لايف ستايل

فرانشيسكا أمفيثياتروف المديرة الفنية للساعات والمجوهرات في لوي ڤويتون


قبل زيارتها الأولى لدبي هذا الشهر، تتعمّق فرانشيسكا أمفيثياتروف، المديرة الفنية للساعات والمجوهرات في «لوي ڤويتون»، في استكشاف الرموز التي أكسبت التصاميم المجوهرة لهذه الدار سحرَها الأخّاذ

فرانشيسكا أمفيثياتروف, المديرة الفنية للساعات والمجوهرات في «لوي ڤويتون»

في العام الماضي، انطلقت مجموعة مجوهرات «لوي ڤويتون» الراقية في مغامرة غير مسبوقة؛ فمن خلال «ديب تايم» -خامس مجموعاتها وأكبرها حتى الآن- تنغمس الدار في الألغاز التي تتناول نشأة كوكبنا حتى بداية الحياة عليه، عبر تشكيلة تتألف من 170 قطعة. وأخيرًا، وصلت هذه المجموعة المذهلة إلى محطتها النهائية في أسبوع باريس للأزياء الراقية، الذي أقيم في شهر يناير، بعرض 50 قطعة جديدة وفريدة من نوعها تغطي 11 موضوعًا. وفي فبراير الجاري، سيتمكن سكّان دبي من تجربة التصاميم الثورية لفرانشيسكا أمفيثياتروف، المديرة الفنية للساعات والمجوهرات في «لوي ڤويتون»، لدى انضمامها للدار لتقديم الخاتمة النهائية للفصل الثاني من مجموعة «ديب تايم» بالإضافة إلى إطلاق مجموعة «إل ڤي دايموندز» في حفل حصري بفندق «رويال أتلانتس». وتلخص كلمتا «الجرأة والذوق» النهجَ المميّز لتصاميم أمفيثياتروف؛ فخلال مدة عملها القصيرة والمميّزة التي لا تتجاوز ست سنوات، استطاعت زعزعة أركان عالم المجوهرات الراقية والفاخرة، محققةً إنجازات بارزة بفضل نهجها الرائدة. تؤكد: «يجب أن تكون شجاعًا عندما تبتدع بصمة مميِّزة لك».

فرانشيسكا أمفيثياتروف

وحين سُئلت عن ما تعتقد أنه يأسر قلوب عاشقات المجوهرات في جميع أنحاء العالم في تصاميم «لوي ڤويتون»، أجابت: «تميل مجوهراتنا أكثر إلى المجازفة من منظور التصميم. وهي استثنائية وعصرية للغاية، ولكنها ليست صلبة أو جامدة – فهي لا تزال تحتفظ بتوهّجها الفائق». وتتزيّن أمفيثياتروف بعفوية بإحدى قطعها، وهي قلادة مذهلة يمكن ارتداؤها بعدّة طرق ومرصعة بأوراق شجر مصنوعة من أكثر من 400 فص من الزمرد والألماس المقطّع بمواصفات خاصة من أحدث موضوعاتها وهو «النبات». وتتحدث عنها قائلةّ: «أحب هذه القلادة»، وتضيف: «يمكن أيضًا إزالة الأوراق وارتداؤها مثل البروشات. كما أن أحجارها الكريمة مرصعة بشكل يحاكي النمط الدمشقي». وهنا يكمن سحر خبرة «لوي ڤويتون» منقطعة النظير في صناعة المجوهرات. تردف: «نحصلُ على أروع الأحجار الملوّنة في الأسواق، وقد رسخنا مكانتنا سريعًا باقتناء أفضلها». وخير مثال على ذلك الألماس الأصفر الباهر، والزمرد الزامبي، والصفير الأزرق الداكن من سريلانكا وبورما، والإسبنيل بألوانه الآسرة، واللؤلؤ الذي يزيّن الفصل الأخير من مجموعة «ديب تايم».

