الكويتية نادية أحمد تعتبر السينما صوتا للفئات المضطهدة
الكويتية نادية أحمد الناشطة، الكاتبة والمنتجة تعتبر السينما صوتا للفئات المضطهدة وعن ذلك تقول: “نسعى دائمًا كرواة قصص أن نجسد أنفسنا وتجاربنا من خلال أعمالنا الفنية، ومن خلال مشاركة هذه القصص مع الآخرين، نجد الدعم والتأييد من المجتمع ويمكننا أن نسهم في التأثير والتغيير”.
الكويتية نادية أحمد تبحث عن الأفلام التي تصور معاناتها أو معاناة المرأة بوجه عام. خاصة الأفلام التي يمكن أن تثري وجهات النظر في هذا المجال. وترى أن هناك مجموعة من صانعات الأفلام تجمعهنّ ِسمة مشتركة، وهي الجرأة في رواية قصص المرأة المختلفة بشجاعة وطرحها للنقاش بصورة سليمة لتصل إلى العالم. وتقول نادية أحمد: “يسعدني أن أكون ضمن هذه الكوكبة من النساء الشجاعات اللاتي يروين قصصًا تجسد وجهات نظرهن، ويُسهمن في الحوارات البناءة وتغيير الوضع الراهن من خلال الفنّ”.
View this post on Instagram
الأفلام المميزة بحسب نادية أحمد
“الرجل الذي باع ظهره” للمخرجة كوثر بن هنية (مُتوفر على نتفليكس)، فيلمٌ مميزٌ يقدم قصة مؤثرة عن الاضطهاد، تتناول فيه كوثر بأسلوب سردي مميز كيفية استغلال النظام الرأسمالي لجسد لاجئ سوري، ليعكس تجربة حقيقية من الواقع. وعنه تقول نادية: “هذا الفيلم يستحق المشاهدة لأنه ملهم وجريء من حيث أسلوب الطرح والموضوع الجديد الذي يتناوله.”
“ملح هذا البحر” من إخراج آن ماري جاسر (متوفر على نتفليكس)، فيلمٌ يحتفي بفلسطين والهوية الفلسطينية، قدمت لنا من خلاله آن ماري صورًا جميلة جرى تصويرها في وطنها الأُم، وقصةً مؤثرة حول تعلقنا الشديد بتراثنا. وعنه تقول نادية: “أتمنى الآن، أكثر من أي وقت مضى، أن نتمكن من التعاون معًا كمجتمع إقليمي من الفنانين لمنح الأصوات الفلسطينية متسعًا في السينما التي تسلط الضوء على الظلم والقهر.”
“كوستا برافا، لبنان”، فيلم من إخراج مونيا عقل (متوفر على نتفليكس)، ترسم مونيا عقل ببراعة رواية تتطور أحداثها ببطء تدريجي عبر الوقت، تصور بشكل دقيق إحباط الشعب اللبناني من نظام سياسي فاسد عازم على تدمير سبل عيشهم. وباعتباري من سكان لبنان، فقد أثّر فيّ هذا الأمر كما هو الحال بالنسبة لأي شخص يسعى للعيش بسلام وسط بحر من الفساد.
“السبّاحتان” من إخراج سالي الحسيني (متوفر على نتفليكس)، فيلمٌ ملهم يروي قصة ملحمية عن المثابرة، حيث تحكي سالي قصة حقيقية مروعة للشقيقتين السباحتين يسرا وسارة مارديني، بعد فرارهما من سوريا التي مزقتها الحرب، والسباحة بجانب “قارب الموت” الغارق، الذي كان من المفترض أن ينقلهن إلى بر الأمان، وتمكنّت الشقيقتان من إنقاذ حياة 18 لاجئًا، رحلةٌ حقيقيةٌ لبطلتين يمكننا جميعًا أن نستمد منهما قوة الإرادة والصمود في مواجهة جميع أنواع التحديات والعقبات.
“سيدة البحر” للمخرجة شهد أمين (متوفر على نتفليكس)، فيلمٌ جميل يتناول مرحلة النضوج، ويجسد كفاح الفتيات الصغيرات في عالم اليوم، صُوّر بواقعية مؤثرة، تلقي شهد من خلالها الضوء على رحلة بطولية للشابة حياة التي تسعى لإنقاذ نفسها من مجتمع على استعداد تام للتضحية بها استجابة لخرافة مستفحلة منذ قديم الزمان. وعنه تقول نادية: “فيلم أنتظر بفارغ الصبر أن تشاهده ابنتي الصغيرة يومًا ما.”
“بس يا بحر” من إخراج خالد الصديق، أول فيلم درامي كويتي يتم إنتاجه في عام 1971، ويُعد سابقًا لزمنه بكثير، من بطولة الممثل القدير محمد المنصور، الذي يلعب دور “أديب” في فيلم “الصفقة”. وعنه تقول نادية: “تُسلط قصة فيلم “بس يا بحر” الضوء على ثقافتنا بأسلوب روائي جميل وأداء مميز. كذلك يتطرق الفيلم بمشاهد قليلة إلى الزواج التقليدي والزفة للعروس والعريس والخلوة (الدُخلة)، حيث يحاول عريس مُسن قضاء ليلته الأولى مع عروسه الطفلة.”
