لايف ستايل

صاحبة السمو الملكي الأميرة الجوهرة بنت طلال بن عبد العزيز آل سعود


تجسد صاحبة السمو الملكي الأميرة الجوهرة بنت طلال بن عبد العزيز آل سعود، الماضي التاريخي والمستقبل البصير للمملكة العربية السعودية. تتحدث الأميرة إلى “ڤوغ العربية” عن ثباتها في تأدية واجبها وتمكين المرأة.

الفستان والوشاح: خولة العيبان، السوار والعقد: الأميرة الجوهرة، الصورة: Oscar Munar

تشرق الشمس الساطعة فوق حضارة مدينة العلا القديمة، وتكشف بنورها الساطع عن جوهرة المملكة الثمينةامرأة يحدد اسمها حرفيًا انطباعها، فهي تمثل وتعكس إشراقة المملكة العربية السعودية، وتشق سبيلها بكل إخلاص وعزم لتكون محط أنظار العالم. 

صاحبة السمو الملكي الأميرة الجوهرة بنت طلال بن عبد العزيز آل سعود تلتقط بعناية الخنجر الذهبي لوالدها الراحل. جاهزة لارتدائه كجزء من إحياء ذكراه للجيل القادم، تمثل هذه اللحظة رحلة الجوهرة المتوسعة باستمرار، والتي حملت فيها ميراثها من الحب، الذي عملت بجد لتحيا به، بكل عزة وكرامة.

يعد الخنجر الثمين تاريخيًا رمزًا قويًا للنصر الصامد، وكان مملوكًا لصاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز آل سعود، الابن الثامن عشر للأب المؤسس للمملكة العربية السعودية، صاحب الجلالة الملك عبد العزيز آل سعود.

كان والد الجوهرة سياسيًا قويًا ورجل أعمال في عدة مجالات وإنسانًا خيراً غنياً عن التعريف. كان مدافعًا شغوفًا عن حقوق المرأة والتعليم والرعاية الصحية والإصلاح الاجتماعي والحفاظ على الثقافة. 

وقد شغل عددًا من المناصب الحكومية، من بينها أول سفير سعودي لدى فرنسا، ووزير الاتصالات ومناصب أخرى. وعلاوة على ذلك، لعب الأمير الراحل طلالطيب الله ثراهدورًا أساسيًا في تعزيز العلاقات الدولية للمملكة العربية السعودية وجهودها الدبلوماسية، فذاع صيته كمناصر لحقوق الإنسان، وأصبح صوت القوة الحازم الذي لا يمكن إنكاره من أجل الازدهار في المنطقة.

لقب بـأمير الأطفال، وكانت علاقته مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) علاقة نبيلة للغاية؛ إذ كان أول من شغل منصب مبعوث خاص للمنظمة خلال الثمانينيات من القرن الماضي، وكان دائمًا يشدد على الضرورة المطلقة لحماية الأطفال الفقراء في جميع أنحاء الشرق الأوسط وأفريقيا.

وتقول الجوهرة: “لم يترك لنا والدي خيارًا سوى النجاح، وظل هذا النجاح جزءًا لا يتجزأ من المحبة المثمرة لشعب المملكة العربية السعودية، وللإنسانية بشكل عام. لقد ظل يلهمني أنا وكل إخوتي وأخواتي باستمرار في العديد من جوانب الحياة. ولقد ساهم في التنمية والتركيز بكثرة على وجود مؤسسات تنمية الطفولة المبكرة، وخاصة بين الفتيات. ولقد عملت معه على تأسيس المزيد من المؤسسات في مجال التعليم المبكر وافتتحت روضة الأطفال الخاصة بي تحت اسممدرسة ستارلايت، متبعة رؤيته في توفير التعليم للجميع. ولكن مازال أمامنا الكثير مما يتعلق برؤيته. هناك العديد من مستويات العمل الخيري والتنمية الاجتماعية والنمو المستقل بتحدٍ في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية. لقد برهن لي أن الرؤية يمكن أن تكون واسعة للغاية، وأن ذلك لن يتحقق إلا بالتركيز الشديد.

