أفضل العطور السعودية – تعرفوا على أفضل صانعي العطور في المملكة
بينما يغني شباب المملكة السوق بأنواع جديدة من أفضل العطور السعودية يبقى تقديرهم لماضيهم من فن صناعة الروائح ماثلاً وأقوى من أي وقت مضى
السؤال الذي يطرح نفسه هو أي حاسة هي الأكثر قيمة من بين الحواس التي يمتلكها البشر فنحن نرى الجمال بأعيننا، ونسمع الألحان بآذاننا ونظهر المودة من خلال اللمس ونقرأ الشعر من خلال شفاهنا ومع ذلك قد يقول البعض أن الشم هي الحاسة الأكثر قيمة على الإطلاق. لطالما كانت الروائح والعطور مهمة بالنسبة للعرب. سواء كنت تتجول في السوق فتعبق رائحة التوابل بأنفك، أو تشتم رائحة عطر والدتك على شخص ما لتعيد لك ذكريات جميلة من طفولتك، فإن العطور على وجه الخصوص قد ارتبطت دائمًا بالحنين إلى الماضي إذ أنها بمثابة تحفيز يعيد لنا الذكريات. وتعود علاقة الألفة مع العطور بالنسبة للسعوديين على وجه التحديد إلى قرون مضت.
تأتي معظم العطور في يومنا هذا على شكل سائل معبأة في زجاجات ومغلفة بشكل جميل، ولكن قبل أن زمن السوائل كان مصدر العطور من خلال حرق البخور. يقول محمد خوجة، وهو مصمم علامة هندام للملابس الجاهزة والذي أطلق مؤخرًا عطرين بالتعاون مع عطور الزمرد، أن العطور “متأصلة في التراث عند العرب بشكل عام.
ويعود تاريخها إلى العصور القديمة من خلال حرق العود أو البخور وهو تقليد يسرني للغاية أننا قد ورثناه عن أجدادنا”. تشتمل العطور التي تم ابتكارها خصيصاً للمصمم على مزيج من العنبر مع الهيل وخليط الياسمين والجلد، حيث يوضح أن مصدر الإلهام يأتي من “الروائح والتوابل من طريق الحرير القديم ودمج الروائح ذات التأثيرات الشرقية والغربية”.
يعود تاريخ حرق البخور في المملكة العربية السعودية إلى عصور ما قبل الإسلام. كلمة “عطر” نفسها مشتقة من الكلمة اللاتينية per (“من خلال”) وfumare (“يدخن”)، والتي تشير إلى الأبخرة المنبعثة عند حرق البخور. ثمة مجموعة من المواد ذات الرائحة الحادة المختلفة التي تصنع البخور، ولكن العود والعنبر وخشب الصندل والمسك هي الأكثر شيوعًا. ولطالما أظهر السعوديون تقديراً وحباً كبيراً للعطور ذات الرائحة القوية. سواء تم رشها على الجلد أو حرقها لتنبعث في المنازل الروائح الطيبة الغنية بالعناصر (من الناحية الثقافية، ارتبط حرق البخور بتنقية المنزل)، فإن العطور لها تاريخ عميق في المملكة. تقول نوف القحطاني، أول صانعة عطور سعودية، والتي بدأت علامتها التجارية NSHQ في عام 2005: “إن حاسة الشم هي واحدة من أقوى الحواس وأكثرها قدرة على استعادة مشاعر وذكريات طفولتي”.
تم استخدام العطور لعدة قرون كدلالة على المكانة الاجتماعية، وليس فقط بسبب ارتفاع أسعار العود – حيث يمكن أن تبلغ كلفة زيت العود المعتق أو ما يطلق عليه “الذهب السائل” في أنقى صوره إلى ما يصل إلى 80 ألف دولار أمريكي للتر الواحد. حيث أن العطور هي دليل على أن الجمال لا يُرى بالنظر فقط، بل يمكن شمه أيضًا فالرائحة الجذابة هي رمز للفخامة والدلال. لدرجة أن العلامات التجارية العالمية الفاخرة مثل توم فورد وديور قد اعتمدت ما يشار إليه بالروائح العربية من العود والمسك وغيرها من ضمن المكونات التي تدخل في مجموعات العطور الخاصة بها. قد يكون من السهل التعرف على هذه الروائح أثناء تجوالك في شوارع لندن ونيويورك، لكن العطارين الأوروبيين والغربيين اعتمدوا هذه الروائح فقط بعد شعبيتها المذهلة في شبه الجزيرة العربية. ربما تكون الثقافات الأخرى قد ضمت هذه الروائح، إلا أن الأهمية العاطفية والتاريخية التي تحملها للسعوديين والعرب لا تضاهى.
يشرح خالد بن محمد الثنيان، المؤسس المشارك لعلامة “رشات” من أفضل العطور السعودية الرائدة التي تم إطلاقها عام 2013 والتي تتوزع متاجرها في جميع أنحاء المملكة، أن أحد الاختلافات الأساسية فيما يتعلق بصناعة العطور في السعودية وبقية العالم هو أن “الشركات العالمية تميل إلى صناعة العطور الموسمية حسب الذوق العام. وبالنسبة لي، هذا يحد من الإبداع وروعة الابتكار في الصناعة.
إن العثور على العطر المثالي بالنسبة للسعوديين هو أمر أكثر تعقيدًا مما يمكن تخيله. تقوم العديد من النساء السعوديات بشراء العديد من العلامات التجارية العالمية ثم يقمن بعد ذلك بمزج العود الخاص بهن مع الوصفة الفريدة التي تميزهن. يقول راكان الرميحي، مؤسس شركة RR Perfumes والذي أطلق مؤخرًا علامته التجارية للعطور والتي تحمل اسمه “راكان” Rakan: “كنت شغوفًا جدًا بالمزج اليدوي، حتى أنني صنعت بعض العطور في المنزل. إلى أن أصبحت مالكاً لشركتي وعلامتي التجارية الخاصة.”
يتم إيلاء الكثير من الاهتمام لإيجاد مزيج متوازن ومتناغم، حيث أنهم غالبًا ما يستمتعون بخلط المكونات المختلفة معًا. سواء كنت تفضل الروائح الحلوة والخفيفة والمنعشة أو الروائح الجريئة والقوية والرائعة مثل العود، فإننا لا يمكن أن نصف العطور بشيء أقل من كونها أعجوبة ثقافية بحد ذاتها في المملكة. لدرجة أنه يتم دمجها أيضًا في فن الضيافة بقدر ما هو متعارف عليه التمر والقهوة العربية.
مع بضع رشات فقط، يتمتع العطر بالقدرة على رفع الثقة. فلا عجب أن السعوديين قد أدرجوها في روتين حياتهم اليومية، وجعلوا منها أمراً مألوفة مثل روتين تنظيف أسنانك.
يقول حاتم الحميدي، الذي يقف خلف شركة “حروف للعطور” وهي من أفضل العطور السعودية ومقرها الرياض: “العطر جزء أساسي من ثقافتنا. ومن المعروف أن السعوديين يركزون بشدة على النظافة الشخصية، والتي تتسع لتشمل شراء العطور ذات الجودة العالية، وألواح الاستحمام، والزيوت الأساسية.
ويقول عبد الله بن محمد الثنيان، أحد مؤسسي شركة “رشات”: “لا تكتمل الإطلالة النهائية للشخص دون رش العطر”. ويوافق خوجة على ذلك قائلاً: “إنها جزء من عملية التحضر للخروج من المنزل حيث يعبر العطر كثيراً عن الفرد والحالة المزاجية التي يعيشها، كما أن للروائح القدرة على تغيير حالتك المزاجية.”