لايف ستايل

أحمد حاتم ودياموند أبو عبود في حوار حصري عن دورهما في فيلم حسن المصري


أحمد يرتدي بدلة من Mo’men Awad؛ وينتعل حذاءً من Concrete دياموند ترتدي فستانًا من Sau Lee؛ وبليزر من Cavalli؛ وتنتعل حذاءً بكعب عالٍ من Valentino؛ وتتزيّن بمجوهرات من Pink Sand تصوير Louay Nasser تنسيق الأزياء Byhgazia

عمل واحد جمع بين ممثلة لمع نجمها في لبنان وبين ممثل حقق نجاحاً ملحوظاً في مصر. يحبّ كلاهما التمثيل ويعتبران أنه أرض خصبة للإبداع. هي رأت في الأعمال المشتركة امتداداً لمهنة الممثل وتساهم في تطويرها وتتيح له الفرصة لأن يصل صوته وثقافته إلى المجتمعات المختلفة، وهو يطمح للوصول إلى العالمية وإن كان بشكل تلقائي لا واعي.

في إطار من الأكشن والتشويق والإثارة، اجتمع الممثل المصري أحمد حاتم والفنانة دياموند أبو عبود ليقدّما معاً فيلم «حسن المصري» وهو عمل متميز من تأليف نورا لبيب وسيناريو وحوار سمر طاهر وإخراج اللبناني سمير حبشي، ومن إنتاج شركة أفلام مصر العالمية للمنتج جابي خوري. شكّل الممثلان ثنائية رائعة نقلا من خلالها قصة حسن المصري القادم من مصر إلى لبنان ويرويان في إطار تشويقي ما مرّ به من مشاكل.

يتحدث أحمد عن دوره في الفيلم فيقول: «حسن المصري» عمل مختلف، تصنيف درامي مختلف، فهو يجمع بين الأكشن والدراما، وهي genre أحبها كثيراً وكنت أتمنى أن أؤديها، وهي تختلف عن الأكشن الذي يعتمد بشكل كبير على مشاهد الحركة، أما التصنيف الذي ينتمي إليه فيلم «حسن المصري» فيتناول قصة يتابعها المشاهد ويتأثر بها وينفعل معها، حسن المصري يتعرّض لحادث بشع يتسبب في وجود إعاقة لديه، يمكن أن نعتبرها إعاقة نفسية أيضاً وليست جسدية فقط، وهي من التفاصيل الدرامية التي أحبها جداً وأحب أن أؤديها وأعبر عنها وعن أصحابها».

ومن جهتها، تصف دياموند تجربتها إلى جانب أحمد فتقول: «الفنان أحمد حاتم ممثل جيد جداً، يحب عمله ويحترم زملاءه ويسمع للآخرين، ومنفتح على أي رأي أو اقتراح، وهذه نقاط مهمة تساهم في أن يصل العمل إلى أبعاد ونتائج أفضل، وتضيف: «ما جعلني أوافق على هذه التجربة، هو حماسي الكبير للدور، ولفريق العمل وشركة الإنتاج (جابي خوري) والمخرج سامي حبشي، حيث أن كل منهم كان حريصاً على تقديم أفضل ما لديه لنجاح الفيلم». كما أنّها تؤكد أنها من خلال تجاربها الفنية لم تواجه عراقيل عند التعامل مع الرجال من الفنانين، بالعكس، فقد حظيت في كل تجربة مرّت بها باحترام متبادل بينها وبينهم رقي فني.

دياموند ترتدي توب من Sandro؛ وتنورة من MAJE؛ وتنتعل حذاءً من YSL؛ المجوهرات من Pink Sand تصوير Louay Nasser تنسيق الأزياء Byhgazia