المخرجات المفضلات لدى نادية أحمد
عهد كامل التي تمتلك مسيرة مهنية رائعة ومميزة، وهي شخصية سعودية متميزة، وعنها تقول نادية: “أنا من المعجبين بها منذ أول عمل سينمائي لها “القندرجي”. وقد واجهت عهد دائمًا الانتقادات على أعمالها بجرأة، وكانت شجاعة في تقديم شخصيات وقصص تحمل مفاهيم تستدعي التأمل والتفكير العميق اجتماعيًا. ومن أفلامها القصيرة الأخرى المتوفرة على نتفليكس “حُرمة”.”
سارة إسحاق مخرجة يمنية رُشح فيلمها الوثائقي القصير “ليس للكرامة جدران” لجائزة الأوسكار، وأخرجت فيلمها الوثائقي الطويل “بيت التوت” في عام 2013، وتعد صوتًا قويًا للشعب اليمني في المحافل السينمائية الدولية. وقد جعلت منها مبادراتها داخل اليمن، بما فيها مشاركتها في تأسيس شركة وأكاديمية “قُمرة” للإنتاج السينمائي في صنعاء وجمعية “SupportYemen” المطالبة بالعدالة الاجتماعية، مدافعة مُلهمة عن حقوق الإنسان وفنانة ومخرجة مميزة.
نادية تتمنى العمل مع نورا أبو شوشة
تقول نادية: “استمتعت كثيرًا بمسلسل “جايبة العيد” وتأثرت به، وشعرت بأن نورا قدمت رواية جريئة ومميزة وعالمية أيضًا، حيث قدمت بطلة العمل أداءً جميلًا متحديةً الأعراف السائدة، وهذا النوع من الشخصيات هو ما نطمح إليه. ونجحت نورا في التطرق إلى المحظورات الثقافية والفروق الاجتماعية الدقيقة بكل إتقان، ورسمت الضحكة على وجهونا أيضًا، فكان عملها لسان حال الكثيرين منا. وعلى الرغم من أننا لم نلتق بعد، إلا أنني أشعر بوجود آفاق جيدة للتعاون مع نورا والعمل معًا.” كما تتمنى نادية العمل مع تريسي أوليفر الكاتبة والمنتجة الأمريكية الناجحة، وعنها تقول نادية: “كانت زميلتي في برنامج الماجستير ـــ الإنتاج السينمائي، بجامعة جنوب كاليفورنيا. وقد كتبت وأنتجت العديد من الأعمال الفنية التي طورها ونفذها طاقم عمل معظمه من النساء بما في ذلك الفيلم الذي حقق نجاحًا كبيرًا في شباك التذاكر “Girls Trip”، ومسلسلي “Harlem” و”First Wives Club”. وجرى تواصل بيننا لرغبتنا المشتركة في تعزيز الحضور النسائي في مشهد السينما والترفيه العالمي، وهناك إمكانية لإطلاق مشروع نسائي مميز مشترك متعدد الثقافات في المستقبل.
View this post on Instagram
فريدة من مسلسل الصفقة تأليف الكويتية نادية أحمد رمز للقوة والصمود
في عالم يقود دفته الرجال، كما هو حال البورصة، لا بد من وجود امرأة قوية تتمتع بجرأة استثنائية لتتمكن من شق طريقها نحو الاستقلال الاقتصادي، إذ إن التحديات التي تواجهها “فريدة” (الصفقة) كأم عازبة في المجتمع الكويتي المحافظ تجعل منها أيقونة للنساء في كل مكان، لأن هذا النضال في الواقع عالمي. ويُعد التمكين الاقتصادي في صميم عملية الدفاع عن حقوق المرأة على مستوى العالم، حيث كشف “مؤشر تمكين المرأة” في عام 2023، أن أقل من 1% من النساء والفتيات يعشن في بلد يتمتع بمستويات عالية من تمكين المرأة والمساواة بين الجنسين. وتوصل تحليلٌ شمل 114 دولة إلى أن قدرة المرأة وحريتها في اتخاذ القرارات واغتنام الفرص بحرية واستقلالية لا تزال مقيدة إلى حد كبير.
فمثلًا في قطاع المصارف، تشكل النساء العاملات في “وول ستريت” اليوم 17% فقط من إجمالي القوى العاملة. ومع أخذ هذه النسبة في الاعتبار، فإن اقتحام “فريدة” لعالم الخدمات المصرفية الاستثمارية الذي كان يهيمن عليه الذكور في الكويت في حقبة الثمانينيات، لتحقيق الحرية الاقتصادية لنفسها ولابنتها، يجعلها رمزًا عالميًا للقوة والصمود، لأن المحنة التي عاشتها ليست محنتها وحدها، ومشاهدتها وهي تقوم بمهمتها بهذا المستوى من الثقة والاقتدار هو أمر يمنحني القوة. ووجود المزيد من النساء القويات، مثل “فريدة”، في مجتمعنا هو ما نحتاج إليه اليوم، نساءٌ تحررنّ من الأنماط السائدة والقيود التي فُرضت عليهنّ، وكافحن لتحقيق المساواة والعدالة.
اقرئي ايضاً : نورا أبو شوشة تشاركك بمناسبة يوم المرأة العالمي تحدثنا عن تمكين ودعم المرأة
اكتشاف المزيد من اناقة أنثى
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.