسة كي أستطيع التركيز أكثر على مسيرتي الغنائية”. واستهلت الشابة الإماراتية مشوارها الفني بأغاني البوب الخليجية والأغاني العراقية، وأصدرت العديد من الأغاني الناجحة التي من بينها أغنية “شسوي بيه”. وبعد ذلك، قررت استكشاف ألوان غنائية مختلفة، ومن ثَم شرعت في تجربة موسيقى الراب وابتكار إيقاعاتها الخاصة، كما تعاونت مع منتجين موسيقيين من الشباب. تقول: “اقتحمت مشهد الراب قبل ثلاث سنوات، وهكذا يمكن القول إنه بإمكاني تقديم الأغاني العادية وأغاني الراب”.
وبينما تؤمن بأنها لم تحطم أي حواجز كمغنية راب إماراتية، فهي تعتقد أن موسيقاها ساعدت في تغيير وجه موسيقى البوب الخليجية من خلال استكشافها أصوات جديدة. يُذكَر أن الماس غنت أيضًا في حفل افتتاح “إكسبو 2020″، جنبًا إلى جنب كوكبة من كبار نجوم الفن مثل حسين الجسمي وميسا قرعة، حيث صدحت بالأغنية الرسمية “هذا وقتنا”. وعن هذا الإنجاز، تقول: “كان أحد أكبر إنجازاتي – لقد سمعت عن “إكسبو 2020″ وأردت أن أكون جزءًا منه. لقد عملت بجد من أجل ذلك.”
عائشة الزياني
تتمتع المطربة القطرية عائشة الزياني بصوت يأسركم على الفور. استمعوا إلى أغانيها في سلسلتها “راديو لانا ديل راي” على إنستغرام وستشعرون بالقشعريرة. تقول: “بدأتُ تلك السلسلة بعد انقطاع طويل عن مواقع التواصل الاجتماعي، وكانت وسيلة للتواصل مع المتابعين مرة أخرى”. وقد حصلت المطربة الشابة، التي ترعرعت بين قطر والإمارات، على درجة البكالوريوس في الفنون الجميلة، وتخصصت في الرسم وفن الطباعة مع تخصص ثانوي في تاريخ الفن من جامعة ڤرجينيا كومنولث في الدوحة، ولم تفكر أبدًا في البداية في احتراف الغناء. تقول: “اتصلت بي الملحنة القطرية دانا الفردان للتعاون معها في ألحانها بعدما شاهدتْ مقطع فيديو لغنائي على إنستغرام. وقبلتُ عرضها، وبقية القصة معروفة”.
ومنذ ذلك الحين، وعائشة تحقق إنجازات مهمة، مثل مشاركتها في أداء الأغنية الرسمية لكأس العالم لكرة القدم 2022، “هيّا هيّا”، والغناء أمام ملايين المشاهدين في الحفل الختامي لكأس العالم. توضح: “أشعرُ بالامتنان والفخر لأني خضت هذه التجربة في وقت مبكر جدًا من مسيرتي الفنية”. وبعدما أمضت بعض الوقت في العناية بصحتها إثر فترة عصيبة في حياتها الخاصة، تعود الفنانة الشابة إلى الساحة بقوة. وعن ذلك تقول: “سأطلق أغنياتي عالميًا، وأعمل حاليًا على بعض المشروعات الجديدة المثيرة للغاية والتي لا أستطيع الانتظار لمشاركتها مع العالم”.
زين ساجدي المعروفة اختصارًا باسم زين
تقول الفنانة زين ساجدي: “لطالما كانت الموسيقى تستحوذ على جانب كبير من اهتمام عائلتنا – فقد نشأت شقيقاتي على عزف البيانو، وتمتلك أمي وجدتي صوتًا جميلاً”. وتضيف أن والديها لاحظا حبها للموسيقى منذ صغرها وألحقاها بدروس للعزف على البيانو والغناء لتنمية موهبتها. تقول: “قبل بضعة أشهر، شاهدنا بعض مقاطع الفيديو المنزلية وصادفنا مقطعًا منها أظهر فيه عندما كنت في الخامسة من عمري. وفي الفيديو، قام والدي، على سبيل المزاح، بدور المحاور وقدمني كمغنية وراقصة وصانعة ألعاب مشهورة عالميًا. لقد كان الأمر خياليًا – تمامًا كما لو كان قد تنبأ بالمستقبل وعرف المسار المقدر لي”.
كانت المغنية الأردنية، التي تعود جذورها إلى مدينة نابلس الفلسطينية، تعيش في لندن عندما تسببت ظروف الجائحة في تعطيل خططها المهنية، ثم عادت إلى عمّان – ليصدق عليها مقولة “رب ضارة نافعة”. وبدأتْ في تسجيل أغاني الغلاف ونشرها على حسابها في “إنستغرام”، ثم التقت بعد ذلك المنتج ناصر البشير وشرعت في إبداع أول أغنية أصلية لها. ومنذ ذلك الوقت، أصدرت العديد من الأغاني “السنغل” الناجحة، من بينها أغنية “مني أنا”. وستكون الأشهر القليلة المقبلة مفعمة بالإثارة والحماس بالنسبة لزين، حيث إنها مشغولة بإعداد ألبومها المصغر المقبل والتخطيط للانطلاق في جولة محدودة في عدد من المدن المختارة بالمنطقة.