دخلت دياموند عالم التمثيل بعد نيلها درجة الماجستير في التمثيل والإخراج من الجامعة اللبنانية – كلية الفنون الجميلة والعمارة 2 – قسم المسرح والسينما، حيث تدرّس الآن التمثيل والإخراج. أظهرت إلماماً واسعاً بالإخراج والتمثيل بفضل تحصيلها العلمي، تعرّفت على أدواتها كممثلة وأصبحت أكثر اضطلاعاً بمدارس التمثيل المختلفة والتقنيات الفنية بشكل أوسع. وهي تعتقد أن الفن شيء راقي، يحكي عن قضايا الإنسان والمجتمع، ويطرح أبعاداً إنسانية، ويبرز زوايا مختلفة، وتطالب أن يدخل بشكل أساسي في المناهج الدراسية حتى يكون وسيلة يستطيع الأطفال التعبير عن أنفسهم من خلالها، وتكون وسيلة علاج نفسية لهم، وتؤكد  أنّ وجودها القوي اليوم على الساحة الفنية ما هو إلا تراكم لحصيلة من الأعمال التي ساهمت في تطوير رؤيتها، ووصلت بها إلى ما هي عليه في الوقت الراهن ولا ترجع نجوميتها أو انطلاقها لأي دور لعبته أو أي عمل فنّي شاركت فيه.

أما أحمد، فقد جذبته الشاشة الصغيرة مما شجعه على القيام بخطوة مهمة تجلّت في الانتقال من الإعلام إلى التمثيل، مستفيداً من خلفيته في المجال الإعلامي التي ساعدته على رؤية الأمور من خلال عدسة الكاميرا وقوة الكلمة المكتوبة. وفي عالم التمثيل استكشف مجالات الإبداع وسرد القصص بطريقة جديدة تمامًا، إلى أن توّصل إلى مرحلة بات فيها قادراً على إحياء الشخصيات والانغماس في فن الأداء. وقد صقل ما تشرّبه منذ سن مبكرة من أداء بعض أهم الفنانين والشخصيات المؤثرة، فبدأ أحمد بدراسة التمثيل على يد أ. عبد الهادي ولا يزال حتى اليوم يستعين بمدرب تمثيل مع كلّ دور جديد حرصاً منه على التغيير كي لا يكرر نفس المنهج في التدريب طوال الوقت.

ولكلّ من النجمين نظرته إلى مهنة التمثيل. تؤمن دياموند أنّ الأعمال المشتركة تثري العمل نفسه، فالقضية التي يطرحها العمل الفني يتم إبرازها بشكل أفضل للمجتمع من خلال الأعمال المشتركة فبنظرها عالمنا العربي والعالم كله اليوم أصبح منفتحاً على بعضه البعض، وأن الدراما والسينما، بل الفن بشكل عام، يعكس الواقع، وينقل قضايا الناس وقلقها عن هذه الأعمال تقول: «دور الممثل لا يقتصر على بلده فقط، بل يشمل العالم كله، والأعمال المشتركة هي امتداد لمهنته وتساهم في تطويرها، وتتيح له الفرصة لأن يصل صوته وثقافته إلى المجتمعات المختلفة».

أحمد يرتدي معطفًا من Burberry؛ وجاكيت من Calvin Klein؛ وبنطلونًا من Tommy Hilfiger؛ وينتعل حذاءً من DR Martens تصوير Louay Nasser تنسيق الأزياء Byhgazia

أما أحمد فيقدّر الفرص التي أتاحت له الاجتماع مع ممثلين كبار في الكثير من الأعمال التي قدّمها وهذا خلق نوعاً من الألفة بين أصحاب الكار الواحد، حيث يتشاركون تجاربهم وآراؤهم وحكمتهم. تُترجم هذه العلاقة الصحية إلى كيمياء تظهر على الشاشة والتي تلقى صدى لدى الجماهير، مما يجعل أدائهم أكثر جاذبية، وهذا ما أكّده أحمد حيث قال: «هناك علاقات حقيقية في الوسط، علاقات صادقة، بقدر قسوة هذه المهنة، إلا أنها تقرب بين الناس، خاصة وأننا نقضي وقتاً كبيراً معاً داخل مواقع التصوير الأمر الذي يخلق حالة من الألفة تشعرنا وكأننا عائلة واحدة، وهذا سرّ علاقتي القوية بالفنانة يسرا التي وقفت أمامها في 3 أعمال مختلفة».