فرانشيسكا أمفيثياتروف

ويكمن السر في فكرتها الثالثة والأخيرة. تقول: «لدينا أيضًا ألماساتنا المقطّعة على شكل زهرة ونجمة». وهي من الأفكار الجديدة تمامًا؛ فنادرًا ما شهد عالم الألماس ابتكارات مثيرة في تقطيعاته منذ أن كلّف لويس الخامس عشر، ملك فرنسا، صائغَه بقطع ألماسة على شكل شفتيّ محبوبته في القرن الثامن عشر، وهو القَطع الذي أصبح يُعرَف بـ«ألماس الماركيز». ولا عجب من ظهور بضع ابتكارات في أساليب القطع الجديدة، إذ يستغرق ذلك زمنًا طويلاً ويتطلّب عناية دقيقة بالتفاصيل. وهو أيضًا فضاء قلما يجرؤ أحد على اقتحامه. تقول: «سمعتُ عن هذه الإمكانية عندما وصلتُ إلى «ڤويتون» لأول مرة، وأصحبتُ مهووسة بها»، وتردف: «أمضينا سنوات عديدة في السعي لتحقيق هدفنا –نحسب وندرس– وأخيرًا حققنا شيئًا استثنائيًا للغاية». إنه إنجاز رائد في واقع الأمر. تُرى، كم طريقة من طُرق قطع الألماس يمكنكم أن تنسبوها لعلامة بعينها فور النظر إليها؟ إذ تُعرَف مجوهرات الدار الفرنسية على الفور ما أن تقع العيون على الألماس المقطوع على شكل شعار «لوي ڤويتون»، النجمة والزهرة. وهي مهمة يصعب على عديد من علامات المجوهرات تحقيقها، ولا سيما في مجال المجوهرات الراقية.

فرانشيسكا أمفيثياتروف

وربما تكون هذه هي ورقة «لوي ڤويتون» الرابحة، باعتبارها علامة مجوهرات لا تركّز على مجال عمل وحيد. إن روح المغامرة التي لا تتزعزع لدى الدار وتفانيها في تحقيق التميّز ليس فقط يدفعانها للأمام، بل ويفتحان المجال أمام إبداع تصاميم رائدة تصمد أمام اختبار الزمن.

وتحاكي العمليةُ الإبداعية لدى فرانشيسكا روحَ الالتزام بالتميّز والأصالة؛ فما أن تستقر على موضوع بعينه، تقضي أسابيع في البحث إلى أن تصل لفهم كامل لموضوعها، وذلك قبل أن تشرع في تصميم لوحات الأفكار وعرضها، في نهاية المطاف، على فريق التصميم لديها. تقول: «أحتاجُ إلى شيء يغيّرني تغييرًا كاملاً». وعلى هذا النحو، تستمر العملية برمّتها على مدى عامين. ومن الرحلات الميدانية الملهمة إلى المواقع المذهلة وصولاً إلى دعوة الخبراء المتخصصين من أجل تثقيفها هي وفريقها لبضعة أيام، تحرص فرانشيسكا دومًا على حثّ مصمميها على التفكير خارج الصندوق. تقول: «نحن نبدع من واقع الخبرة، لا من الكتب. وأنا لا أسمح بالاستعانة بموقع «بنترست». أريدُ أن يبدو كل شيء وكأنه حدث لأننا جرّبنا شيئًا أصيلاً حقًا. ومن ثم، نقسّم الأحجار، ونبدع التصاميم، ثم نأخذ في تنقيحها، وتنقيحها، وتنقيحها».

فرانشيسكا أمفيثياتروف

تُرى، ما أكبر تحدٍ يواجهها في العملية الإبداعية؟ تجيب: «أنا لا أحب التكرار. أريدُ أن أشعر بالتحفيز باستمرار، أريدُ الانجذاب لخوض مغامرة. ومن المهم ألّا نكتفي بما حققنا من نجاحات. وأدركُ تمامًا حقيقة كوننا بحاجة إلى مراجعة أنفسنا حتى نشعر دائمًا بالتجديد، وأننا نقدم شيئًا مفاجئًا إلى حد ما». وثمة شيء واحد مؤكّد في ظل قيادة فرانشيسكا، ألا وهو أن مجوهرات «لوي ڤويتون» ستظل تفاجئنا وتفوق توقعاتنا لما يجب أن تكون عليه المجوهرات، بتحطيمها القوالب في المجموعة تلو الأخرى.

فرانشيسكا أمفيثياتروف

الموضوع ظهر للمرة الأولى على صفحات عدد فبراير 2024 من المجلة 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى