لايف ستايل

هنا الزاهد التي تتميز بعفوية فطرية كيف حققت نجاحها على الشاشة


تتميز الفنانة المتألقة هنا الزاهد بعفوية فطرية في الأداء، وتضفي على كل دور تلعبه صدقًا آسرًا. ويستحضر جمالها الفاتن وحضورها الجذّاب سحرًا يذكرنا بالجمال الخالد الذي يمثل التجسيد المعاصر لباربي.

الجاكيت والكورسيه والتنورة والقفازات من RIGASH؛ القرطان والعقد والخاتم من JUDE BENHALIM الحذاء من ALDO تصوير  louay nasser

إنها الممثلة الجميلة هنا الزاهد المولودة عام 1994، حازت محبة الجمهور وإعجابه منذ بداية مسيرتها الفنية عام 2014 مع فيلم «خطة جيمي». وحققت حضوراً تلفزيوناً مميزاً بعد ذلك من خلال مشاركتها في العديد من الأعمال التلفزيونية والسينمائية التي استحقت عليها جوائز مرموقة من مهرجانات كبرى على غرار «دير جيست» للأعمال السينمائية، وجوائز مهرجان الفضائيات  العربية، وجوائز نجوم الفن العرب، وجوائز وشوشة، وغيرها الكثير.

لعبت الصدفة دوراً أساسياً في دخول هنا المجال الفني. لفتت هنا الطفلة انتباه صديق خالها طارق نور صاحب واحدة من أكبر وكالات الإعلانات في مصر وعرض عليها تصوير الإعلانات. شجعها خالها على القبول، فهي تحب مشاهدة الإعلانات، وكانت تحب الرقص والحركة. رأى خالها فيها شخصية شقية تليق بها الشاشة. وبهذا وقفت هنا لأول مرة أمام الكاميرا وصوّرت عدداً كبيراً من الإعلانات وحققت نجاحاً ملحوظاً. ولكن مقابل حماس خالها، واجهت هنا مخاوف والدتها التي أرادت أن تستمتع ابنتها بطفولتها وأن تتابع دراستها لا سيما وأنها كانت تلميذة متفوقة.

رضخت هنا لرغبة والدتها واستعادت طفولتها بعيداً عن الكاميرا، فكانت تقضي أغلب بين الدراسة والجمباز مع أصدقائها. وكبرت هنا الزاهد الطفلة لتتحول إلى فتاة ناضجة تعلمت الصبر ومعنى الكفاح من والدتها التي تعتبرها مثلها الأعلى في الحياة لأنها امرأة قوية، ومكافحة جداً وطموحة وحالمة. أما الفنان الراحل طلعت زكريا فقد علمها معنى السند والكتف في الحياة وتحمل المسؤولية. وبالحديث عنه، تتذكر هنا أياماً خلت قائلة: «عشت أجمل الذكريات مع والدي، كان صديقاً لي وفي بعض الأحيان أقرب لي من أمي، حتى أنني كنت أبوح له في أمور لا يمكن أن أخبر أمي بها». رحل والدها إلا أنه ترك لها كلاماً لا يزال عالقاً في ذهنها، فقد نصحها أن لا تتغير وأن لا تميل كلما مالت الحياة، حدثها عن أهمية صفاء القلب والعفوية، طلب منها أن تحافظ على عفويتها التي
تميّز شخصيتها.

المعطف والقفازات والبنطلون من RIGASH؛ القميص من MAMZI؛
    القرطان من SOL تصوير  louay nasser

تُعد والدتها أول من اكتشف موهبتها، فقد رأتها مرات عديدة تقلّد الممثلين وفتيات الإعلانات وعارضات الأزياء. انتبهت الأم أن ابنتها مختلفة عن أي فتاة أخرى في سنّها، ولاحظت أنها تتمتع بقدرات تمثيلية وأنها تحب الوقوف أمام الكاميرا، وقد قالت هنا ضاحكة: «لم يعرف الخجل يوماً طريقه إليّ! كنت أرقص في النادي وأمثل مشاهد وأقلّد أشخاصاً محددين مثل شريهان وسعاد حسني في أغانيها».

«خطة جيمي» كان فيلماً أدته إلى جانب عددٍ من الممثلين اليافعين حين كانت لا تزال طالبة جامعية ولم تتوقّع يوماً أن يكون باباً لها لعالم التمثيل. تفاجأت حين رأى تامر حسني الفيلم وطلبها عام 2014 لمسلسل «فرق توقيت» الذي يُعتبر بداية مسيرتها الفنية الفعلية في الدراما. انهالت عليها العروض بعد ذلك فوقفت أمام الكبير عادل إمام في مسلسل «مأمون وشركاه» لتؤدي دوراً صعباً غنياً بالتفاصيل أكسبها خبرة كبيرة. ونظراً لأهمية هاذين العملين في مسيرتها الفنية، تؤكد هنا أنهما الأقرب إلى قلبها والأحب إليها، بالإضافة إلى فيلم «بحبك» مع الفنان تامر حسني الذي حضره 2 مليون و600 ألف شخص في شهر ونصف وحقق أعلى الإيرادات على مستوى الوطن العربي، وصلت إلى نحو 600 مليون جنيه.

مع كل عمل كان مستوى هنا في التمثيل يتحسن، فقد استفادت من كل عمل شاركت فيه وجعلت منه قاعدة لتنطلق منها نحو الأفضل. وقد أشارت إلى أنها تعلمت من كلّ ممثل وقفت أمامه ليس في مجال التمثيل فحسب، بل من الجانب الإنساني كذلك، حيث تعلمت من الممثل عادل إمام تعامله الرائع مع الأشخاص العاملين في موقع التصوير، كما تعلمت الالتزام من هشام ماجد الذي يحب الالتزام بالمواعيد. ولم تنسى هنا الممثل أحمد فهمي، الذي قدمت معه أجمل مسلسل كوميديا في عام 2019 «الواد سيد الشحات» وكذلك فيلم «مستر أكس» الذي حقق نجاحاً كبير اً جداً وكان أعلى فيلم تحقيقاً للإيرادات لأحمد فهمي في مسيرته.

وكان لهنا دائماً أذن تصغي إلى كل نصيحة، فهي شخصية تتقبل النصيحة حتى وإن لم تتقيد بها، ولكن طبعاً حسب الشخص الذي يقدمها لها. وعند الشعور بالإحباط وعندما أتعب من الحياة والعمل تلجأ لوالدتها التي تخفف عنها التعب والحزن، وقد قالت: «دوماً ما سنعود في نهاية اليوم لنخبر أمهاتنا بما مررنا به من تعب وإحباط».

هنا الزاهد

المعطف من ANIPPE؛ القرطان من JUDE BENHALIM تصوير  louay nasser

ومع ازدياد خبرتها، ترى هنا أن خلطة الفنان الناجح ترتكز على 3 أمور، وهي: أولاً القبول بين الناس، وثانياً تواجد الموهبة، حتى لو كانت ضعيفة من الممكن تعزيزها من خلال الدروس الدورات وغير ذلك بالإضافة إلى تطويرها ومحاولة تعلم المزيد، وثالثاً الذكاء، أي القدرة على اختيار الأدوار المناسبة.

ترى هنا في لقب «الكوميدية» الذي يتردد على مسامعها شرفاً كبيراً لا سيما وأن قلة من الفنانات المصريات حصدن هذا اللقب، إلا أنها ترفض أن يوضع اسمها ضمن خانة واحدة، فهي قادرة على تأدية جميع الأدوار والشخصيات وليس فقط الكوميديا كالأدوار الرومانسية والدرامية، وقد أشارت في هذا الصدد إلى مسلسل سيعرض قريباً من فئة السايكو دراما وهو من أصعب الأدوار التي قدمتها.

على مرّ سنين مسيرتها، تعاملت هنا مع الكثير من المخرجين، بمن فيهم أحمد الجندي الذي أظهر موهبتها في المسلسل الكوميدي «الواد سيد الشحات» والذي حقق نجاحاً كبيراً. وأشارت إلى تامر حسني كأكثر ممثل تحب الوقوف أمامه، فهو يشعرها بالراحة أثناء العمل، وذكرت كذلك الممثلين أحمد حاتم وأحمد السعدني الذي جمعها به عمل «سيب وأنا أسيب» الذي تم عرضه على منصة شاهد من فترة قريبة ولاقى استحسان المشاهدين.

هنا الزاهد وأحمد حاتم

مشهد من فيلم «قصة حب» مع الممثل أحمد حاتم

تميل هنا بشكلٍ عام إلى الأعمال المفعمة بالمشاعر الإنسانية والرومانسية، ولكن لتقبل بنصٍ معين لا بدّ أن تشعر به وأن تتبنى قضيته، فهي تحرص على مناقشة الكثير من القضايا المتعلقة بحقوق المرأة العربية وتطلعاتها حتى لو بطابع كوميدي بحت، وقد ذكرت في هذا السياق مسلسل «سيب وأنا سيب» المصنف مسلسل كوميدي بحت ولكن ناقش قضايا مهمة جداً مثل المشاكل النفسية التي يتعرض المرء لها عموماً والنساء خصوصاً. وهي لا تتوانى هنا عن رفض عملٍ تشعر أنها لن تقدّمه بشكلٍ جميل حتى وإن كان مقابل بدل مادي كبير، وقد قالت: «رفضت دوراً في مسلسل رمضاني مهم جداً لأنني شعرت أنني لست مناسبة له. لا بدّ أن أشعر منذ البداية أنني مناسبة وأرى المشاهد تتحرك أمامي، بينما أقرأ النص»، وأضافت: «لا بدّ أن يحتوي الفيلم على ناحية إنسانية حتى وإن كان طابعه كوميدي أو اجتماعي أو أكشن».

هنا الزاهد

مشهد من فيلم «الغسالة»

هنا امرأة قوية جداً، تملك قدرة تحمّل عالية رغم أنها تبدو عكس ذلك، فهي صبورة جداً وطموحة، عندما تكون ضعيفة أو حزينة تبحث على أي شيء يعيد لها قوتها، وينسيها حالة الضعف. ورغم قوتها، تعتبر هنا الحب نقطة ضعفها الوحيدة. قوتها هذه مكّنتها من تحمّل تبعات الشهرة، صحيح أنها تستمتع بشهرتها إلا أنها لا تنكر أنها أخذت منها هنا الإنسانة، خصوصيتها، حرمتها من قضاء وقتٍ كافٍ مع عائلتها، ولكنها قدمت لها حب الناس والتقدير.

ومن موقعها كامرأة قوية، ترى هنا أنّ النساء بشكل عام في العالم العربي مررن بفترةٍ هُدر في خلالها حقهنّ، لكنّ اليوم تحسّن حالهن بعض الشيء، من دون أن يلغي ذلك الطابع الذكوري لمجتمعنا العربي. وقد أثنت على محاولات بعض الدول كالسعودية لتمكين المرأة وضمان حقوقها، وهنا اغتنمت الفرصة لتقول: «نعاني الذكورية حتى في الفن! فأبطال الأفلام في أغلب الأحيان رجالاً ولسن نساءً، والمواضيع المعالجة تكون بالتالي ذكورية أكثر».