البدلة الدنيم من Dina Shaker؛ المجوهرات من PINK SAND تصوير Louay Nasser تنسيق الأزياء Byhgazia

وتتحدّث دياموند عن الأدوار التي لعبتها وعن طريقها الفنّي الحافل بالإنجازات والجوائز وتؤكّد أنّ لكل  دور لعبته له خاصيّته وتقول: «كل دور في حد ذاته هو تحدٍ لي، حيث أحاول أن أصل فيه إلى أفضل النتائج، بغض النظر عن الطرح والبنية الدرامية للشخصية، وأعتبر أصعبهم على الإطلاق هو الدور الذي فزت عنه بجائزة أفضل ممثلة بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي،
وغيره من المهرجانات الأخرى بالعالم، وهو دوري في فيلم «في سوريا» للمخرج البلجيكي الفرنسي فيليب فان، حيث كان دوراً صعباً على المستوى الجسدي والنفسي والعاطفي». في المسرح تحب دياموند الراقصة والكوريوجرافر بينا باوش، يعجبها نمطها الخاص الذي خلقته لنفسها وجعلها مميزة في طريقة تعبيرها على المسرح وفي التمثيل، تحب الممثلة ميريل ستريب والممثل دانيال دي لويس.

بالإضافة إلى العمل الجديد والشغف بعالم التمثيل، يتشارك دياموند وأحمد الاهتمام بالشأن الإنساني. فقد استخدم أحمد دوره كممثل وكرياضي، فهو سبّاح محترف شارك ضمن منتخب مصر للسباحة في بطولة موسوعة جینیس لسباق التتابع 100×50م، وحطم ھو وفریقه الرقم القیاسي في ھذا السباق، لدعم المجتمعات المهمشة، ودعم المساعي الخيرية. ومن خلال فنه، يلهم أحمد الجميع لاستخدام مواهبهم من أجل الصالح العام، ويذكرنا بأن الفن لديه القدرة على إحداث تغيير إيجابي في المجتمع. یحرص أحمد على المشاركة في مبادرات لدعم اللاجئين وزيارة مخيماتهم لتقديم المساعدات لهم، وذلك بالتعاون مع المفوضية العلیا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئین، وقد اختارته السفارة البريطانية بالقاهرة سفیراً للشؤون الاجتماعیة، لیعلن أحمد عن إطلاق السفارة لمنحة «لھا ومعھا» للمساعدة في الجھود المبذولة في مصر، لمواجهة العنف القائم على النوع الاجتماعي. قبل ھذا أطلق أحمد مبادرة
«عربیة الخیر» في موسمي رمضان 2020 و2021، لتوزيع وجبات الإفطار على الصائمين من المحتاجين في شوارع القاھرة، وبالتعاون مع المفوضية اتسعت دائرة «عربية الخیر» لتشمل اللاجئين أیضاً.

أحمد يرتدي قميصًا من Sandro؛ وبنطلونًا من Tommy Hilfiger دياموند ترتدي فستانًا من Calvin Klein؛ وتنتعل حذاءً من YSL؛ وتتزيّن بمجوهرات من Pink Sand

ومن جهتها، تركّز دياموند بشكل عميق على الجانب الإنساني في حياتها المهنية، ويعكس عملها فهمًا عميقًا للعواطف والتجارب والعلاقات الإنسانية، ويصوّر نسيجًا حيويًا للحالة الإنسانية من خلال فنّها. ومن خلال تفانيها الصادق في تصوير جوهر الإنسانية، فإنها تخلق قطعًا لها صدى لدى المشاهدين على مستوى شخصي عميق، مما يسد الفجوة بين الفن والتجربة الإنسانية المشتركة وهذا أكّدته في قولها: «أدعم كل قضية إنسانية يمكن أن تساعد الناس حول العالم، وأشجع تسليط الضوء عليها من خلال الفن، وأتحمس للمشاركة في هذه الأعمال والالتزام بها عندما يتم تقديمها بشكل فني حقيقي وصادق وبشكل إنساني شفاف».على الصعيد الشخصي، يتشارك النجمان ببساطة حياتهما وتقديسهما للأسرة. فأحمد إنسان عادي وبسيط جداً، يحب أصدقاءه ويعشق السفر والرياضة والأنشطة المختلفة بشكل عام، ويحب أن يجرب أشياءً جديدة، كما يحب أيضاً أن يخصص وقتاً للقراءة والكتابة والاستماع للموسيقى. يحب الصباح الهادئ، لذلك يفضل أن يكون بمفرده لفترة من الوقت بعد الاستيقاظ من النوم، حيث يستفيق ويتناول إفطاره بهدوء، ثم يراجع جدول مواعيده. أحمد من الأشخاص الذين يفضلون الذهاب إلى المواعيد وقضاء المشاوير مبكراً، لكي يستغل النصف الثاني من اليوم في مقابلة أصدقائه. أما عن هواياته قال: «أحب كل أنواع الرياضة وخاصة السباحة، والبادل وكرة القدم، كما أحب اكتشاف نفسي في رياضات أخرى جديدة طوال الوقت، مثل الاسكواش ولعبة الكوركيه التي أمارسها من وقت لآخر، بالإضافة إلى ألعاب الذكاء التي تثير الانتباه وتحفز على التفكير مثل mooR epacsE وما شابهها».