الكاب والفستان والوشاح: هنيدة، الصورة: Oscar Munar

إن حياة الأميرة الجوهرة قصة من القصص التي لا تنسى منذ اللحظة التي دخلت فيها كوكب الأرض. وهذا ليس بسبب الامتيازات النموذجية المرتبطة بكونها أميرة تحظى بكل الحب والاحترام. “لقد تعلمت دائمًا أن أي منصب يأتي مع واجب، تجاه نفسك، وتجاه وطنك وشعبكيأتي هذا الواقع بضغوط شديدة ومسؤولية كبيرة بالطبع، ولكن يمكننا أن نفعل ذلك بالاستفادة من تلك النعم. والآن أدركت تمامًا مدى أهمية هذا الدرس. لا شيء نناله دون ثمن. يجب علينا أن نمضي قدما ونرد الجميل في كل ما رُزقنا به وإلا تبدد سريعًا.

الصورة: Oscar Munar

ومضت الأميرة تشق طريقها بعد أن نالت شهادة في الهندسة المعمارية وشهادات عُليا في ريادة الأعمال والاستثمار والعمليات التجارية الصغيرة. وشكلت الجوهرة فريقًا من أصحاب الرؤى والحالمين إلى جانبها، وسرعان ما أصبح لا يمكن إيقافه.

وتؤكد قائلة: “لم أكن لأنجز أي شيء دون جماعة مميزة تشبهني فكريًا، وتضيف: “نعم، هناك تحديات بشكل يومي تقريبًا، ولكن أهل الحل والربط هم فريقك. دائرة العمل الخاصة بي هي أعز أصدقائي وأفراد عائلتي ومصادر الإلهام الرئيسية لابني وابنتي. فريقي هو عائلتي، لأن رؤيتي هي حياتي“.

الفستان: ستيفان رولاند، الأقراط:: الأميرة الجوهرة، الصورة: Oscar Munar

وتظل مشاريع الجوهرة التجارية وحدها بمثابة شهادة على روحها الابتكارية، فبصفتها رئيسة مجلس إدارة شركة أطلال المجد القابضة، تواصل اهتمامها بتطوير فرص جديدة عبر العديد من الصناعات، وخاصة المشاريع التي تقودها النساء، مما يخلق تأثيرًا مضاعفًا للنمو الاقتصادي وتنمية المجتمع بما يتماشى مع رؤية المملكة العربية السعودية 2030.

في مجال الضيافة، أسست سموها مطعمفايندنج سوشيوهو أحد المطاعم المحلية الأكثر شعبية في المملكة حيث يدمج الذوق لحضارتين عريقتين. وعن ذلك تقول: “أكثر ما أعتز به في فايندنج سوشي هو حب المجتمع الذي سمح بتواجده حيث يتمتع بأجواء الألفة والمودة مع الاهتمام الرائع بتفاصيل الطهي. أيضا أحب برنامجنا “Little Rollers” الذي يشجع الأطفال على الإبداع في المطبخ للانضمام والتعليم والاستمتاع كجزء من عائلة فايندنج سوشي“. 

الكاب والفستان والوشاح: هنيدة، الصورة: Oscar Munar

أما في مجال الموضة، كانت الجوهرة واحدة من أوائل الشخصيات العامة في المملكة التي دعمت بقوة التصميم المحلي وسعت إلى تنشيطه، وتدعم دائمًا ارتداء تصاميم المصممين السعوديين في المشاركات العامة. كما أطلقت منصة التجارة الإلكترونية “JMH Souk” في عام 2011. تقول سمو الأميرة: “في ذلك الوقت كان هناك عدد قليل جدًا من الأشخاص يدركون فكرة التجارة الإلكترونية لذا، أنشأت منصة تبيع التصاميم محلية الصنع ليس فقط في الموضة بل في جميع المجالات التي يمكننا كسعوديين أن نبتكرها فنيًا. ولقد دعمنا المصممين المحليين وشجعناهم في كل فرصة أُتيحت لنا، ومازلنا نفعل ذلك بكل فخر كما ينبغي لنا جميعًا.

