ما هو، وما فوائده وشروط تطبيقه
يحظى صيام الدوبامين باهتمام كبير في عالم الصحة، ويتهافت الكثيرون من رجال ونساء على اعتماده، لما يُعتَقَد أنّه يوفّره من فوائد على العقل والجسم في الوقت نفسه.
يبرز أخيرًا مصطلح جديد في عالم الصحة، وهو “صيام الدوبامين” الذي يتحدّث عنه الكثير من المؤثّرين على مواقع التواصل الاجتماعيّ في قطاعات مختلفة مثل الرياضة والجمال والصحّة، بسبب فوائده الكثيرة. ولكن رغم ذلك، لا يوجد شيء بهذا الاسم في المفهوم الطبيّ، وكما غيره من الممارسات والتقنيات الجديدة في المجال التي يقبل الكثيرون على تجربتها، إن فكّرت بتطبيقه، يجب أن يكون ذلك وفقًا لشروط معيّنة، وأن تجمعي معلومات كثيرة متعلّقة به قبل المباشرة بذلك. فاسمه قد يدفع بك لتشكيل أفكار مختلفة عنه، فكلمة “الصيام” أو الـ “ديتوكس” لا تعني الامتناع عن تناول المأكولات واحتساء المشروبات، إنّما عن التحكّم بالسلوكيّات التي اعتدت ممارستها. هل بدأ الأمر يبدو معقّدًا بالنسبة لك؟ حسنًا، تعرّفي معنا أكثر على هذا النوع من الصيام!
ما هو صيام الدوبامين؟
“صيام الدوبامين” ليس ممارسة جديدة، بل إنّ بعض المعالجين اعتادوا أن يوصوا به منذ سنوات، للتخلّص من الدوبامين الموجود في الجسم، والذي نعرفه باسم هرمون السعادة، والذي يفرزه دماغك بنسبة كبيرة عند تقومين بنشاطات وتجارب، تتحوّل إلى ممارسات أساسيّة في نمط حياتك، على الرغم من أنّها تأتي بأضرار سلبيّة كثيرة. فالدماغ مبرمج على البحث عن سلوكيّات تحفّز إطلاق الدوبامين فيه، ونتيجة للشعور الذي يسبّبه ذلك، تشعرين بأنّك في حاجة مستمرّة لممارسة الأنشطة والتجارب التي ساهمت بذلك، فتصبحين مدمنة عليها لعيش ذلك الشعور في شكل دائم.
لذا، مع شعورك المتزايد بالحاجة للدوبامين، يصبح التخلّص منه أمرًا في غاية الأهميّة، وفي أسرع وقت ممكن! والوسيلة الوحيدة لتنجحي بذلك، هي أن تتخلّصي من أي سلوك اعتدت القيام به لتحفيزه، والذي يندرج تحت قائمة كبيرة من الممارسات، مثل تصفّح وسائل التواصل الاجتماعيّ، أو التسوّق كثيرًا، أو استخدام تطبيقات الألعاب بشكل متزايد، أو الاستماع إلى الموسيقى العالية، أو القيادة بتهوّر، وغير ذلك الكثير من العادات السيّئة. ولذا، الحقيقة تكون أنّك لا تصومين عن الدوبامين، إنّما عن السلوكيّات التي تعزّز إنتاجه، من خلال تجنّب مصادر تحفيزه، والتي تكون أي شيء يمتصّ وقتك وانتباهك وقوّتك، لتوفّري لعقلك فرصة للهدوء وإعادة تنظيم إفرازه لهذا الهرمون بشكل طبيعيّ.
شروط تطبيق برنامج ديتوكس الدوبامين
لا يوجد بحوث علميّة تدعم فكرة التخلّص من الدوبامين كوسيلة لتنظيم مستوياته في الدماغ وتحسين الصحّة العقليّة، لكنّ مصطلح “التخلّص من سموم الدوبامين” الذي انتشر على وسائل التواصل الاجتماعيّ، كان كافيًا لجذب الكثيرين لتجربة الأمر. ولذا، الأفضل أن تعتبري ذلك حافزًا للتخلّي عن العادات المسيئة لصحّتك الجسديّة والعقليّة، مع العلم أنّ الحرمان التام المفاجئ منها سيكون مؤديًا لك.
وإن قرّرت البدء بتطبيق برنامج ديتوكس الدوبامين، من المهم أن تدركي أن للقيام بذلك بطريقة سليمة شروط عليك اتّباعها، لذا يجب أن تستشيري معالجًا نفسيًّا متمرّسًا، إذ ليس من الصحيّ التخلّي بشكل تام عن القيام بالأمور التي تُسعدك. فالذهاب بذلك إلى أبعد الحدود قد يؤدّي إلى معاناتك من عوارض الاكتئاب، وفقدان الاهتمام بالحياة وبممارسة النشاطات، وذلك ينعكس سلبيًّا على إنتاجيّتك في العمل وعلى علاقتك مع محيطك.
ما الذي يحصل بعد التخلّص من الدوبامين؟
تختلف تقييمات من جرّبوا ديتوكس الدوبامين، إذ يشير البعض بأنّهم لم يلحظوا أي فرق بعدما قلّلوا من ممارسة أنشطة معيّنة، في حين يؤكّد آخرون أنّ حياتهم أصبحت أفضل. والتفسير لذلك، أنّ النتائج تختلف بناءً على معايير مختلفة، أبرزها نمط حياة الفرد والبيئة التي يعيش بها، وطبيعة عمله، ووظائف الخلايا العصبيّة لديه.
كيفية تطبيق صيام الدوبامين
لطرد سموم الدوبامين من جسمك، قلّلي من القيام بسلوكيّات مضرّة لك، فمثلًا، بدلًا من أن تمضي 8 ساعات وأنت تستخدمين الهاتف أو أجهزة الشاشات المحمولة، قلّلي الوقت للنصف، ولأكثر من النصف بعد يوميْن، واختاري يومًا في الأسبوع تمتنعين فيه تمامًا عن استخدامه. ولإلهاء نفسك عن ذلك، الجئي لأمور ذي فائدة أكبر، مثل قراءة كتاب أو تعلّم هواية جديدة كركوب الخيل أو الرسم. كذلك، تخلّي عن الوجبات السريعة والأطعمة الغنيّة بالسكّر، وقلّلي من استهلاك الكافيين إن كنت معتادة على عدم الشعور بالطاقة إلّا عندما تحتسين المشروبات التي تحتويها. أمّا عن المدّة التي يتطلّبها جسمك لطرد الدوبامين، فهي تختلف وقد تصل إلى 90 يومًا.
اقرئي أيضًا: الرقص لـ 30 دقيقة في اليوم سيغيّر حياتك الصحيّة والنفسيّة… اكتشفي لماذا!