كذلك الأمر بالنسبة لدياموند التي رغم حبها للسفر وشغفها بالتعرف على حضارات وثقافات جديدة وعشقها للبحر وتسلق الجبال إلا أنها تحب البيت وقضاء الوقت فيه مع زوجها وعائلتها وكلابها، وقد تحدثت عن عائلتها فقالت: «عائلتي هي حياتي، هي الأمان والمرجع والحضن والثقة والدفء والحب، تعلمت منهم الإنسانية والتواضع والصبر والإيمان والكرم». وعن الفنان هاني عادل الذي قررت أن تكمل حياتها الشخصية معه تقول: «وجود هاني أثرى حياتي الشخصية والفنية، هو فنان وإنسان حقيقي وشخص صادق وشفاف، يقدّم الفن الذي يؤمن به ويحترمه. دائماً ما يدعمني، ألجأ إليه وأثق في آرائه ونصائحه، وهو شخص ذكي وحساس جداً وعنده خبرة كبيرة، يمنحني الشعور بالأمان والثقة، وأنا دائماً فخورة به وبكل ما يقدمه، لأنني أؤمن به وبفنه». وللعلاقات الإنسانية مكانة مهمة جداً في حياة دياموند وتقول: «زوجي وأهلي وعائلتي هم السكن والثقة والأمان والمرجع، أعطيهم حياتي كلها».

لا تكلّ ولا تتعب دياموند من عالمها الفني فهي ما إن تنتهي من عمل لتحضر لآخر، فبعد فيلم حسن المصري تشارك دياموند بفيلم «أرزة»، حيث تجسد شخصية أرزة من إخراج ميرا شعيب، كتابة لؤي خريش وفيصل شعيب، وإنتاج إمبيات لايت (علي العربي)، والموسيقى التصويرية لهاني عادل وعن هذا العمل تقول: «فيلم حقيقي وشخصياته حقيقية، يعكس واقع المجتمع اللبناني، وزوايا كثيرة من المجتمع، من المهم أن نبحث عنها اليوم».

يشعر أحمد بالرضا والامتنان بدرجة كبيرة لما حقّقه حتّى يومنا هذا ولكن سرعان ما استدرك الوضع وسأل نفسه: «هل أنا مكتف أو هل أرى أنني قد حققت كل شيء؟ لا، فأنا أعتبر نفسي طوال الوقت لم أحقق شيئاً، لذلك لا أتوقف أبداً عن أن يكون عندي أحلاماً وطموحات متجددة». ويتمنى أحمد أن يجسد شخصية تاريخية من التراث العربي الإسلامي، وأن تكون شخصية مؤثرة وملهمة للعالم كله. بعد «حسن المصري» يشارك أحمد في فيلم «حدوة الأيام الباقية» من تأليف الروائي محمد صادق وإخراج ماندو العدل وإنتاج أحمد السبكي، تجربة صعبة ومهمة وجديدة.

 

ظهر الموضوع للمرة الأولى على صفحات عدد نوفمير 2023 

 

تصوير Louay Nasser

تصفيف الشعر Mina Mounir

المكياج Diana Harby

الإنتاج المحلي Wiredsun Studio

المنتجة المحلية Farah Sherif

تنسيق الأزياء Byhgazia

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى