كلمة رئيس التحرير مانويل أرنو لعدد شهر يناير 2024
عندما بدأنا العمل في هذا العدد، قررتُ تحدّي فريق العمل لدينا وحثّهم على التطلّع للمستقبل واستشراف بعض الأحداث والصيحات والشخصيات الأكثر إثارةً التي ستشكّل ملامح العام الجديد، بدلاً من جمع طائفة من الأهداف والأحلام الفارغة لعام 2024 (وهو أمر معتاد للغاية في هذا النوع من المطبوعات). وبأسلوب الموضة السريع، ستكتشفون عند تصفّح العدد أبرزَ الممثلين العرب الجُدد، ومجموعة الأزياء التي أعجبتنا، أو حتى المطعم المحبوب الذي يجدر بكم تجربته الآن. إنني أهوى حقًا تلك الإثارة التي يجلبها العام الجديد، حين نَعِدُ أنفسنا بالكثير، ولكن بعد عام 2023 الحافل، أشعرُ بأنني أصبحتُ واقعيًا أكثر من ذي قبل. لذا، آمل أن تجدوا فائدة حقيقية في القسم المثير المؤلّف من 34 صفحة والذي يقدم أفضل ما في عام 2024 (صفحة 68).
وتفتتح هذه القائمة رانيا بنشكراء، أحدث نجمة عربية صاعدة في عالم عروض الأزياء. ففي الموسم الماضي، كان من دواعي سروري رؤية عارضة الأزياء المغربية وهي تتألق وتتهادى برشاقة وثقة على منصات عروض الأزياء العالمية لعلامات مثل
«لوي ڤويتون» و«سكياباريللي». وكان العمل معها في أول غلاف لها على الإطلاق على ڤوغ، والذي صوره في برشلونة تكسيما ييستي، لحظةً مثيرة لنا نحن جميعًا المحبين لرعاية مواهب المنطقة. ولم أجد أفضل من هذه الطريقة لبدء عامنا الجديد.
ولدينا أيضًا مناسبتان أودّ أن أحدثكم عنهما، لحماسي الشديد لهما. ولعلكم رأيتم في الإعلان على موقعنا Vogue.me أننا سنقيم للمرة الأولى فعالية عامة لمدة يومين في السعودية، عبارة عن مهرجان للشباب والإبداع في قلب منطقة جدة البلد التاريخية. وعلى هذا النحو، سيكون «حي ڤوغ» عنوانًا لحفل كبير للموضة يضم نشاطات فريدة من نوعها للعلامات، علاوة على العروض الموسيقية، والأزياء، والمشاهير، والطعام. ولا أطيق الانتظار حتى ألقاكم يوميْ 8 و9 فبراير لتنضموا إلى احتفالنا في الحي الذي يحظى بحماية منظمة اليونسكو.
وفي دبي، وتحديدًا يوم 15 فبراير، سنقيم مجددًا الحفل العربي الفخم، والذي سيكون موضوعه هذه المرة «حوريات البحر في الخليج». وكما تعلمون، ترتبط منطقتنا ارتباطًا وثيقًا بالبحر، حيث كان الغوص بحثًا عن اللؤلؤ من الصناعات الرئيسية في الماضي. ومن ذلك استلهمنا الاحتفاءَ بالتاريخ البحري لدول مجلس التعاون الخليجي – ولكن بلمسة الموضة الساحرة. وعلى مدى الأشهر القليلة الماضية، بدايةً من إطلاق فيلم ديزني «ذا ليتل ميرميد» (حورية البحر) ووصولاً إلى عرض مجموعة «كروز» من «لوي ڤويتون» – حيث تألقت العارضات بأزياء أظهرتهن على هيئة مخلوقات مائية سحرية- اتجه العالمُ نحو المحيطات لاستقاء الإلهام منها. ومن ناحية أخرى، وفي ظل طابع حفلنا المعتاد المفعم بالروعة والبريق، ثمة نقاش جاد نودّ تسليط الضوء عليه هذا العام من خلال قوة [تأثير] الموضة. يُقام الحفل العربي بالشراكة مع مجموعة الإمارات للبيئة البحرية (EMEG) التي أُسِّسَت عام 1996 تحت رعاية سمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، وبقيادة الرائد علي صقر سلطان السويدي. ومن منطلق الاستفادة من مكانته المتنامية، سيُكرَّس الحفل في دورته لعام 2024 لرفع مستوى الوعي بالجهود المذهلة التي تبذلها مجموعة الإمارات للبيئة البحرية في الحفاظ على التنوّع البيولوجي داخل دولة الإمارات. إلى اللقاء حتى نلتقي على السجادة الزرقاء!