منال بنشليخة
تتحدث المطربة منال بنشليخة عن عدم المساواة بين الجنسين قائلةً: “يجب عليكِ كفنانة، في كثير من الأحيان، أن تبذلي جهدًا أكبر لتكتسبي الاحترام والتقدير”. وتُعدّ منال أول فنانة مغربية توقع لـ”سوني الشرق الأوسط”، ومن الإنجازات التي حققتها أيضًا أنها أصبحت أول فنانة عربية تغني في منصة “كلرز ستوديو”، كما شاركت في أغاني كأس العالم لكرة القدم 2022 كما غنت في حفل الختام. وبدأ حبها للغناء في وقت مبكر، وكانت عائلتها تشجعها دائمًا. تبتسم قائلةً: “في طفولتي، كنتُ دائمًا أغني بصوت صاخب حتى إن الجيران كانوا يأتون كثيرًا إلى أمي للشكوى من الضوضاء والتعبير عن انزعاجهم الشديد من غنائي. والآن فقط فهمت وجهة نظرهم تمامًا”.
والاشتغال بالفن تجربة عاطفية وشخصية ومهنية مضطربة دائمًا. وعنها تقول منال: “هذا يعني أن تصبي كل شغفكِ وخبراتكِ في فنكِ. وحياتي الخاصة تؤثر بشدة على موسيقاي”. ويحمل ألبومها الأخير، “قلب عربي مجروح”، أهمية كبيرة لها؛ ففي هذا العمل تسعى إلى تسليط الضوء على الآلام التي تعانيها المرأة طوال حياتها، والتي لا تقتصر فقط على الأحزان الرومانسية بل تشمل أيضًا جميع أنواع الاضطرابات العاطفية التي يسببها المجتمع والأسرة. “أريد أن ألفت الانتباه إلى أن هذا الألم قد يكون مصدر قوة للنساء، فقد سئمت من تصويرهن كضحايا؛ إنهن في هذا الألبوم يتصدرن المشهد كشخصيات قوية وباسلة لا تخشى شيئًا وعلى أهبة الاستعداد للتغلّب على القوى التي حطمتهن في البداية”.
يارا مصطفى
وُلِدَت الممثلة ومغنية السوبرانو المدرَّبة يارا مصطفى في السعودية ونشأت في الكويت والأردن، وكرست أربع سنوات للغناء المسرحي الموسيقي. تقول يارا: “كنت أعلم دائمًا أنني أستطيع الغناء، ولكن لم يتسن لي أبدًا فهم مدى قدراتي الصوتية تمامًا حتى التقيت بمرشدتي أليسون تراتنر عندما كنت في الرابعة عشرة من عمري”. وأمضت يارا ساعات لا تُحصى في التدريب لبناء قدرتها على التحمل، وتضيف أن التواجد على [مسرح] برودواي كان دائمًا هدفها. وشاركت المطربة الشابة في مسلسل “مدرسة الروابي للبنات” على نتفليكس عندما كان عمرها 17 عامًا فقط، وهو ما تعتبره أهم إنجازاتها. تقول: “عندما علم صانع المسلسل أن بمقدوري الغناء وطلب مني تسجيل أغنية رئيسية بالمسلسل، كانت الفرحة لا تسعني. كنت في غرفتي بالمسكن عندما تلقيت الاتصال وبدأت أقفز [من الفرحة] ما أن أغلقت سماعة الهاتف!”.
وتوضح أنها كافحت خلال رحلتها حتى الآن للتغلب على التوقعات المجتمعية التي كانت تثنيها في بعض الأحيان عن مواصلة مسيرتها الموسيقية، بيد أنها ثابرت. “دفعني هذا للتصدي للتوقعات الراسخة التي فرضت عليْ كامرأة عربية في هذه الصناعة”. وقامت المطربة مؤخرًا بتصوير أولى أغنياتها، وهي متحمسة بشأن تاريخ إصدارها.
لورا ميخائيل
في وقت سابق هذا العام، وقفت السوبرانو المصرية لورا ميخائيل على خشبة المسرح جنبًا إلى جنب أندريا بوتشيلي في العُلا لتقدم أغنية “كانتو ديلا تيرّا” بأدائها الساحر. ويمكن القول إن رحلة لورا ميخائيل، التي تُعدّ أول امرأة عربية تحصل على منحة “بوتشيلي – جميل” المرموقة للدراسة بالكلية الملكية للموسيقى، كانت ملهمة بمعنى الكلمة. تقول: “أنا من مدينة صغيرة تسمى المنيا، والدي طبيب وأمي مهندسة. وكان اختيار مهنة غير تقليدية مثل الغناء الكلاسيكي أمرًا غير شائع”. ولكنها أصرت على موقفها وسعت للحصول على منحة للغناء في الخارج رغم تعرضها لأسئلة على شاكلة “ماذا ستفعلين بهذه الشهادة؟”.
وظهر شغف السوبرانو بالغناء منذ نعومة أظافرها، وتتذكر وقوف الحضور وتحيتها بالتصفيق الحار لدى غنائها في جوقة كنيستها كمؤدية منفردة خلال قداس عيد الفصح. وفي تلك اللحظة تحديدًا قررت أن تصبح مغنية كلاسيكية. تقول: “يشرفني أن أكون أول امرأة عربية تحصل على منحة “بوتشيلي – جميل”. ولكن ذلك يضع مسؤولية على كاهلي، فكثير من المطربين الكلاسيكيين الشباب يتطلعون إليْ ويطرحون عليْ أسئلة حول كيفية وصولي إلى ما أنا عليه. يجب أن أتطور دائمًا فيما أقوم به كمغنية أوبرا”. يُذكَر أن لورا ستقدم، لاحقًا، حفلاً غنائيًا في دبي أوبرا، حيث ستلعب شخصية جين إير في أول دور بطولة لها بالتعاون مع شركة “غرين أوبرا” في لندن.