رسالة رئيس التحرير لعدد يونيو 2024 من ڤوغ العربية: بين الماضي والمستقبل
في شهر يونيو من كل عام، نعكف على إعداد عدد السعودية الذي يُعدّ أكثر إصداراتنا إثارةً طوال السنة؛ فالتحديات فيه كبيرة، وبوسعنا أن نقول بكل فخر إننا تمكنّا، منذ عام 2018، من إنتاج أعداد رائدة حقًا أحدثت ضجة كبرى، ليس في المنطقة فحسب، بل وحول العالم أيضًا. ومن أغلفته المفضلة لديّ صورةُ صاحبة السمو الملكي الأميرة هيفاء بنت عبد الله آل سعود وهي تقود سيارة حمراء مكشوفة في صحراء جدة (في نفس الشهر الذي رُفِعَ فيه الحظر عن قيادة النساء للسيارات)؛ وصورةُ عارضة الأزياء السعودية شهد سلمان مع ويني هارلو في الرياض، والتي ظهرتا فيها متقبلتين برضا مرض البهاق، وكانت تلك أيضًا المرة الأولى التي تُصور فيها عارضة أزياء عالمية في المملكة. وجميع هذه الأغلفة رافقتها مغامرات كثيرة وذكريات رائعة، لأن دخول السعودية في الماضي لم يكن سهلاً كما هو الحال اليوم.
ولقد حظيتُ بفرصة السفر إلى السعودية منذ نحو عشر سنوات، وشاهدتُ تنوعها المذهل، ليس في المناظر الطبيعية فحسب، وإنما أيضًا في الحيوانات التي تعيش على أرضها أيضًا. ورأيتُ فيها قرود البابون تتسلّق جبال عسير، والدلافين تقفز في مياه البحر الأحمر الصافية، والخيول القوية في الرياض… ولكن مع ذلك، يتصدّر هذا العددَ من ڤوغ النمرُ العربي والإبلُ.
ونظرًا لقلة عدد النمور العربية المتبقية في البريّة عن 200 حيوان وإدراجها على قائمة الحيوانات المهددة بشدة بالانقراض، فقد أصبحت محور جهود مكثفة للحفاظ عليها تقودها الهيئة الملكية لمحافظة العُلا، وصندوق النمر العربي، ومنظمة «كاتموسفير» التي أسستها صاحبة السمو الملكي الأميرة ريما بنت بندر آل سعود.
وقد كتبت الأميرة وسفيرة المملكة لدى الولايات المتحدة في موضوع غلاف هذا الشهر: «حظي النمر العربي باحترام كبير في الفلكلور والتراث العربي، إذ يجسد جوهر السمو والقوة والمرونة. ويدلّ تصويره، في الفن والأدب والأزياء والشِعر، على تقدير راسخ لشكله الرشيق وطبيعته الغامضة». وجدير بالذكر أنه اعتبارًا من هذا العام فصاعدًا، كرّمت الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الحيوان بتخصيص يوم عالمي للنمر العربي، والذي تقرر الاحتفال به يوم 10 فبراير من كل عام. ومن ثَم، انتابتنا الرغبة في تسليط الضوء على هذا «القط» الجميل وجهود الحفاظ عليه من خلال عدسة الموضة.
ويمثّل الجَمل، الذي ربما يكون رمزًا أكثر وضوحًا للمملكة، بطلاً آخر لعدد شهر يونيو؛ إذ تعمل وزارة الثقافة في البلاد بلا كلل هذا العام على الارتقاء بهذا الحيوان، ما يؤكد مجددًا أن الإبل إنما هي تراث السعودية الثمين – من وجهة النظر التاريخية والمستقبلية أيضًا. وتتويجًا لهذه الجهود، سُمِّي عام 2024 بـ«عام الإبل»، علاوة على إطلاق فعاليات كبرى مثل تنظيم موكب من عشرات الإبل العربية لتجوب شوارع باريس. وفي العُلا، التقينا هذه المخلوقات الساحرة، والتقطنا صورًا لها إلى جانب صاحبة السمو الملكي الأميرة الجوهرة بنت طلال بن عبد العزيز آل سعود. وتُعدّ الأميرة الجوهرة، حفيدة مؤسس المملكة، خير مثال على هذا الجسر الممتد بين السعودية القديمة والمستقبلية؛ فبينما تمضي صاحبة السمو الملكي في حياتها قدمًا معتنقةً مبادئ الشرف والتقليد، فهي أيضًا قائدة ملهمة للمستقبل، وخير تجسيد لواقع المرأة السعودية اليوم بفضل مشروعاتها العديدة ومساعيها الخيرية. تعرفوا على المزيد عن هذه الأميرة المبجّلة في صفحة 84.
وكما نورد في عدد هذا الشهر، تشهد السعودية تحولاً جذريًا في كل المجالات، بما في ذلك الموضة، والترفيه، والسياحة. ولكن يمكن القول بأن هذه التغييرات هي ثمرة مباشرة لجهود شخصيات لا تعرف الخوف، كثيرٌ منهم من النساء، والذين يلتزمون في عملهم بقيم «رؤية 2030». وبينما تتصفحون هذا العدد، ستلتقون سعوديين روّاد فضاء، ورياضيين أولمبيين، ومصممي أزياء، وصانعي سياسات، وطهاة، وغيرهم من الشخصيات اللامعة التي تؤكد لنا أن مستقبل المملكة بين أيادٍ أمينة للغاية.
اكتشاف المزيد من اناقة أنثى
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.