لا تلفت هنا الأنظار فقط كممثلة بارعة، بل كامرأة جميلة وهي لا تنكر أن جمالها كان بطاقةً مهمة لدخولها عالم التمثيل وقلوب الناس، وقد قالت: «جميل أن يلقبني الناس على ويكيبيديا وفي الشارع وفي الوطن العربي بالباربي، وقد طالبني الناس بتأدية دور باربي في فيلمٍ موجه للعرب». إلا أن إعجاب الناس بجمالها حمّلها مسؤولية كبيرة، فالعين تمل لذلك تحرص هنا على استغلال موهبتها وتقديم أعمال مختلفة وتغيير شكلها، وهذا ما دفعها لقبول دورها في مسلسل «حلوة الدنيا سكر» الذي قدمت فيه ثماني شخصيات لكل شخصية شكل مختلف.

هنا الزاهد

الجاكيت والتنورة من KOJAK STUDIO؛ القرطان من JUDE BENHALIM الحذاء من BERSHKA
تصوير  louay nasser

لهنا ميزة تحبها كثيرة وهي النمش الذي يغطي وجهها، فهي وإن كانت تُجبر على تغطيته بمستحضرات التجميل أثناء التصوير، تحب إبرازه في صورها الشخصية خارج مواقع التصوير، وتقول: «لا أخجل من النمش الذي يغطي وجهي، أخفيه حين أمثل لأتماشى مع كافة الشخصيات فقط لا غير». ولإبراز جمالها، تعمد هنا إلى البقاء على طبيعتها، فتحافظ على شعرها مجعداً ومتموجاً، وتختار ملابس مريحة (كاجوال) وقطع ملونة، مريحة وواسعة عموماً، وتبتعد قدر المستطاع عن أي قطعٍ مزعجة.

إلا أن ما تعتبره ميزة قد يراه آخرون عيباً ومدعاةً للتنمر. وهنا شخص لا يميل إلى التعامل مع التنمر، ولكن لو تعرض شخص ما للتنمر أمامها من الممكن أن تفتعل مشكلة لإيقاف المتنمر. أما في حال التنمر من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، فهي لا تبالي للأمر إطلاقاً فهي ترفض أن تتناقش مع شخص لا تعرفه يختبأ وراء شاشة لكتابة عبارات التنمر.

تعتقد هنا أن التفاهم هو أهم أسباب نجاح أي علاقة إنسانية، فمن الضروري أن يكون الطرفين متفاهمين وأن يبتعدا عن الأنانية في قراراتهما. وأكدت على ضرورة التضحية من قبل الطرفين، فليس سليماً يكون هناك طرف يمنح ويضحي طوال الوقت والطرف الآخر لا يقوم بذلك، يجب أن تكون علاقة متبادلة بين الطرفين من ناحية المشاعر والاهتمام، وإلا كان الفشل مصير العلاقة. وبالحديث عن العلاقات، تطرقت هنا إلى العلاقات بين الفنانين في الوسط الفني، وأشارت أنه من الممكن أن يساهم الوسط الفني في بناء صداقات جميلة جداً، وقد قالت: «نشأت صداقة متينة بيني وبين أحمد حاتم بعد فيلم «قصة حب»، واكتسبت أحمد السعدني صديقاً عزيزاً بعد فيلم «سيب وأنا سيب» (2023) وهدى المفتي بعد فيلم «بحبك» (2022).

هنا فخورة جداً بمختلف مراحل حياتها وتحب تفاصيلها كلها، لذلك لو عاد بها الزمن إلى الوراء، لم تحذف شيئاً، فهي تشعر بالامتنان لكافة الأشياء التي مرت بها ولكافة القرارات التي اتخذتها خلالها. ولكن إن أمكنها ستقضي وقتاً أكثر مع جدتها، ومع الراحل «طلعت زكريا»، الذي تعتبره بمقام والدها لكونه من قام بتربيتها.

 

الموضوع ظهر للمرة الأولى على صفحات المجلة لعدد شهر فبراير 2024 

 

تصوير  louay nasser

تنسيق الأزياء  mahmoud saad

المكياج والشعر  Agnieszka Hoscilo

الإنتاج المحلي wired sun Studio

المنتجة المحلية Farah Sherif

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى