المصممة اللبنانية البريطانية تأخذنا في رحلة عبر أحلام عالم الڤينتج
تحوّل افتتانُ المصممة اللبنانية البريطانية كاتارينا تارازي بالقطع الڤينتج إلى خط مجوهرات يعكس بهاء أزمانٍ مضت
“قطعي عبارة عن طواطم ميكانيكية وملموسة تشيد بالعصور التاريخية والممارسات الثقافية المنبثقة منها. وبوحي من طفولتي وحبّي لجمع الألعاب والحُلي من العصر الڤيكتوري، أصبحتُ مفتونةً بصنع المجوهرات التي تحمل رسائل سرية”.
تعكس مجوهرات كاتارينا تارازي، التي وُلِدَت في لندن وترعرعت بها، خلفيتَها الأكاديمية في علم النفس والأنثروبولوجيا ودراسات المتاحف. ومن خلال تصاميمها، تتعمّق الفنانة الشابة في جمال الحياة، والذكريات التي منحتها إياها والدتُها، وما تشعر به من ارتباط شديد بإبداع القطع. وكانت القطع التي تحمل أهمية خاصة في حياتها ما حثّها في نهاية المطاف على إطلاق علامتها في ديسمبر 2021. وعن ذلك تقول: “كنتُ مكتئبة للغاية قبل أن أبدأ علامتي، ولم أشعر بالسعادة الحقيقية قط، وكنتُ أبحث دائمًا عن طريقي. وظلّت والدتي لسنوات تحثّني على إطلاق مشروعي”. وعلى هذا النحو، وجدت كاتارينا نفسها على مفترق طرق حين سعت لإطلاق علامتها، فقد كانت تلك العلامةُ الشيءَ الوحيد الذي منحها متعة حقيقية. تضيف: “أشعرُ بالسعادة مادام بوسعي العمل وفقًا لشروطي الخاصة وصنع المجوهرات التي أشعرُ بارتباط عميق بها، ارتباط أشبه بالارتباط الطفولي”. وقد استطاعت أن تغزو العالم بقطعها المبتكرة التي تبدو ليس فقط جميلة، بل وتتميّز أيضًا بعمق معانيها. “الحياة جميلة لأنها لا تدوم للأبد. والقطع بديعة لأنها تحيا بعدنا، لذا تحمل ذكريات وأرواحًا أكثر منّا”. انغمسي في عالمها الرمزي الذي يحيا فيه الناس والفن.
“تبدأ أفكاري التصميمية دائمًا بالحاجة لإبداع قطعة مصغّرة تحدوني أنا شخصيًا الرغبة في التلاعب بها. وأيًا كان ما أصممه، ثمة شعور أساسي أحاول تجسيده من خلاله. وتتضمّن عمليةُ البحثِ الاستغراقَ الشديد في حقبة تاريخية ما، أما عملية التصميم فهي المرحلة التي يمكنني فيها التعبير عن احتياجاتي. وأخيرًا، تأتي عملية إعداد النماذج الأولية”.
“والدتي تحب الجمال، وقد عرّفتني بكل ما يتعلق بدنيا الموضة والمجوهرات. وأسلوبي يشبهها إلى حد كبير، أو بالأحرى يجسّد صورتها في ذهني. ووالدي عامل ذكي ومنضبط. والإنسان يحصد ما يزرع!”.
“أؤمن بأن كل قطعة من قطعي لها جوهرها المتفرد وجاذبيتها الفريدة. ولكن أشهر أعمالي هي “مارغريت” لأنها أول أعمالي”.
“تلهمني لندن كثيرًا، فهي المهد الذي صنعتُ فيه ذكرياتي الأولى وارتباطاتي العاطفية. أعيشُ طفولتي من جديد كل يوم هنا.”
“ذهبتُ في جولة لزيارة [معالم] مصر القديمة مع عائلتي عندما كنتُ في التاسعة من عمري. النقوش الهيروغليفية والمعابد والحضارة، كلها تركت انطباعًا قويًا لديْ. وكنتُ على ثقة أنني سأعود لزيارة هذا العالم مرة أخرى لاحقًا عندما أكبر”.
“في الوقت الحالي، يمثّل خاتم “ستارفيش” والقرطان والدلّاية على شكل حرف T أحبّ القطع إلى قلبي، فقد كانت بمثابة تدريب على استخدام الطبقات والمزج بين التصاميم، والعملُ عليها فتح لي آفاقًا لا حصر لها من الإمكانات”.
“دوروثيا تانينغ شخصية مميّزة جدًا في رأيي – فنانة سريالية واجهت مخاوف اللاوعي، لقد عانت كثيرًا في حياتها. ويُظهِر فنُها كثيرًا من الخوف، ويسود مفهوم الحياة والموت إلى حد كبير في أعمالها، وهي مواضيع أتناولُها عن كثب في أعمالي”.
“أحبُ الملاكيت واللازورد، فهذان الحجران يلهمانني ويساعدانني على إبداع قطع مجوهرات فريدة من نوعها.”