وفي مجال التعليم وتنمية العقول الشابة من خلال تطوير مرحلة ما قبل المدرسة، تعمل الجوهرة بشكل وثيق مع أشقائها لتعزيز أعمال برنامج الخليج العربي للتنمية التابع للأمم المتحدة (أجفند)، وهي مبادرة مخصصة للاحتفال ومكافأة برامج بناء القدرات في جميع أنحاء العالم.

البشت: مُلك والد الأميرة الجوهرة، صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز آل سعود؛ الفستان: توم فورد؛ الخنجر خاص بصاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز آل سعود. الصورة: Oscar Munar

 

من الواضح أن الجوهرة ذات طبيعة خيرية، فشغفها للتغيير الإيجابي يتعمق في الاهتمام بالبيئة والمحافظة عليها. وقد شاركت في تأسيس مؤسسة لحقوق الحيوانسالمة، مما يلهموعي الجيل القادم، الذي يجب أن يسعى إلى المحافظة على بيئتهم واحترامهم لها“.

تقول الجوهرة: “الهدف من كل ذلك هو تحقيق الازدهار لنا جميعًا وبيئتنا الرائعة عن طريق أزياءنا وأسلوبنا في التعبير وإبداعنا وكرم ضيافتنا. نحن جميعًا نلعب أدوارًا حيوية في التعبير عن صورتنا، وتوضح: “إذا استطعنا تحسين الأداء في كل اهتماماتنا، لتحققت أفضل النتائج“. 

إن جهود تمكين المرأة من لعب دورها في المجتمع والقيادة يكون من خلال التناغم مع الحس الوطني وبما يسهل مسيرة المرأةومعها الرجلللانخراط في أنشطة الصناعة وبكل فخر في كافة مناطق المملكة العربية السعودية وغيرها.

المعطف: نبيلة ناظر، الأساور: مُلك الأميرة الجوهرة، الصورة: Oscar Munar

وترى الأميرة الجوهرة أن هذه مجرد البداية، بالإضافة إلى مساعيها العديدة في مجال ريادة الأعمال الخيرية، فهي قوة لا تخطئها العين في عالم الموضة، وتنضح بالأناقة. مع العلم أن ما يرتديه المرء قد يكون من أبرز أدوات تعبيره عن الذات، فلقد أسهمت رؤية سمو الأميرة للأزياء في تشجيع النساء على تقبل الفردية خاصة في السعودية.

ومن هذا المنطلق، تخطط الجوهرة الآن لإطلاق منتجها الجديد من الإكسسوارات المثالية للمرأة القوية اليومية. تقدم المجموعة القادمة حقائب اليد المصممة بدقة متناهية والتي ستعيد تعريف معنى الاستخدام العملي في عالم الموضة، إذ ستجمع بين التكنولوجيا والطابع العملي والفخامة في آن واحد. 

تقول الجوهرة: “تم تصميم كل حقيبة بعناية لتلبية احتياجات المرأة العصرية كثيرة الانشغال أثناء التنقل، بشكل عملي ولكن أيضًا بشكل جميل، مع مساحة تخزين كبيرة كما إنها مصنوعه من خامات مستدامةهناك بعض المفاجآت التي توفر الراحة المطلقة أيضًا، وتضيف: “حقيبتي هي أفضل صديق لي، وأعتقد أن هذا ينطبق على الكثير منا كنساء. حقائبنا هي رفاقنا الموثوق بهم في كل مكان نذهب إليه. لقد أردت الارتقاء بهذه العلاقة، وجعلها أكثر فخامة ورفاهية، ودمج التكنولوجيا بطريقة تعود بالنفع على تلك العلاقةولا أستطيع الانتظار حقًا لمشاركة المزيد مما يخبئه لنا المتجر، قريبًا جدًا“.

نُشرت هذه المقالة للمرة الأولى في صفحات عدد يونيو 2024 من ڤوغ العربية

التنسيق: أمين جريصاتي
محرر الموضة: محمد حازم رزق
شعر ومكياج: صفية قاسم
المنتج الإبداعي: ​​بيا بو حرب
المنتج: مصطفى العماسي
الموقع: دار الطنطورة
شكر خاص: تجربة العلا

اقرئي أيضًا: الأميرة الجوهرة بنت طلال تقدّم معرض زوجها خالد السديري في أيام الموضة السويسريّة



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى